المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث ما يحبه الله تعالى من الغيرة والخيلاء وما يبغضه منهما - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٣١٤

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[314]

- ‌وقت استحباب لقاء الكفار في الجهاد

- ‌شرح حديث قتاله صلى الله عليه وسلم أول النهار أو بعد زوال الشمس

- ‌تراجم رجال إسناد حديث قتاله صلى الله عليه وسلم أول النهار أو بعد زوال الشمس

- ‌ما يؤمر به من الصمت عند اللقاء

- ‌شرح حديث: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند اللقاء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند اللقاء)

- ‌إسناد آخر لحديث كراهية الصوت عند اللقاء وتراجم رجاله

- ‌الترجل عند اللقاء

- ‌شرح حديث ترجل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته يوم حنين

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ترجل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته يوم حنين

- ‌الخيلاء في الحرب

- ‌شرح حديث ما يحبه الله تعالى من الغيرة والخيلاء وما يبغضه منهما

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ما يحبه الله تعالى من الغيرة والخيلاء وما يبغضه منهما

- ‌الرجل المسلم يستأسر

- ‌شرح حديث قصة أصحاب الرجيع العشرة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث قصة أصحاب الرجيع العشرة

- ‌إسناد آخر لحديث قصة أصحاب الرجيع وتراجم رجاله

- ‌الأسئلة

- ‌حكم صلاة ركعتين قبل القتل

- ‌استشكال في الإعلام بخبر أصحاب الرجيع لكونهم قتلوا جميعاً

- ‌قيام طالب العلم من مجلسه في الحلقة للداخل

- ‌معنى الصمت عند لقاء العدو وحكم الأناشيد وقت اللقاء

- ‌حكم قتل المستأمنين من الكفار مقابل قتل دولهم رعايا المسلمين

الفصل: ‌شرح حديث ما يحبه الله تعالى من الغيرة والخيلاء وما يبغضه منهما

‌شرح حديث ما يحبه الله تعالى من الغيرة والخيلاء وما يبغضه منهما

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الخيلاء في الحرب.

حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل -المعنى واحد- قالا: حدثنا أبان حدثنا يحيى عن محمد بن إبراهيم عن ابن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: (من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة، وإن من الخيلاء ما يبغض الله ومنها ما يحب الله، فأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل نفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، وأما التي يبغض الله فاختياله في البغي) قال موسى: والفخر].

أورد أبو داود هذه الترجمة، وهي [باب الخيلاء في الحرب] أي أنها سائغة، والخيلاء في الأصل غير سائغة، فكون الإنسان يكون مختالاً ويكون فخوراً لا يجوز، والله تعالى قد ذم المختال الفخور، ولكن ذلك في حال الحرب سائغ وجائز؛ لأنه يدل على ثبات الجأش وعلى القوة وعلى عدم ضعف النفس، ويدل على عزة النفس، وعلى ثبوت الرجل وعدم خوفه وضعفه وخوره، فأبيح في هذه الحالة التي هي حالة الحرب.

وأورد أبو داود حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة)] يعني كون الإنسان يغار على أهله في ريبة وفي أمر محرم حتى لا يحصل، وهذا مما يحبه الله عز وجل، والغيور هو ضد الديوث الذي يقر الخبث في أهله ولا يبالي ولا يهتم.

فالغيرة في الريبة وفيما هو ريبة مما يحبه الله، والغيرة في غير ذلك يبغضها الله، قالوا: ومن أمثلة ذلك كون الإنسان يغار على نكاح قرائبه وزواج قرائبه ويكره ذلك، فإن هذا في أمر مباح وأمر مشروع، فالغيرة فيه وكراهية ذلك أمر مبغوض عند الله عز وجل، وكون الإنسان كذلك يغار على أمه في زواجها ويكره زواجها بعد أبيه فهذا مما يكرهه الله ومما هو مبغوض، وهذه غيرة في غير ريبة، فتكون الريبة هنا مما يبغضه الله عز وجل، فالغيرة في الريبة محمودة والغيرة في غيرها -أي: فيما هو مباح ومشروع- مذمومة.

قوله: [(وإن من الخيلاء ما يبغض الله ومنها ما يحب الله فأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل نفسه عند القتال)].

اختيال الرجل نفسه عند القتال هو أن يحصل عنده اختيال يدل على قوة جأشه وعلى عدم انهزام نفسه وعلى عدم الخور عنده.

قوله: [(واختياله عند الصدقة)].

يعني كونه يجود بالصدقة ويبذلها، ويترتب على ذلك اقتداء به ومتابعة له، فإن ذلك سائغ.

قوله: [(وأما التي يبغض الله فاختياله في البغي)].

أي: كونه يختال على أحد باغياً عليه ومعتدياً عليه، ويتعاظم عند ما يقتل إنساناً معصوماً، أو عندما يأخذ مالاً لغيره، فإن هذا مما يبغضه الله عز وجل.

قوله: [قال موسى: والفخر].

أي: البغي والفخر، وهذه الزيادة هي من أحد شيخي أبي داود، وهو موسى بن إسماعيل، فكلمة (الفخر) جاءت عند موسى بن إسماعيل وحده وليست عند الشيخ الأول مسلم بن إبراهيم.

ص: 13