المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان حكم مسح المأقين والأذنين من رواية شهر بن حوشب عن أبي أمامة - شرح سنن أبي داود - الراجحي - جـ ٨

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطهارة [8]

- ‌صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح حديث عثمان في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح حديث علي في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان صفة الوضوء من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي

- ‌بيان صفة الوضوء من رواية أبي حية عن علي

- ‌بيان صفة الوضوء من رواية ابن عباس عن علي

- ‌بيان صفة الوضوء من رواية يحيى المازني عن عبد الله بن زيد

- ‌بيان صفة المضمضة والاستنشاق من رواية المازني عن عبد الله بن زيد

- ‌بيان مسح الرأس وغسل القدمين من حديث واسع عن عبد الله بن زيد

- ‌بيان صفة الوضوء من رواية عبد الرحمن الحضرمي عن المقداد

- ‌بيان كيفية مسح الرأس من رواية عبد الرحمن الحضرمي عن المقداد بن معد يكرب

- ‌بيان كيفية مسح الأذنين من رواية الحضرمي عن المقداد

- ‌بيان كيفية مسح الرأس من رواية يزيد بن أبي مالك عن معاوية

- ‌بيان صفة الوضوء من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ

- ‌بيان كيفية مسح الرأس من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ

- ‌بيان عدد مرات مسح الرأس وكيفيته من رواية طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده

- ‌بيان الوضوء ثلاثاً من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس

- ‌بيان حكم مسح المأقين والأذنين من رواية شهر بن حوشب عن أبي أمامة

- ‌الأسئلة

- ‌مراد البخاري بقوله في التبويب ولا يمسح على النعلين

الفصل: ‌بيان حكم مسح المأقين والأذنين من رواية شهر بن حوشب عن أبي أمامة

‌بيان حكم مسح المأقين والأذنين من رواية شهر بن حوشب عن أبي أمامة

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد ح وحدثنا مسدد وقتيبة عن حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة رضي الله عنه ذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح المأقين قال: وقال: الأذنان من الرأس).

قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من أبي أمامة رضي الله عنه يعني: قصة الأذنين -.

قال قتيبة عن سنان أبي ربيعة.

قال أبو داود: وابن ربيعة كنيته أبو ربيعة].

لا شك أن الأذنين من الرأس، وسواء كان هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو من كلام أبي أمامة.

والمأقين: ما تحت العينين.

وهذا الحديث أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده.

أما شهر بن حوشب فهذا تكلم فيه وله أوهام، منهم من ضعفه، ومنهم من وثقه، وإذا خالف الثقات فلا عبرة حينئذٍ.

وقال صاحب عون المعبود: المأقين تثنية مأق بالفتح وسكون الهمزة، أي: يدلكهما، في القاموس: موق العين: مجرى الدمع منها أو مقدمها أو مؤخرها.

قوله: (يمسح المأقين) إن كان مقصوده يمسح تبعاً للرأس فلا يكون إشكال، وإن كان المقصود أن الدلك يكون للوجه والمسح يكون للمأقين، فتخصيص المأقين بالمسح ليس له وجه.

وأما قوله: (الأذنان من الرأس)، فهذا حق، وسواء كان هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو قول أبي أمامة فالأذنان من الرأس تابعان له؛ فلا يؤخذ لهما ماء جديد على الصحيح، بل يمسحان بما بقي في اليد.

قال الخطابي: وقوله: الأذنان من الرأس، فيه بيان أنهما ليستا من الوجه كما ذهب إليه الزهري، وأنه ليس باطنهما من الوجه، وظاهرهما من الرأس، كما ذهب إليه الشعبي، وممن ذهب إلى أنهما من الرأس المسيب وعطاء والحسن وابن سيرين وسعيد بن جبير والنخعي وهو قول الثوري وأصحاب الرأي، ومالك وأحمد بن حنبل وقال الشافعي: هما سنة على حيالهما، ليستا من الوجه ولا من الرأس، وتأول أصحابه الحديث على وجهين: أحدهما: أنهما يمسحان مع الرأس تبعاً له.

والآخر: أنهما يمسحان كما يمسح الرأس، ولا يغسلان كالوجه، وإضافتهما إلى الرأس إضافة تشبيه وتقريب لا إضافة تحقيق، وإنما هو في معنى دون معنى، كقوله: مولى القوم منهم، أي: في حكم النصرة والموالاة دون حكم النسب واستحقاق الإرث، ولو أوصى رجل لبني هاشم لم يعط مواليهم، ومولى اليهودي لا يؤخذ بالجزية، وفائدة الكلام ومعناه عندهم: إبانة الأذن عن الوجه في حكم الغسل، وقطع الشبهة فيهما، لما بينهما من الشبه في الصورة، وذلك أنهما وجدتا في أصل الخلقة بلا شعر، وجعلتا محلاً لحاسة من الحواس، ومعظم الحواس محل الوجه، فقيل:(الأذنان من الرأس) ليعلم أنهما ليستا من الوجه.

والصواب: أنهما من الرأس.

والقول بأنهما مستقلتان، أو أن ظاهرهما أي: ما ظهر من الوجه، وما كان من جهة الرأس من الرأس قول ضعيف، والدليل على هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسحهما بعد مسح الرأس؛ مما يدل على أنهما من الرأس باطنهما وظاهرهما.

وقال الحافظ: حديث (الأذنان من الرأس) رواه ثمانية أنفس من الصحابة.

فالحديث إذا كان ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا إشكال فيه، لكن شهر بن حوشب الذي روى هذا الحديث فيه كلام، وإذا خالف الثقات فلا حجة فيما رواه.

ص: 19