المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شبه العلمانيين بهذه الطائفة - شرح رسالة العبودية لابن تيمية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٢١

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العبودية [10]

- ‌قراءة في كتاب حلية طالب العلم

- ‌أهمية الآداب والأخلاق في حياة المسلم

- ‌أهمية الأدب والأخلاق في حياة طالب العلم

- ‌من أقوال السلف في الأدب وفضله

- ‌موجز لما سبق شرحه من كتاب العبودية

- ‌حقيقة العبودية

- ‌أقسام العبودية

- ‌المنحرفون في باب العبودية والآثار المترتبة على هذا الانحراف

- ‌المنحرفون في باب القدر ومراتبهم

- ‌المعتزلة القدرية

- ‌الجبرية وأنواعها

- ‌غلاة شهود الحقيقة الكونية وضلالهم في التكليف

- ‌الرد على غلاة شاهدي الحقيقة الكونية

- ‌المفرقون بين العامة والخاصة في التكليف

- ‌شَبَهُ العلمانيين بهذه الطائفة

- ‌قولهم بأن من شهد الإرادة سقط عنه التكليف

- ‌سبب ضلال من ضل في التكليف

- ‌المعتزلة والجبرية بين الأمر والنهي والقضاء والقدر

- ‌حجة القائلين بسقوط التكليف

- ‌حكم القول بسقوط التكليف

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاستغاثة بغير الله والرد على من يقول إنها ليست شركاً

- ‌الجمع بين إخباره صلى الله عليه وسلم بموت كل نفس بعد مائة سنة والخبر عن حياة الدجال

- ‌حكم قيادة المرأة للسيارة

الفصل: ‌شبه العلمانيين بهذه الطائفة

‌شَبَهُ العلمانيين بهذه الطائفة

ومثل هؤلاء من يعتقد أن الشريعة غير صالحة في هذا الزمان، ويقول: إن الشريعة نشأت في مجتمع بدوي، فالمجتمع البدوي الذي نشأت فيه الشريعة أول مرة كانت المواصلات فيه هي الحمار والجمل والبغل ونحو ذلك، وكانت الاتصالات عن طريق الأشخاص الذين يذهبون هنا وهناك، أما نحن الآن ففي زمن التطور، وفي زمن الثورة الصناعية التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وفي زمن الكمبيوتر والإنترنت، وفي زمن الإعلام العالمي الضخم، وفي زمنٍ المواصلات فيه هي الطائرة، والأسلحة ليست هي السكين والسيف والدرع، وإنما هي الدبابات والصواريخ عابرات القارات، فنحن في زمن آخر متغير، وما دمنا في زمن متغير وفي حياة متغيرة، فلا بد من أن نخترع لأنفسنا منهجاً متغيراً، هذا المنهج لا دخل للشريعة فيه.

فهؤلاء يشبهون أولئك، فأولئك أسقطوا التكاليف عن طائفة من أتباعهم، وهم الذين وصلوا إلى الحقيقة - كما يتصورون - من خلال الأعمال التعبدية الفاسدة التي يقومون بها، مثل الأذكار البدعية والخلوات التي يقومون بها.

وهؤلاء ظنوا أن الشريعة لا يمكن أن تواكب العصر، وحينئذ نكتفي بالتاريخ المجيد والفترة الذهبية لهذه الشريعة، لكننا الآن نحن في زمن آخر لا حاجة لنا فيه إلى هذه الشريعة، وهذا كفر ولا شك فيه، ولا يخالف فيه أحد من أتباع الأديان جميعاً.

ولهذا ينبغي أن يدرك الإنسان الربط بين عقائد الفرق الضالة مثل الصوفية وغيرهم وبين عقائد المعاصرين اليوم، وهم دعاة العلمنة والتغريب في حياة المسلمين.

ص: 16