المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرد على اعتبار أبي حنيفة للمدلول اللغوي للفظ الإيمان - شرح العقيدة الطحاوية - ناصر العقل - جـ ٧١

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الطحاوية [71]

- ‌حصول زيادة الإيمان بزيادة الشرائع والتكاليف

- ‌ما أراده الشارح في تقرير زيادة الإيمان بالأعمال

- ‌حقيقة النزاع بين أهل السنة والمرجئة في دخول الأعمال في مسمى الإيمان وزيادته

- ‌أصناف المرجئة في كلام السلف

- ‌مأخذ أبي حنيفة ومأخذ مخالفيه من الأئمة في اعتبار حقيقة الإيمان

- ‌الرد على اعتبار أبي حنيفة للمدلول اللغوي للفظ الإيمان

- ‌قيام الأدلة الشرعية على دخول الأعمال في الإيمان

- ‌ذكر أدلة أبي حنيفة على أن الإيمان عبارة عن التصديق في اللغة

- ‌نفي إخوة يوسف إيمان أبيهم لهم في إخباره بشأن يوسف

- ‌اعتبار الضدية للكفر الذي يعني التكذيب والجحود

- ‌الاستدلال بقوله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)

- ‌تركيب الإيمان من قول وعمل يعني زواله بزوال جزئه

- ‌عطف العمل على الإيمان عطفاً يقتضي المغايرة

- ‌الاعتراض على استدلال الحنفية بأن الإيمان هو التصديق في اللغة

- ‌امتناع الترادف بين الإيمان والتصديق

- ‌حصول التصديق بالأفعال

- ‌توجيهات للقول بدخول الأعمال في مسمى الإيمان من حيث دلالة لفظ الإيمان

- ‌احتجاج أهل السنة ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لمعنى الإيمان

- ‌الأسئلة

- ‌بيان مدى صحة القول بخروج الزاني من الإيمان إلى الإسلام

الفصل: ‌الرد على اعتبار أبي حنيفة للمدلول اللغوي للفظ الإيمان

‌الرد على اعتبار أبي حنيفة للمدلول اللغوي للفظ الإيمان

النقطة الثانية: حينما أشار إلى المعنى اللغوي، فنقول: إن المعنى اللغوي ليس حجة على الاصطلاح الشرعي؛ لأن الاصطلاح الشرعي أمر زائد على المعنى اللغوي، يدل عليه أن الاصطلاح الشرعي في كثير من المعاني الشرعية التي وردت يزيد عن المعنى اللغوي علمياً ويزيد عملياً، والدليل على ذلك الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والدعاء وغير ذلك، كلها لها معان لغوية محدودة عند العرب، فوضع لها الشارع المعاني التي تتضمن أعمالاً، فالصلاة في اللغة هي الدعاء، لكن في الاصطلاح هي الدعاء وزيادة، والصلاة في الاصطلاح ركوع وسجود، وأدعية، وقراءة قرآن، وتوجه معين، واستقبال القبلة، فدخل في مفهوم الصلاة غير مجرد الدعاء بالمعنى اللغوي، حيث دخلت أعمال أخرى إضافية صارت جزءاً من الصلاة شرعاً.

وكذلك الصيام، فالصيام لغة: هو الإمساك، لكن الشرع وضع للصيام معنى آخر، وهو الإمساك بضوابط وحدود وأعمال، وما لم تتم هذه الضوابط والحدود والأعمال لا يصير الصيام صياماً شرعياً.

وكذلك الجهاد، فالأصل فيه بذل الجهد، لكنه إذا أطلق في الشرع فالمقصود به في الدرجة الأولى القتال للكفار بالسيف، وإلا فيمكن أن واحداً يجلس في بيته ويفكر في مصالح المسلمين ويقول: أنا مجاهد؛ لأنني بذلت جهدي، إذاً: فلا بد من اعتبار الاصطلاح الشرعي، فكما قلنا: إن للصلاة معنى شرعياً غير اللغوي، وكذلك الحج، والصوم، والجهاد وغيرها، فكذلك للإيمان معنى شرعي غير المعنى اللغوي، هذا ما حدده القرآن والسنة.

إذاً: فالاعتذار لـ أبي حنيفة رحمه الله في قوله: الإيمان هو التصديق على أن اللغة تدل على ذلك؛ ليس بعذر، يعني: ليس بعذر في الخروج عن أصل السلف، نعم نعذره بتأول، بمعنى أننا لا نبدعه؛ لأنه إمام، لكن لا يعني ذلك أن عمله صحيح وأن قوله غير بدعة، بل بدعة ويجب تجنبها.

ص: 7