المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المقصود أن قولهم فيه تناقض، يقولون: هو معنىً قائم بذات - شرح العقيدة الواسطية - عبد الكريم الخضير - جـ ٤

[عبد الكريم الخضير]

الفصل: المقصود أن قولهم فيه تناقض، يقولون: هو معنىً قائم بذات

المقصود أن قولهم فيه تناقض، يقولون: هو معنىً قائم بذات الله، المعتزلة مطرد مذهبهم، خلقه في غيره وانتهى، وهؤلاء يقولون: معناه قائم بذاته، ليوافقوا أهل السنة، ولئلا يبعدوا كثيراً، وأما ما خلقه في غيره فيوافقون فيه المعتزلة، وليس مرادهم بذلك هو ما يراه أهل السنة من أن القرآن المتلو المسموع بالحرف والصوت هو كلام الله -جل وعلا- هم يقولون: المعاني، وأما أهل السنة فيقولون: القرآن بحرفه وصوته المقروء المكتوب المسموع هو كلام الله -جل وعلا- والتلاوة والقراءة والكتابة هذه فعل المخلوق، فالصوت صوت القاري، والكلام كلام الباري.

‌مسألة الرؤيا:

المسألة التي تلي مسألة الكلام مسألة الرؤيا، وهي آخر المسائل التي يستدل لها المؤلف من القرآن، ثم بعد ذلك ينتهي المؤلف من عرض الأدلة من كتاب الله -جل وعلا- المثبتة للأسماء الصفات، ثم يثني بالسنة بفصل مستقل، وبعض من ينتقد هذه الرسالة العظيمة لشيخ الإسلام يقول: لو يعاد ترتيب هذه الرسالة، وتصاغ من جديد، وتذكر أدلة كل صفة، وكل اسم من الكتاب والسنة في آنٍ واحد، ولا يفرق، أولاً: تذكر أدلة الكتاب، ثم تذكر أدلة السنة، يعني فعلى سبيل المثال لما ذكر الآيات من القرآن على إثبات الرؤيا، يردفها بالأحاديث المثبتة للرؤيا في موضع واحد، وقل مثل هذا في الكلام وغيرها مما سبق من الأسماء والصفات، فيأتي بالدليل من القرآن والدليل من السنة، وشيخ الإسلام لا، فصَل الأدلة من القرآن، ثم أردفها بالأدلة من السنة، وهذا نوع، تفنن في التأليف، وإلا فعادته وطريقته رحمه الله في بقية كتبه أنه يسرد الأدلة من الكتاب والسنة.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-:

ص: 4

وقوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [(23) سورة القيامة] وقوله: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [(23) سورة المطففين] وقوله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [(26) سورة يونس] وقوله: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [(35) سورة ق] وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير، ومن تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما ذكره من الأدلة من الكتاب على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الآخرة، أما في الدنيا فنقل الاتفاق على أنه لا يراه أحد قبل أن يموت، ففي شرح الطحاوية يقول: اتفقت الأمة على أنه لا يراه أحدٌ في الدنيا بعينيه، ولم يتنازعوا في ذلك إلا في نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة، منهم من نفى رؤيته بالعين، ومنهم من أثبتها له صلى الله عليه وسلم منهم من نفى رؤيته عليه الصلاة والسلام لربه بالعين، الرؤية البصرية، ومنهم من أثبتها له.

وحكى القاضي عياض في كتاب الشفا باختلاف الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم في رؤيته صلى الله عليه وسلم وإنكار عائشة رضي الله عنها أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه بعين رأسه، وقالت لمسروق:(من حدثك أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب) وفي بعض الروايات: (فقد أعظم الفرية) متفقٌ عليه، وبهذا قال ابن مسعود وأبو هريرة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه رأى ربه بعينه.

ص: 5