المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٢٣٤

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[234]

- ‌حكم إتيان المدينة وشد الرحال إليها

- ‌شرح حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)

- ‌ما جاء في تحريم المدينة

- ‌شرح حديث علي: (المدينة حرام ما بين عائر إلى ثور)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث علي: (المدينة حرام ما بين عائر إلى ثور)

- ‌شرح حديث: (لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها)

- ‌شرح حديث: (حمى رسول الله كل ناحية من المدينة بريداً بريداً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (حمى رسول الله كل ناحية من المدينة بريداً بريداً)

- ‌شرح حديث: (إن رسول الله حرم هذا الحرم وقال من أخذ أحداً يصيد فيه فليسلبه ثيابه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إن رسول الله حرم هذا الحرم وقال من أخذ أحداً يصيد فيه فليسلبه ثيابه)

- ‌شرح حديث: (نهى رسول الله أن يقطع من شجر المدينة) وترجمة رجال الإسناد

- ‌شرح حديث: (لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله ولكن يهش هشاً رفيقاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله ولكن يهش هشاً رفيقاً)

- ‌شرح حديث: (أن رسول الله كان يأتي قباء ماشياً وراكباً ويصلي ركعتين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يأتي قباء ماشياً وراكباً ويصلي ركعتين)

- ‌ما جاء في زيارة القبور

- ‌شرح حديث: (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عليه روحي حتى أرد عليه السلام

- ‌شرح حديث: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً)

- ‌شرح حديث: (خرجنا مع رسول الله يريد قبور الشهداء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (خرجنا مع رسول الله يريد قبور الشهداء)

- ‌شرح حديث: (أن رسول الله أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها)

- ‌شرح أثر مالك: (لا ينبغي لأحد أن يجاوز المعرس إذا قفل راجعاً إلى المدينة) وترجمة رجال إسناده

- ‌شرح أثر: (المعرس على ستة أميال من المدينة) وترجمة رجال إسناده

الفصل: ‌شرح حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)

‌شرح حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في إتيان المدينة.

حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)].

قوله: [باب في إتيان المدينة] أي: السفر إلى المدينة وشد الرحل لزيارة هذا المسجد الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم، وزيارة المدينة لا تلازم بينها وبين الحج؛ فإنه يمكن أن يأتي الإنسان للحج ويرجع إلى بلاده، ويمكن أن يأتي من بلاده للمدينة ويرجع إلى بلاده، ويمكن أن يأتي للحج ويزور المدينة، كل ذلك ممكن، فليس هناك ترابط وتلازم بين الحج وزيارة المدينة.

أورد أبو داود رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بيان المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:[(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)] وهي المساجد التي بناها أنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأسست على التقوى من أول يوم.

وحديث أبي هريرة يدل على أن السفر إلى بقعة من البقاع من أجل التقرب إلى الله عز وجل إنما يكون لهذه المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى.

وقد قال بعض أهل العلم: إن الاستثناء ليس مقصوراً على السفر لمسجد من المساجد، وإنما المقصود البقع والأراضي، فلا تشد الرحال إلا إلى هذه المساجد الثلاثة، فلا يذهب الإنسان إلى بقعة ولو لم يكن فيها مسجد ليتقرب إلى الله عز وجل في تلك البقعة، وهذا غير سائغ، وقد استدل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم بعموم هذا الحديث على عدم السفر لأي بقعة من البقاع من أجل التقرب إلى الله عز وجل فيها، ففي رواية لهذا الحديث عند النسائي أن أبا هريرة رضي الله عنه ذهب إلى الطور، ولما رجع لقيه بصرة بن أبي بصرة رضي الله عنه فقال له: من أين جئت؟ قال: جئت من الطور، قال: لو علمت لم تسافر، قال: ولم؟ قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)، فدل هذا على أن المقصود بذلك عموم البقع، وليس المقصود به خصوص المساجد، فالمستثنى ثلاثة مساجد من عموم البقع وعموم الأراضي؛ لأن هذا الحديث استدل به بصرة بن أبي بصرة رضي الله عنه على أبي هريرة فيما يتعلق بالذهاب إلى الطور، وقال: لو علمت قبل أن تذهب لم تذهب.

والحديث أورده النسائي من حديث أبي هريرة عن بصرة بن أبي بصرة رضي الله عنه، وذلك في حديث طويل بسند صحيح عند النسائي برقم (1429).

وهذه المساجد الثلاثة هي مساجد الأنبياء المتميزة على غيرها، وهي التي يسافر من أجلها، أما غيرها فإنه لا يسافر من أجله، ولا تشد الرحال من أجله، ولم يأت شيء يدل على خلاف ما دل عليه هذا الحديث، وهو قصر السفر للقربة على هذه المساجد الثلاثة التي هي مساجد الأنبياء.

ص: 3