المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (أتى رجل إلى رسول الله فقال: أقرئني يا رسول الله) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٦٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[169]

- ‌في كم يقرأ القرآن

- ‌شرح حديث عبد الله بن عمرو (اقرأ القرآن في شهر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو (اقرأ القرآن في شهر)

- ‌شرح حديث عبد الله بن عمرو (قال لي رسول الله: صم من كل شهر ثلاثة أيام واقرأ القرآن في شهر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو (قال لي رسول الله: صم من كل شهر ثلاثة أيام واقرأ القرآن في شهر)

- ‌شرح حديث عبد الله بن عمرو (يا رسول الله! في كم أقرأ القرآن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو (يا رسول الله! في كم أقرأ القرآن)

- ‌شرح حديث عبد الله بن عمرو (اقرأ القرآن في شهر قال إن بي قوة، قال اقرأه في ثلاث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو (اقرأ القرآن في شهر، قال إن بي قوة، قال اقرأه في ثلاث)

- ‌تحزيب القرآن

- ‌شرح حديث (قرأت جزءاً من القرآن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (قرأت جزءاً من القرآن)

- ‌شرح حديث (قدمنا على رسول الله في وفد ثقيف)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (قدمنا على رسول الله في وفد ثقيف)

- ‌شرح حديث (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)

- ‌شرح حديث عبد الله بن عمرو (أنه سأل النبي في كم يقرأ القرآن؟ قال في أربعين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمرو (أنه سأل النبي في كم يقرأ القرآن؟ قال في أربعين)

- ‌شرح حديث ابن مسعود أنه أتاه رجل فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود أنه أتاه رجل فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة

- ‌شرح حديث (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)

- ‌شرح حديث: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين

- ‌شرح حديث: (أتى رجل إلى رسول الله فقال: أقرئني يا رسول الله)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أتى رجل إلى رسول الله فقال: أقرئني يا رسول الله)

- ‌الأسئلة

- ‌ما جاء عن بعض السلف أنه كان يختم القرآن في اليوم مرتين

- ‌حكم لبس البنطلون

- ‌حكم بطاقة التهنئة بيوم العيد

- ‌جواز زواج الرجل بربيبة أبيه

- ‌حكم الاقتصار على سورة الفاتحة في الصلاة

- ‌حكم قراءة الإخلاص والمعوذتين بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات

- ‌درجة الحديث الذي في سنده صدوق له أوهام أو صدوق سيئ الحفظ

- ‌معنى حديث (إن الإيمان ليئرز إلى المدينة كما تئرز الحية إلى جحرها)

- ‌من عبارات الشيخ في حب الصحابة

- ‌حكم المأموم إذا ترك ركناً من أركان الصلاة

- ‌إذا قرأ الإمام آية سجدة فركع وسجد المأمومون

- ‌الصعق والإغماء عند سماع آيات القرآن

- ‌ما جاء في عدد الآي

- ‌شرح حديث (سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها)

الفصل: ‌شرح حديث: (أتى رجل إلى رسول الله فقال: أقرئني يا رسول الله)

‌شرح حديث: (أتى رجل إلى رسول الله فقال: أقرئني يا رسول الله)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا يحيى بن موسى البلخي وهارون بن عبد الله قالا: أخبرنا عبد الله بن يزيد أخبرنا سعيد بن أبي أيوب حدثني عياش بن عباس القتباني عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أقرئني يا رسول الله! فقال: اقرأ ثلاثاً من ذوات (الر)، فقال: كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال: فاقرأ ثلاثاً من ذوات (حم)، فقال مثل مقالته، فقال: اقرأ ثلاثاً من المسبحات، فقال مثل مقالته، فقال الرجل: يا رسول الله! أقرئني سورة جامعة، فأقرأه النبي صلى الله عليه وسلم (إذا زلزلت الأرض) حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبداً، ثم أدبر الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أفلح الرويجل مرتين)].

أورد أبو داود حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما، أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(أقرئني يا رسول الله! فقال: اقرأ ثلاثاً من ذوات (الر) قال: قد كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني) يعني: تقدم بي السن، فما أستطيع أن أحفظ كما أريد وكما أبغي، (واشتد قلبي) يعني: حصل له ما حصل من عدم القوة والضبط والحفظ؛ لكبر سنه.

(وغلظ لساني) يعني: ثقل فصار لا يستطيع أن يقرأ وأن يتمكن من القراءة كما لو كان صغيراً.

(فقال: اقرأ ثلاثاً من ذوات حم) نزل معه إلى أن يقرأ ثلاثاً من ذوات (حم)، ومعلوم أن في هذه السور ما هو أقصر من ذوات (الر)، وأقصر السور في الحواميم سورة الدخان، (فقال: مثل مقالته) يعني: كبر سني إلى آخره، (فقال: اقرأ ثلاثاً من المسبحات)، وهي التي بدأت بسبح سبح لله ويسبح لله، فقال مثل ما قال.

ثم قال الرجل: (أقرئني سورة جامعة، فأقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة:1] حتى فرغ منها)، وهي جامعة لقوله في آخرها:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} -[الزلزلة:7 - 8]، وهي التي لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر الأهلية هل فيها زكاة؟ فقال:(لا أجد فيها إلا هذه الآية ما أنزل علي فيها هذه الآية الفاذة الجامعة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} [الزلزلة:7 - 8])، أي: أن من يعمل الخير ولو كان قليلاً يسيراً يجده أمامه، ومن يعمل الشر سواء كان قليلاً أو كثيراً يجده أمامه، وهذا الذي جاء في هذه الآية مثل ما جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

قوله:).

(فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد عليها) يعني: لا أزيد على العمل بما جاء فيها، والذي جاء فيها أنه يعمل الخير ويترك الشر، هذا هو ما اشتملت عليه هذه السورة في نهايتها من هذا الكلام الجامع الذي يدخل تحته كل خير وكل شر، وأن من قدم خيراً وجده أمامه، ومن قدم شراً وجده أمامه، والله عز وجل لا يضيع عنده شيء، ولا يعاقب إنساناً إلا بذنبه ولا يؤاخذه إلا بجريرته.

فقال عليه الصلاة والسلام: (أفلح الرويجل) يعني: إذا صدق فيما قال من أنه يسعمل بما في هذه السورة الجامعة.

وقوله: (الرويجل) قيل: هو تصغير رجل، ولكنه على خلاف القياس؛ لأن القياس أن الرجل يصغر على رجيل، وإنما الذي يصغر على رويجل هو الراجل، وهو الماشي وهو ضد الراكب، قال تعالى:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} [البقرة:239] يعني: راكبين أو ماشين على أرجلهم، وقيل: إنه تصغير راجل، وأن المقصود به هذا الرجل الذي ذهب يمشي، فقوله:(أفلح الرويجل) أي: الذي ذهب يمشي.

وعليه فإن كان المقصود به تصغير رجل فهو تصغير على خلاف القياس، وإن كان المراد به تصغير راجل الذي هو الماشي فهو على القياس.

ص: 26