الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المرتبة الثالثة: المشيئة النافذة التي لا يردها شيء
، والقدرة التي لا يعجزها شيء، فجميع الحوادث وقعت بمشيئة الله وقدرته فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى:{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاءَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ} (1).
المرتبة الرابعة: الخلق كُلُّهُ لله تعالى
، فهو الخالق وكل ما سواه
مخلوق له. لا إله غيره، ولا رب سواه، قال الله تعالى:{الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (2)(3)، وقال تعالى:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله} (4)، فالله الخالق لكل شيء وقع، ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المحسنين، والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد، وهو الحكيم العليم، وقد جمع بعضهم مراتب القدر في بيت واحد قال فيه:
علمُ كتابة مولانا مشيئتهُ
…
وخلقه وهو إيجاد وتكوين
و
الإيمان بكتابة المقادير يدخل فيه خمسة تقادير:
(1) سورة التكوير، الآية:29.
(2)
سورة الزمر، الآية:62.
(3)
انظر: الكواشف الجلية، ص621.
(4)
سورة فاطر، الآية:3.
1 -
التقدير الشَّامل لجميع المخلوقات بمعنى أنَّ الله علمها، وكتبها، وشاءها وخلقها، وتقدم ذكر ذلك بأدلته في المراتب الأربع.
2 -
التقدير الثاني كتابة الميثاق حينما قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (1) الآيات.
3 -
التقدير العُمُري: تقدير رزق العبد، وأجله، وعمله، وشقي، أو سعيد في بطن أمه. ودليله حديث ابن مسعود رضي الله عنه (2).
4 -
التقدير السَّنوي {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (3)،قال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر، والأرزاق (4).
5 -
التقدير اليومي قال الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (5)، فالله تعالى كل يوم يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين (6)، وهذا التقدير هو سوق المقادير إلى المواقيت التي قدرت لها فيما سبق. وهذا التقدير اليومي تفصيل من التقدير الحولي، والحولي تفصيل من
(1) سورة الأعراف، الآية:172.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، برقم 2643.
(3)
سورة الدخان، الآية:4.
(4)
ذكره في الدر المنثور، 6/ 25 بنحوه، وعزاه إلى محمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(5)
سورة الرحمن، الآية:29.
(6)
انظر: معارج القبول، 2/ 345.