المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صفة اليدين وأدلة إثباتهما - شرح العقيدة الواسطية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٨

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌العقيدة الواسطية [8]

- ‌صفات الله تعالى الخبرية

- ‌نفاة الصفات الخبرية

- ‌ذكر بعض صفات الله تعالى الخبرية

- ‌صفة الوجه وأدلة إثباتها

- ‌الرد على أهل البدع في تأويل الوجه

- ‌صفة اليدين وأدلة إثباتهما

- ‌الصفات المتعلقة بصفة اليدين

- ‌حكم إثبات الشمال لله عز وجل

- ‌صفة العينين وأدلة إثباتهما

- ‌الفوائد التربوية من إثبات صفة اليدين والعينين لله تعالى

- ‌إيضاح سبب تكرار شيخ الإسلام آيات إثبات صفتي السمع والبصر بعد ذكر صفة العينين

- ‌الأسئلة

- ‌الفرق بين الصفات الاختيارية والخبرية

- ‌تأويل الأشاعرة لصفة الغضب والرد عليهم

- ‌الرد على من يستدل على خلق صفة الرحمة بحديث: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة)

- ‌مختصر الصواعق المرسلة وإمكانية الاستغناء به عن الأصل

- ‌إيضاح المقصود بالثلاث والسبعين فرقة في ضوء واقع كثرة الفرق

- ‌أفضل الكتب في شرح أسماء الله الحسنى

- ‌بيان معنى النقصان في حديث: (ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)

- ‌الرد على من أول اليد بالقدرة

- ‌حكم قول: (كلتا عينيه يمين)

- ‌مثبتو الصفات الخبرية من الأشاعرة ونفاتها

الفصل: ‌صفة اليدين وأدلة إثباتهما

‌صفة اليدين وأدلة إثباتهما

الصفة الثانية من الصفات الخبرية التي ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله هي: إثبات صفة اليدين لله عز وجل، واستدل عليها بقوله تعالى:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75]، وقوله:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:64].

وذكر ثلاث آيات في إثبات صفة اليدين لله سبحانه وتعالى، وقد جاءت صفة اليدين مفردة ومثناه ومجموعة.

ففي قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75]، فلفظة اليدين للتثنية وقوله:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة:64] هنا للإفراد، وقوله:{مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس:71] هنا للجمع، والجمع بين هذه الآيات جميعاً هو أن يقال: إن المفرد إذا أضيف فإنه يدل على العموم والجنس، فأنت تقول مثلاً: نعمة الله عز وجل وتقصد بها أنعام الله المتعددة، قال تعالى:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:34]، فقال: لا تحصوها مع أنه أفرد النعمة، وهذا يدل على أن المراد بالنعمة جنس النعمة.

وأما الجمع في قوله: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس:71] فإنه يراد به التعظيم، ولهذا يقول الله عز وجل:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا} [الإنسان:23] مع أنه واحد سبحانه وتعالى، فالجمع يراد به التعظيم.

وقد يقال: إن أقل الجمع اثنان، وهذه المسألة فيها خلاف، هل أقل الجمع اثنان أو أكثر؟ وتوجد نصوص تدل على أن أقل الجمع اثنان، وحتى لو كان أقل الجمع ثلاثة فأكثر، فإنه يراد بها التعظيم، وتصبح التثنية نص في المسألة، ويؤخذ من هذا أن الله عز وجل له يدان اثنتان سبحانه وتعالى؛ لأن التثنية نص وليس ظاهر؛ ولهذا فالعلماء يمثلون في الكلام على دلالة الألفاظ للنص الذي لا يحتمل التأويل بالعدد، والتثنية لا تحتمل إلا اثنين، فهي نص في أن لله عز وجل يدان اثنتان سبحانه وتعالى تليق بجلاله، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11].

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في هذا الكتاب أن صفة اليد لله سبحانه وتعالى وردت في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً فيه مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقية من الإمساك والطي، والقبض، والبسط، والحثيات، والخلق باليدين، والمباشرة بهما، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدل بيده، وتخمير طينة آدم بيده، إلى آخر ما هنالك من الأشياء التي ذكرها رحمه الله تعالى.

ص: 7