المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (إن العرافة حق) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٣٤٥

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[345]

- ‌ما يلزم الإمام من حق الرعية

- ‌شرح حديث (ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)

- ‌ما جاء في طلب الإمارة

- ‌شرح حديث (يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة)

- ‌شرح حديث (إن أخونكم عندنا من طلبه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن أخونكم عندنا من طلبه)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم طلب الرئاسة الدينية

- ‌وجه طلب يوسف لجعله على خزائن الأرض

- ‌حكم طلب الترشيح في الانتخابات البرلمانية

- ‌الضرير يولى

- ‌شرح حديث (استخلف ابن أم مكتوم على المدينة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (استخلف ابن أم مكتوم على المدينة)

- ‌اتخاذ الوزير

- ‌شرح حديث (إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق)

- ‌العرافة

- ‌شرح حديث (أفلحت يا قديم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أفلحت يا قديم)

- ‌شرح حديث (إن العرافة حق)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن العرافة حق)

- ‌لابد من العريف

- ‌جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم ليسلموا

- ‌اتخاذ الكاتب

- ‌شرح أثر (السجل كاتب كان للنبي عليه الصلاة والسلام

- ‌تراجم رجال إسناد أثر (السجل كاتب كان للنبي عليه الصلاة والسلام

- ‌الأسئلة

- ‌حال حديث (أفلحت يا قديم)

- ‌تدليس الوليد بن مسلم

- ‌قضاء الدين من بيت المال

الفصل: ‌شرح حديث (إن العرافة حق)

‌شرح حديث (إن العرافة حق)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا غالب القطان عن رجل عن أبيه عن جده: (أنهم كانوا على منهل من المناهل فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له: ائت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقل له: إن أبي يقرئك السلام، وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحق بها أم هم؟ فإن قال لك: نعم أو لا، فقل له: إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده، فأتاه فقال: إن أبي يقرئك السلام، فقال: وعليك وعلى أبيك السلام، فقال: إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا فأسلموا وحسن إسلامهم، ثم بدا له أن يرتجعها منهم، أفهو أحق بها أم هم؟ فقال: إن بدا له أن يسلمها لهم فليسلمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم، فإن هم أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام، فقال: إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده، فقال: إن العرافة حق ولابد للناس من العرفاء، ولكن العرفاء في النار)].

أورد أبو داود هذا الحديث عن رجل غير معروف، لا هو ولا ابنه ولا ابن ابنه، وهو يتعلق بالعرافة كما ترجم له المصنف، وفي آخره قال:(إن العرافة حق) يعني: أن الحاجة إليها قائمة وموجودة، ولابد للناس منها.

قوله: (وإن العرفاء في النار) معنى ذلك لو صح: إذا ما قاموا بالواجب عليهم أو انحرفوا في مهمتهم، فإن ذلك من أسباب دخولهم النار، لكن الحديث غير ثابت، وأما اتخاذ العرفاء، وأن الناس لابد لهم من عرفاء فهذا ثابت كما تقدم.

قوله: [عن رجل عن أبيه عن جده: أنهم كانوا على منهل من المناهل] يعني: على ماء يستقون منه ويشربون.

قوله: [فلما بلغهم الإسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا] يعني دفعها لهم ليسلموا فأسلموا، ثم بعد ذلك بعث ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: إنني قد دفعت لهم هذا المقدار من الإبل على أن يسلموا، وإنني أردت أن أسترجعها، فهل أنا أحق بها أم هم؟ ثم إن أجابك فأخبره أن والدي شيخ كبير، وهو العريف على الماء، وأنه يسألك أن تجعل لي العرافة من بعده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن العرافة حق، ولابد للناس من العرفاء، والعرفاء في النار)، وهذا هو محل الشاهد من إيراد الحديث، وهو غير ثابت، ولو ثبت فإن المقصود من ذلك الذي يخون في ولايته، وفي مسئوليته، ويأتي بشيء على خلاف الحقيقة وعلى خلاف الواقع، فإن ذلك من أسباب دخوله النار.

وما جاء في هذا الحديث من أنه قال: (إن أردت أن تسلمها لهم فأمضها، وإن أردت أن تسترجعها فأنت أحق بها) فيه دليل على أن الشيء الذي يعطى للإنسان على أمر واجب لا يستحقه؛ لأن هذا الشيء مطلوب منه ومتعين عليه، فهو لا يحتاج إلى أن يعطى شيء مقابله، مثل كون الإنسان يعطى مالاً على أن يصلي، فالصلاة واجبة ولا تحتاج إلى أجرة، وكذلك الدخول في الإسلام لازم ومتعين، وإذا دخلوا في الإسلام سلموا من النار، والمصلحة لهم والفائدة تعود عليهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل الأمر إليه، إن أراد أن يسترجع استرجع، وإن أراد أن يترك ترك.

ص: 23