المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث ابن عباس في فضل الشهادة - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٢٩٨

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[298]

- ‌فضل الشهادة

- ‌شرح حديث ابن عباس في فضل الشهادة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في فضل الشهادة

- ‌شرح حديث حسناء بنت معاوية (الشهيد في الجنة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث حسناء بنت معاوية (الشهيد في الجنة)

- ‌الشهيد يشفع

- ‌شرح حديث: (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته)

- ‌النور يرى عند قبر الشهيد

- ‌شرح أثر عائشة في النور عند قبر النجاشي

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة في النور عند قبر النجاشي

- ‌شرح حديث فضل من طال عمره في طاعة الله

- ‌تراجم رجال إسناد حديث فضل من طال عمره في طاعة الله

- ‌بدعة الاحتفال بالإسراء والمعراج

- ‌الجعائل في الغزو

- ‌شرح حديث ذم الجعائل على الغزو

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ذم الجعائل على الغزو

- ‌الرخصة في أخذ الجعائل

- ‌شرح حديث الرخصة في أخذ الجعائل

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الرخصة في أخذ الجعائل

- ‌الرجل يغزو بأجر الخدمة

- ‌شرح حديث الرجل يغزو بأجر الخدمة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الرجل يغزو بأجر الخدمة

الفصل: ‌شرح حديث ابن عباس في فضل الشهادة

‌شرح حديث ابن عباس في فضل الشهادة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في فضل الشهادة.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهبٍ معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياءٌ في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله سبحانه: أنا أبلغهم عنكم.

قال: فأنزل الله: ((وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) [آل عمران:169] إلى آخر الآية)].

أورد أبو داود فضل الشهادة، أي القتل في سبيل الله عز وجل، والله عز وجل أخبر عن الشهداء بأنهم {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران:169 - 170]، فأورد أبو داود حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر) الحديث.

قوله: (فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169])، فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال المقتولين في سبيل الله، وأن أرواحهم في جوف طير خضر، وأرواح الشهداء تنعم منفردة وتنعم أيضاً متصلة بالأجساد، وكذلك أيضاً من يكون منعماً أو معذباً في القبر فإن العذاب يكون للروح والجسد والنعيم يكون للروح والجسد، وليس العذاب أو النعيم للروح وحدها، وإنما يكون لمجموع الأمرين والله على كل شيء قدير؛ فتكون الأرواح في الجنة ولها اتصال بالأجساد، وتنعم متصلة ومنفصلة، وذلك أن الإحسان حصل من مجموع الأرواح والأجساد، والإساءة حصلت من مجموع الأرواح والأجساد، وقد جاء في الحديث:(المسلم يفتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها، والفاجر يفتح له باب إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ولا يزال كل منهما فيما هو فيه إلى أن تقوم الساعة).

وقد جاء في الحديث أن نسمة المؤمن على صورة طير في الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير، وحديث:(نسمة المؤمن على صورة طير) رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي، والإمام الشافعي رواه عن الإمام مالك، فهو مسلسل بثلاثة من الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة، وهو في المسند، فقد ذكره الحافظ ابن كثير عند تفسير هذه الآية {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169]، وذكر أن هذا إسناد عزيز مسلسل بثلاثة من الأئمة أصحاب المذاهب المشهورة.

قوله: (قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش).

أي: تحت العرش.

قوله: (فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم).

المقيل هو الاستراحة في وسط النهار، قال تعالى:{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان:24].

قوله: (ولا ينكلوا عند الحرب).

أي: حتى لا يهتمون للقاء الأعداء خشية الموت.

ص: 3