المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٣٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[136]

- ‌اللبس للجمعة

- ‌شرح حديث حلة عطارد

- ‌تراجم رجال إسناد حديث حلة عطارد

- ‌حكم البيع عند أبواب المساجد

- ‌شرح حديث (وجد عمر حلة استبرق تباع بالسوق)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (وجد عمر حلة استبرق تباع بالسوق)

- ‌شرح حديث (ما على أحدكم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ما على أحدكم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته)

- ‌التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة

- ‌شرح حديث (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة)

- ‌حكم الوعظ قبل صلاة الجمعة

- ‌اتخاذ المنبر

- ‌شرح حديث قصة بناء المنبر

- ‌تراجم رجال إسناد حديث قصة بناء المنبر

- ‌شرح حديث (ألا أتخذ لك منبراً

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ألا أتخذ لك منبراً

- ‌موضع المنبر

- ‌شرح حديث (كان بين منبر رسول الله وبين الحائط ممر شاة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان بين منبر رسول الله وبين الحائط ممر شاة)

- ‌الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال

- ‌شرح حديث (كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة)

- ‌الأسئلة

- ‌وقت كراهة الصلاة عند الزوال

- ‌حكم الأناشيد الإسلامية في المسجد

- ‌حكم محرمية ابن الرابعة عشرة لنساء أهله

- ‌حكم التصوير بكاميرا الفيديو

- ‌حكم تأخير صلاة العشاء

- ‌حكم إسبال الثياب من غير قصد الخيلاء

- ‌حكم وداع قبور الصالحين

الفصل: ‌شرح حديث (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة)

‌شرح حديث (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة: حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة)].

أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة، وهي النهي عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، والتحلق هو وجود حلقات يكون فيها علم قبل الصلاة، وذلك أن على الإنسان عندما يأتي إلى المسجد أن يشتغل بذكر الله عز وجل، وبقراءة القرآن، وبالصلاة، أما كونه يجلس ويعلم العلم في ذلك الوقت ففيه شغل للناس عن الاشتغال بالصلاة وعن ذكر الله عز وجل، وقد كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم إذا جاءوا المسجد مبكرين يصلون ما كتب الله لهم أن يصلوا ثم يجلسون ولا يقومون إلا للصلاة، وحصول الحلقات العلمية قبل صلاة الجمعة فيها شغل عن الصلاة وعن الذكر، وأيضاً فيها قطع للصفوف وعدم وصل لها، حيث يمنعون الناس أن يتموا الصف الأول فالأول، وفيها شغل للناس عن ذكر الله عز وجل وقراءة القرآن والصلاة، فلهذا نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ذلك، ولكن النهي مقيد بما قبل الصلاة، أما بعد الصلاة فلا بأس به؛ لأن النهي قبل الصلاة وليس بعدها، فدل هذا على أن المحذور هو ما قبل الصلاة.

وأورد أبو داود رحمه الله حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البيع والشراء في المسجد، فلا يجوز البيع والشراء في المساجد؛ لأن المساجد إنما هي لذكر الله وليست للبيع والشراء.

وكذلك نهى عن إنشاد الضالة في المسجد، وقد جاء أنه يقال لمن أنشدها:(لا ردها الله عليك).

وكذلك نهى عن إنشاد الشعر في المسجد، وقد جاء أن حسان بن ثابت كان ينشد الشعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فكيف يجمع بين هذا وبين النهي؟ قيل في الجمع بينهما: إن النهي المقصود به كراهة التنزيه، وحصول الإنشاد يدل على الجواز، وقيل: الذي جاء إباحة إنشاده هو الشعر الحسن الذي فيه إظهار للحق، وبيان للحق، وهجاء للمشركين الذين يحاربون الدين ويأتون بالكلام الذي لا يليق في الإسلام وأهله، فهجاؤهم وبيان ما هم عليه من الباطل من الأمور الحسنة، وأما إذا كان الشعر لا يليق وفيه أمور غير حسنة فإنه لا ينشد ولا يصلح إنشاده، فيجمع -إذاً- بين الأحاديث بأن يكون النهي للتنزيه وما جاء من إنشاد حسان يدل على الجواز أو أن النهي يكون في الأمور التي لا تليق ولا تنبغي، والجواز في الأمور الحسنة الجيدة المفيدة التي لا محذور فيها.

ص: 11