المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقف الفرق المنحرفة من الوحدانية - شرح العقيدة الواسطية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٢

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌العقيدة الواسطية [2]

- ‌القرآن والسنة مصدر تلقي العقيدة عند أهل السنة والجماعة

- ‌مخالفة الفرق المنحرفة لأهل السنة في مصدر تلقي العقيدة

- ‌مخالفة القرآن والسنة أساس كل بدعة وضلالة

- ‌القرآن والسنة هما مصدرا تلقي العقيدة

- ‌قيام توحيد الأسماء والصفات على قاعدتي النفي والإثبات ودلالة الجمع بينهما

- ‌مسائل في قاعدة النفي

- ‌حدود النفي في أسماء الله وصفاته

- ‌حكم نفي القدر المشترك بين أسماء صفات الله تعالى وصفات خلقه

- ‌شبهة المعطلة النفاة والرد عليها

- ‌طرق معرفة الصفات

- ‌مقدمات في سورة الإخلاص

- ‌فضل سورة الإخلاص

- ‌علة عدل سورة الإخلاص لثلث القرآن

- ‌انتفاء الاكتفاء بتكرار سورة الإخلاص والاستغناء بها عن سائر القرآن

- ‌سبب نزول سورة الإخلاص

- ‌المسائل المتعلقة بسورة الإخلاص

- ‌صفة الوحدانية لله تعالى ومعناها

- ‌أقسام ومجالات الوحدانية

- ‌موقف الفرق المنحرفة من الوحدانية

- ‌صفة الصمدية

- ‌معنى قوله تعالى: (لم يلد ولم يولد)

- ‌معنى قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم التحاكم إلى القوانين الوضعية

- ‌الفرق بين الحصر والقصر

الفصل: ‌موقف الفرق المنحرفة من الوحدانية

‌موقف الفرق المنحرفة من الوحدانية

الأمر الثالث: موقف الفرق الضالة من الوحدانية.

الفرق الضالة في الوحدانية كثر، لكن يهمنا الحديث عن الفرق التي لها مساس كبير بواقع الناس، وهم الأشاعرة والصوفية.

فأما الأشاعرة فإنهم إذا جاءوا إلى صفة الوحدانية يقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له.

هذه هي أقسام الوحدانية عندهم، وإذا جئت تقارن بينها وبين أقسام الوحدانية عند أهل السنة: تجد أن قولهم: واحد في ذاته لا قسيم له.

هو نفس توحيد الأسماء والصفات عند أهل السنة، لكنهم فهموه على غير فهم أهل السنة، وقولهم: واحد في صفاته لا شبيه له.

هو نفس توحيد الأسماء والصفات، لكن أيضاً فهموه على غير وجهه، وقولهم: واحد في أفعاله لا شريك له.

هو توحيد الربوبية؛ لأن تعريف الربوبية هو توحيد الله عز وجل بأفعاله المتعدية، مثل: الخلق والرزق والإحياء والإماتة ونحو ذلك، وحينئذ نجد أنهم أهملوا نوعاً من أنواع التوحيد، وهو توحيد الألوهية، فإنه لا يوجد له قسم عندهم، وبالتالي وقعوا في الانحراف الكبير وهو إهمال توحيد الألوهية.

والحقيقة: أن إهمال توحيد الألوهية عندهم نشأ من الإرجاء، ولهذا فإن الإرجاء له أثر خطير على أمة الإسلام؛ لأن الإيمان عندهم هو مجرد التصديق؛ فأخرجوا عمل القلب والجوارح من حقيقة الإيمان، ولم يبق إلا التصديق، والتصديق هو نفس توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وأما الجانب العملي وهو توحيد الألوهية فقد أهملوه وترتب على هذا الإهمال قضايا خطيرة جداً في تاريخ المسلمين، مثل: الاختلاف الكبير الذي وقع بين أهل السنة وبين الأشاعرة والصوفية في الذين يطوفون حول القبور ويذبحون لها وينذرون، فهؤلاء مشركين عند أهل السنة؛ لأنهم لم يوحدوا الله توحيد الألوهية، وعند الأشاعرة والصوفية ليسوا بمشركين ما دام أنهم يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت؛ لأنهم جاءوا بالتوحيد حسب التعريف الموجود عندهم، ولهذا اختلف أهل السنة أيضاً مع هؤلاء المبتدعة في الذين يحكمون بالقوانين الوضعية، مثل القانون البريطاني أو الفرنسي ويحكمونه في حياة الناس، ويستحلون المحرمات، فهؤلاء عند أهل السنة كفار؛ لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله؛ فنقضوا الإسلام من هذه الزاوية، وأولئك يقولون: ما دام أنهم معترفون بأن الله هو الخالق الرازق فهم مسلمون، وهنا يكمن الخطر الاعتقادي.

وأما الصوفية فإنهم انحرفوا في الوحدانية، حيث قاموا بممارسة الشركيات عملياً، فهم يطوفون بالقبور، ويذبحون لها وينذرون، ويستغيثون بغير الله ونحو ذلك من الأعمال.

وهناك طائفة من الطوائف موجودة في حياة المسلمين المعاصرة وهم العلمانيون، وهؤلاء لا يعترفون لله عز وجل بوحدانية الألوهية، ويجعلون الدين هو مجرد تصورات عقائدية قد يأخذونها من أصحاب النظريات المعاصرة مثل: ماركس إذا كان شيوعياً مثلاً أو غيره بحسب المذهب الذي يذهب إليه، فأخرجوا توحيد الألوهية بأكمله من التوحيد.

ص: 20