المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (الله أعلم بما كانوا عاملين) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٣٢

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[532]

- ‌ما جاء في ذراري المشركين

- ‌شرح حديث (الله أعلم بما كانوا عاملين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الله أعلم بما كانوا عاملين)

- ‌شرح حديث: (هم من آبائهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (هم من آبائهم)

- ‌شرح حديث: (إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً) وتراجم رجال إسناده

- ‌شرح حديث: (كل مولود يولد على الفطرة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (كل مولود يولد على الفطرة)

- ‌شرح أثر مالك في الرد على القدرية

- ‌تراجم رجال إسناد أثر مالك في الرد على القدرية

- ‌معنى صيغة: (قرئ عليه وأنا أسمع)

- ‌أثر حماد بن سلمة في تفسير حديث: (كل مولود يولد على الفطرة)

- ‌تراجم رجال إسناد أثر حماد بن سلمة في تفسير حديث: (كل مولود يولد على الفطرة)

- ‌شرح حديث: (الوائدة والموءودة في النار)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (الوائدة والموءودة في النار)

- ‌شرح حديث: (أبي وأبوك في النار)

- ‌ذكر كلام صاحب عون المعبود في مصير والد النبي

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أبي وأبوك في النار)

- ‌شرح حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

- ‌شرح حديث: (لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لاتجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم)

- ‌الأسئلة

- ‌دخول الجني في الإنسي

- ‌حكم من ينكر حديث: (إن أبي وأباك في النار)

- ‌حكم تفسير الوائدة بالطبيبة في حديث (الوائدة والموءودة في النار)

- ‌قول ابن باز في أطفال المشركين

- ‌حكم ذراري المشركين الذين ماتوا قبل إسلام آبائهم

- ‌سبب تعبد النبي بدين إبراهيم قبل البعثة

- ‌امتحان من لم تبلغهم الرسالة

- ‌حكم غسل المسلم قبة قبر والده النصراني

- ‌حكم صرف الوكيل مال الصدقة في غير ما عين له

- ‌أهل الفترة يكونون في كل زمان

- ‌ثواب المشتركين في العتق

- ‌الدعاء للطفل الميت

- ‌حكم زيارة قبور المشركين

- ‌حكم إفساد صوم القضاء بالجماع

- ‌حكم ترك طواف الإفاضة في الحج

- ‌حكم التكبر على المتكبر

- ‌حكم دفن المسلم في مقابر المشركين

- ‌اعتقاد خلود كل كافر في النار

- ‌حكم عقائد الأشاعرة

- ‌حكم السكوت على خطأ المخالف خشية الفرقة

الفصل: ‌شرح حديث (الله أعلم بما كانوا عاملين)

‌شرح حديث (الله أعلم بما كانوا عاملين)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في ذراري المشركين.

حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين)].

قوله رحمه الله تعالى: [باب في ذراري المشركين] الذراري: الذرية والنسل، والمقصود: حكمهم في الدنيا وحكمهم في الآخرة، أما حكمهم في الدنيا فهم تبع لآبائهم، ولهذا يحصل التوارث بينهم، ويدفنون في مقابرهم، وأما في الآخرة فقد اختلف فيهم على أقوال عديدة، أظهرها أنهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(الله أعلم بما كانوا عاملين).

وقد قيل في معنى الحديث: إنهم يمتحنون يوم القيامة، وعلى ضوء هذا الامتحان يتبين هل هم من أهل السعادة أو من أهل الشقاوة، ولهذا كان

‌الجواب

( الله أعلم بما كانوا عاملين) أي إذا امتحنوا في يوم القيامة، فإن النتيجة أو المصير يكون تبعاً لنتيجة ذلك الامتحان، فيسدد من يسدد، ويخذل من يخذل، كما لو كان الأمر حاصلاً في الدنيا.

وهذا هو أظهر ما قيل في ذراري المشركين بالنسبة للآخرة، وهذا القول رجحه جماعة من أهل العلم، منهم ابن القيم في تهذيب السنن، وابن كثير في تفسيره، وشيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره قوله عز وجل:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء:15].

وقد قيل: إنهم يكونون في الجنة، وقيل: إنهم يكونون في النار، وقيلت أقوال أخرى، وقد ذكر ابن القيم في تهذيب السنن ثمانية أقوال، وثامنها أنهم يمتحنون يوم القيامة، وأنهم يصيرون إلى ما كان ينتهي إليه ذلك الامتحان، وقال: إنه جاء في ذلك أحاديث يشد بعضها بعضاً.

والذين قالوا بعدم الامتحان قالوا: إن الآخرة دار جزاء وليست دار تكليف.

ولكن هذا لا ينافي كونهم يمتحنون يوم القيامة، ويتبين أهل السعادة وأهل الشقاوة، فإنه يحصل هذا التكليف كما جاء ما يدل عليه، وتكون النتيجة طبقاً لنتيجة هذا الامتحان.

وعلى هذا فالقول الصحيح في معنى قوله: [(الله أعلم بما كانوا عاملين)] أي الشيء الذي يعملونه إذا امتحنوا، ويحتمل أن يكون المراد به: الله أعلم بما كانوا عاملين لو عاشوا، ومعلوم أن هذا مما لا يكون، والله تعالى يعلم ما كان وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، مثلما جاء في قصة الغلام الذي قتله الخضر، قال:(ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً).

ص: 3