المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٣

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[053]

- ‌الغسل يوم الجمعة

- ‌شرح حديث: (إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل)

- ‌شرح حديث: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)

- ‌شرح حديث: (وعلى كل من راح إلى الجمعة الغسل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (وعلى كل من راح إلى الجمعة الغسل)

- ‌حكم غسل الجمعة على الصبي والمرأة إن حضرا الجمعة

- ‌إجزاء غسل الجنابة بعد طلوع الفجر عن غسل الجمعة

- ‌شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه)

- ‌شرح حديث: (الغسل يوم الجمعة على كل محتلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (الغسل يوم الجمعة على كل محتلم)

- ‌شرح حديث: (من غسل يوم الجمعة واغتسل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من غسل يوم الجمعة واغتسل)

- ‌الفرق بين بكَّرَ وابتكر

- ‌شرح حديث: (من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل)

- ‌شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته)

- ‌شرح حديث: (أن النبي كان يغتسل من أربع: من الجنابة ويوم الجمعة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يغتسل من أربع: من الجنابة ويوم الجمعة)

- ‌شرح أثر مكحول في معنى (غسَّل واغتسل)

- ‌تراجم رجال إسناد أثر مكحول في معنى (غسَّل واغتسل)

- ‌شرح أثر سعيد بن عبد العزيز في معنى (غسَّل واغتسل)

- ‌تراجم رجال إسناد أثر سعيد بن عبد العزيز في معنى (غسَّل واغتسل)

- ‌شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح)

- ‌بيان الساعات المذكورة في الحديث وتقديرها

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح)

الفصل: ‌شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه)

‌شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني ح وحدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني قالا: حدثنا محمد بن سلمة ح وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد وهذا حديث محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.

قال أبو داود: قال يزيد وعبد العزيز في حديثهما: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس، ثم صلى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته؛ كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها -قال: ويقول أبو هريرة -: وزيادة ثلاثة أيام، ويقول: إن الحسنة بعشر أمثالها).

قال أبو داود: وحديث محمد بن سلمة أتم، ولم يذكر حماد كلام أبي هريرة].

قوله: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه) ذكر الاغتسال وأموراً أخرى ورتب عليها حكماً وفضلاً وثواباً.

ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن الثياب) أن المرء المسلم يلبس ثياباً حسنة للجمعة؛ وذلك لأن الجمعة هي عيد الأسبوع، وقد جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه كما في صحيح البخاري:(أنه خطب الناس يوم عيد وكان يوم جمعة فقال قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان) يعني: عيد سنوي، وعيد أسبوعي، ويدل على التجمل ليوم الجمعة بالثياب ما جاء أن عمر عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم شراء ثوب ليلبسه للجمعة وللوفود، والرسول صلى الله عليه وسلم قال:(إنما يلبس هذا من لا خلاق له)؛ لأنه حرير، أو فيه شيء من الحرير.

إذاً: لبس أحسن الثياب والتجمل للجمعة جاء ما يدل عليه، وهو قوله:(ولبس من أحسن ثيابه).

قوله: (ومس من طيب إن كان عنده) يعني: إن تيسر له أن يمس من الطيب فليتطيب، وهذا فيه زيادة في التجمل، وأيضاً فيه الابتعاد عن الروائح غير الطيبة وتحصيل الرائحة الطيبة، حتى يكون ذلك أحسن في حقه وفي حق غيره ممن يلقاه ومن يكون بجواره.

قوله: [(ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس)].

يعني: أنه جاء في وقت مبكر بحيث لا يحصل منه الوقوع في مثل هذا المحذور، من تخطي أعناق الناس، ويمكن الإنسان ألا يقع في هذا المحذور الذي هو تخطي رقاب الناس؛ بحيث أنه يجلس حيث ينتهي به الصف، ولكن بعض الناس يأتي متأخراً ثم يريد أن يحصل الأماكن المتقدمة، ولا يتأتى ذلك إلا بارتكاب أمر محرم وهو كونه يؤذي الناس بأن يتخطى رقابهم.

قوله: (ثم صلى ما كتب الله له)] وهذا يدلنا على أن الإنسان إذا جاء يوم الجمعة فإن له أن يصلي ما أمكنه وما كتب الله له، وليس هناك تحديد، ويدل أيضاً على أنه ليس للجمعة سنة قبلها لا ركعتين ولا أربعاً ولا ستاً بل الإنسان يصلي ما كتب الله له، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة صلوا ما أرادوا أن يصلوا ثم جلسوا ولا يقومون إلا للصلاة، فهذا يدل على أنه ليس لها سنة راتبة قبلها كالصلوات التي لها سنة راتبة.

قوله: [(ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته)] يعني: على الإنسان أن يكون على استعداد وتهيؤ لسماع الخطبة، وعدم انشغال عنها أو انصراف عنها بأي شيء.

والمقصود بخروج الإمام خروجه للخطبة، لكن إذا كان الإنسان بحاجة إلى أن ينبه أحداً فلا مانع من ذلك قبل بدء الخطيب بالخطبة؛ لأن المقصود هو ألا ينشغل عن سماع الخطبة والخطيب يخطب؛ لأن الأحاديث التي وردت في النهي عن الكلام والإمام يخطب.

إذاً: على المرء المسلم أن يكون على استعداد لسماع الخطبة وعدم الانشغال عنها.

قوله: (كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها)] يعني: من الجمعة إلى الجمعة سبعة أيام كاملة وزيادة ثلاثة أيام كما جاء عن أبي هريرة: (وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الحسنة بعشر أمثالها).

ص: 11