المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سبب تحديد الهجر بثلاث ليال - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٥٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[559]

- ‌باب فيمن دعا على من ظلمه

- ‌شرح حديث عائشة أنه سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة أنه سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه

- ‌حكم الدعاء على الظالم

- ‌حكم الدعاء على الحكام

- ‌ما جاء فيمن يهجر أخاه المسلم

- ‌شرح حديث (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا)

- ‌سبب تحديد الهجر بثلاث ليالٍ

- ‌شرح حديث (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)

- ‌من فوائد السلام

- ‌شرح حديث (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث)

- ‌شرح حديث (لا يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة)

- ‌شرح حديث (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)

- ‌شرح حديث (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)

- ‌شرح حديث (تفتح أبواب الجنة كل يوم إثنين وخميس)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (تفتح أبواب الجنة كل يوم إثنين وخميس)

- ‌حكم الهجر

- ‌ما جاء في التحذير من سوء الظن

- ‌شرح حديث (إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث)

- ‌ما جاء في النصيحة والحياطة

- ‌شرح حديث (المؤمن مرآة المؤمن)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (المؤمن مرآة المؤمن)

- ‌إصلاح ذات البين

- ‌شرح حديث (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة)

- ‌شرح حديث (لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح)

- ‌شرح حديث أم كلثوم بنت عقبة (ما سمعت رسول الله يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أم كلثوم بنت عقبة (ما سمعت رسول الله يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الحلف على الكذب المرخص فيه

- ‌حكم الكذب للإصلاح بين الزوجين

- ‌تفضيل الصلح على غيره

- ‌حكم السلام على المعشوق

- ‌حكم الهجر لحظوظ النفس

- ‌حكم من مات وهو هاجر لأخيه

- ‌أهمية النصيحة

الفصل: ‌سبب تحديد الهجر بثلاث ليال

‌سبب تحديد الهجر بثلاث ليالٍ

والحديث يدل على أن الهجر الذي يجري بين النفوس يحدد بثلاث ليالٍ بحيث لا يتجاوزها، والعدد ثلاثة هو أقل الجمع، أي: بعد الواحد والمثنى؛ لأن الأعداد: مفرد ومثنى وجمع، والثلاثة هي أقل جمع عند النحاة، وإلا فإن أقل الجمع عند الفقهاء وفي الفرائض اثنان، وأقل الجماعة اثنان: إمام ومأموم، والجماعة التي يتقدم فيها الإمام تكون من ثلاثة إلا في حق المرأة مع الرجل، فالمرأة صف والرجل صف، وأما حصول الجماعة فتحصل باثنين، ويكون المأموم بجوار الإمام، ولكن إذا صاروا ثلاثة فيتقدم الإمام ويكون الاثنان وراءه، وكذلك عند الفرضيين الجمع أقله اثنان؛ لأن الله عز وجل يقول:{فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} [النساء:11] وإذا وجد اثنان من الإخوة فإنهما يحجبان الأم من الثلث إلى السدس، فالحجب لا يتوقف على وجود ثلاثة، بل الحجب يحصل بوجود اثنين؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال فيما يتعلق بالنسبة للإخوة لأم:{وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ} [النساء:12] أي: إذا كانوا أكثر من الواحد صاروا شركاء في الثلث.

فأقل الجمع في الفرائض وفي الفقه اثنان، وأقل الجمع فيما يتعلق بالمفرد والمثنى والجمع ثلاثة.

وقد جاء في الحديث أنه إذا خرج ثلاثة فعليهم أن يؤمروا واحداً منهم، وكذلك أيضاً ورد:(الراكب شيطان، والراكبان شيطان، والثلاثة ركب).

وكذلك لم يأت نص يدل على أقل عدد في الجمعة والتجميع، ولكن الذي تدل عليه النصوص ويفهم من النصوص أن الثلاثة يمكن أن يجمعوا، فإمام واثنان مأمومان يمكن أن تحصل بهم الجمعة، ولكن الواحد مع الثاني لا يحصل بهما جمعة، وإنما يحصل بهما جماعة.

قال العظيم آبادي: وإنما جاز الهجر في ثلاث وما دونه لما جبل عليه الآدمي من الغضب، فسمح بذلك القدر ليرجع فيها ويزول ذلك العرض ولا يجوز فوقها، وهذا فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة، أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين.

وهذا الكلام صحيح، لكن ليس فيه جواب عن سبب تحديده بثلاث، ولكن لعل السبب -والله وأعلم- أن الثلاثة أقل الجمع أو أقل عدد يكون فيه الجمع، فالثلاثة هو العدد الذي يترتب عليه جمعة، ويترتب عليه التأمير في السفر، ويترتب عليه كمال الأخوة في السفر، ولا شك أن النفوس جبلت على حصول الغضب، والغضب يمكن أن يشتد في البداية، ثم يتلاشى شيئاً فشيئاً، ولكن تحديد هذا المقدار بثلاثة أيام يحتاج إلى دليل.

ص: 10