المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تنزه الله جل جلاله عن أن تبلغه أوهام المتوهمين وأفهامهم - شرح العقيدة الطحاوية - ناصر العقل - جـ ١٣

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الطحاوية [13]

- ‌بيان معنى كلمة التوحيد

- ‌ذكر ما قيل في تقدير الخبر في كلمة التوحيد

- ‌سبب الخلاف في تقدير الخبر في كلمة التوحيد

- ‌تعليق ابن باز على ما قيل في تقدير الخبر في كلمة التوحيد

- ‌بيان أن الله عز وجل هو الأول والآخر

- ‌الدليل العقلي على ثبوت اتصاف الله تعالى بالأول والآخر

- ‌بيان حصول الغنية بطريقة القرآن عن طريقة المتكلمين في إثبات انتهاء المخلوقات إلى موجدها جل جلاله

- ‌خطأ المتكلمين في إدخال: (القديم) في أسماء الله جل جلاله

- ‌تنزه الله جل جلاله عن أن تبلغه أوهام المتوهمين وأفهامهم

- ‌تنزه الله جل جلاله عن مشابهة خلقه

- ‌رمي الجهمية لأهل السنة بالتجسيم

- ‌مراد علماء السنة بنفي التشبيه

- ‌الاستدلال بقياس الأولى في إثبات كل كمال لله ونفي كل نقص عنه سبحانه

- ‌تناقض غلاة نفاة الصفات في نفيهم ما ثبت من صفات الله ودعوتهم للتشبه بالإله على قدر الوسع

- ‌بيان أن الله تعالى لا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبهه شيء من مخلوقاته

- ‌كمال حياة الله جل جلاله وكمال قيوميته

- ‌تفرد الله بالخلق والرزق وبيان كمال غناه جل جلاله

الفصل: ‌تنزه الله جل جلاله عن أن تبلغه أوهام المتوهمين وأفهامهم

‌تنزه الله جل جلاله عن أن تبلغه أوهام المتوهمين وأفهامهم

قال رحمه الله تعالى: [قوله: (لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام): قال الله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110]، قال الجوهري في الصحاح: توهمت الشيء: ظننته، وفهمت الشيء: علمته.

فمراد الشيخ رحمه الله: أنه لا ينتهي إليه وهم، ولا يحيط به علم.

قيل: الوهم ما يرجى كونه، أي: يظن أنه على صفة كذا، والفهم: هو ما يحصله العقل ويحيط به.

والله تعالى لا يعلم كيف هو سبحانه إلا هو سبحانه وتعالى، وإنما نعرفه سبحانه بصفاته، وهو أنه أحد، صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [البقرة:255]، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر:23 - 24]].

هذه الإشارة التي أشار إليها الإمام الطحاوي رحمه الله ثم شرحها الشارح، وهي قوله:(لا تبلغه الأوهام) فيها تصريح بأن كل ما خاض فيه الناس من أسماء الله وصفاته بغير ما ورد في الكتاب والسنة والآثار الصحيحة إنما هو أوهام، وهذا هو الحق.

فكل خوض في أسماء الله وصفاته وأفعاله وفي سائر أمور الغيب بما لم يرد في الكتاب والسنة، ولا فيما فهمه أئمة السلف من المفاهيم القطعية لهذه النصوص؛ إنما هو أوهام، والأوهام لا تعتقد، بل هي رجم بالغيب، وهي إساءة أدب في حق الله سبحانه وتعالى، بل هي اتباع للمتشابه وإلحاد في كلام الله وأسمائه وصفاته.

فما تكلم به المتكلمة من الجهمية والمعتزلة، ثم من متكلمي الأشاعرة والماتريدية والكلابية، ومن نحا نحوهم من الذين تكلموا في ذات الله وأسمائه وصفاته بغير ما قاله السلف بناءً على النصوص الشرعية، كل ذلك إنما هو خوض بالأوهام، حيث توهموا أموراً في أذهانهم فجعلوها عقيدة، ولذلك نجد أنهم يسمون أوهامهم علم التوحيد، وهذا هو السائد عند أغلب هؤلاء، تجدهم إذا عرفوا علم التوحيد قالوا: هو الكلام.

ويقصدون بالكلام أوهامهم التي توهموها وقالوها بغير حق في الله سبحانه وتعالى.

إذاً: الإشارة إلى الأوهام هنا فيها تأكيد على أن ما قاله الناس في الله تعالى وأسمائه وصفاته من غير ما ورد في النصوص إنما هو توهمات، والتعويل عليه إنما هو تعويل على الوهم الذي لا أصل له، بل هو الباطل.

ص: 10