الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابٌ دَعَائِمُ الْإِيمَانِ
51 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، وحَدَّثَنَا أصْحابُنا، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجِهَادِ. وَالصَّبْرُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ، وَالزَّهَادَةِ، وَالتَّرَقُّبِ لِلْمَوتِ. فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَلَ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُماتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَهَاوَنَ فِي الْمُصِيبَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِي الْخَيْراتِ. وَالْيَقِينُ عَلَى أَرْبَعُ شُعَبٍ: تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وتَأْوِيلِ الْحِكْمَةِ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ، وسُنَّةِ
⦗ص: 119⦘
الْأَوَّلِينَ، فَمَنْ تَبَصَّرَ الْفِطْنَةَ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ، وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الْأَوَّلِينَ. وَالْعَدْلُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى غَايِصِ الْفَهْمِ، وزَهْرَةِ الْعِلْمِ، وَشَرَائِعَ، وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ، فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جَمِيلَ الْعِلْمِ، وَمَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ، وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ وعَاشَ فِي النَّاسِ مَحْمُودًا. وَالْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ، فَمَنَ أمَرَ بِالْمَعْرُوفِ، شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنَ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ، وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ، قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ، وَمَنْ غَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللَّهُ عز وجل لَهُ "
52 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وبَلَغَنِي عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:" مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْعَقْلِ، وَلَنْ يَبْلُغَ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ: حَتَّى يَكُونَ الرُّشْدُ مِنْهُ مَأْمُولًا، وَالْكِبْرُ مِنْهُ مَأْمُونًا، وَحَتَّى يَكُونَ الذُّلُّ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ، وحَتَّى يَكُونَ الْفَقْرُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنَ الْغِنَى، وحَتَّى يَسْتَقِلَّ مِنَ الْغِنَى، وَحَتَّى يَسْتَقِلَّ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ، ويْسِتَكْثِرَ قَلِيلَهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَلَا يَتَبَرَّمَ بِمَنْ طَلَبَ إِلَيْهِ الْحَوَائِجَ، وَلَا يَسْأَمَ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ شَيْءٌ، وَحَتَّى يَكُونَ الْقُوتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْفَضْلِ، وَالْعَاشِرَةُ وَمَا الْعَاشِرَةُ بِهَا سَادَ مَجْدُهُ، وَعَلَا ذِكْرُهُ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ فَلَا يَرَى أَحَدًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا ظَنَّ أَنَّهُ دُونَهُ "