المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (كان يعلمهم من الفزع كلمات) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٣٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[439]

- ‌كيفية الرقى

- ‌شرح حديث (اللهم رب الناس، مذهب البأس)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (اللهم رب الناس مذهب البأس)

- ‌شرح حديث (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد)

- ‌شرح حديث (ربنا الله الذي له ما في السماء تقدس اسمك)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك)

- ‌شرح حديث (كان يعلمهم من الفزع كلمات)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان يعلمهم من الفزع كلمات)

- ‌شرح حديث (رأيت أثر ضربة في ساق سلمة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (رأيت أثر ضربة في ساق سلمة)

- ‌شرح حديث (تربة أرضنا بريقة بعضنا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (تربة أرضنا بريقة بعضنا)

- ‌شرح حديث (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق)

- ‌شرح حديث الرقية بفاتحة الكتاب من طريق أخرى

- ‌تراجم رجال إسناد الطريق الأخرى لحديث الرقية بفاتحة الكتاب

- ‌شرح حديث (أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله)

- ‌شرح حديث (لو قال أعوذ بكلمات الله التامة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لو قال أعوذ بكلمات الله التامة)

- ‌شرح حديث: (من أين علمتم أنها رقية

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من أين علمتم أنها رقية

- ‌شرح حديث (كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق)

- ‌شرح حديث (كان إذا اشتكى يقرأ في نفسه بالمعوذات وينفث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان إذا اشتكى يقرأ في نفسه بالمعوذات وينفث)

الفصل: ‌شرح حديث (كان يعلمهم من الفزع كلمات)

‌شرح حديث (كان يعلمهم من الفزع كلمات)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كان يعلمهم من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون).

وكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يعلمهن من عقل من بنيه، ومن لم يعقل كتبه فأعلقه عليه].

ثم أورد أبو داود حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وأليم عقابه، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)، وكلمات الله هنا هي الكونية والشرعية، فالكلمات الشرعية هي كلامه الذي تكلم به، ومن ذلك القرآن، وكلام الله عز وجل الذي لا يتناهى ولا ينحصر، والكلمات الكونية مقاديره التي قدر بها الأشياء بقوله:{كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة:117]، فهذه كلمات كونية، وكلها في غاية التمام، والله تعالى لا راد لحكمه، ولا راد لقضائه وقدره، فإرادته نافذة، ومشيئته نافذة، ولا يتخلف ما أراد الله كوناً أن يكون، وكذلك كلمات الله عز وجل الشرعية تامة في أخبارها فكلها صدق، وفي أوامرها ونواهيها فكلها عدل وحكمة، قال الله تعالى:{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام:115] صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأحكام وفي الأوامر والنواهي.

قوله: (من غضبه وأليم عقابه) يعني: من كونه يغضب، فمن صفاته سبحانه وتعالى الغضب، وينتج عن الغضب العقاب.

(ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) يعني: ما يحصل منهم من وسوسة، وأن يحضرون بأن يكونوا معه؛ لأنهم إذا ابتعدوا عن العبد فهو في خير، وإذا قربوا منه فهو في شر.

قوله: [وكان ابن عمرو يعلمها بنيه، ومن لم يعقل فإنه يكتبها ويعلقها عليه] يعني: من لا يعرف أن يتكلم لصغره يعلقها عليه، وهذا الذي جاء عن ابن عمرو مخالف لما جاء في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن تعليق التمائم، وبيان أنها من الشرك، وهذا الأثر لم يثبت عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما؛ لأن فيه عنعنة ابن إسحاق، ولكن هذا الدعاء جاء ما يدل عليه ويشهد له، وأما الأثر فليس بثابت، وهو مخالف لما جاء في الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم من النهي عن التمائم.

قوله في الحديث: (وأن يحضرون) مثل قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون:98] والنون من (يحضرون) مكسورة، وهي بدون ياء بعدها، ولكونها في آخر الآية يوقف عليها ولا يتنبه الإنسان إلى حركتها؛ لأن الحركة لا تعرف إلا عن طريق الوصل، فقد يظن الإنسان أنها مفتوحة، ومثل هذه الآية الآية التي في آخر سورة الذاريات:{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} [الذاريات:59] فالنون مكسورة، وقد يظن الإنسان أنها مفتوحة.

ص: 9