المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الاشتغال بتعبير الرؤيا - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٧٠

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[570]

- ‌ما جاء في الرؤيا

- ‌شرح حديث (أن رسول الله كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أن رسول الله كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا

- ‌ذكر مناسبة إيراد المصنف للرؤيا في كتاب الأدب

- ‌عدم اختصاص الرؤيا بوقت معين من الليل

- ‌حقيقة تعبير الرؤيا والفرق بين الرؤيا والحلم

- ‌شرح حديث (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)

- ‌حكم الاشتغال بتعبير الرؤيا

- ‌شرح حديث (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب)

- ‌شرح حديث (الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر)

- ‌شرح حديث (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان)

- ‌شرح حديث جابر (إذا رأى أحدكم ما يكرهه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث جابر (إذا رأى أحدكم ما يكرهه)

- ‌شرح حديث (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)

- ‌شرح حديث ابن عباس (من صور صورة عذبه الله بها)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس (من صور صورة عذبه الله بها)

- ‌حكم الصورة الفوتوغرافية

- ‌شرح حديث (رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع وأتينا برطب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع وأتينا برطب)

- ‌الأسئلة

- ‌حقيقة الرؤيا

- ‌وجه وقوع الرؤيا على ما عبرت عليه من خير أو شر

- ‌وجه تفسير حديث (من رآني في المنام) على أن من رأى الرسول في المنام أنه سيراه في اليقظة في الجنة

- ‌حكم الاعتماد على الرؤيا في إثبات الأوامر والنواهي

- ‌حكم ادعاء رؤية أهل البدع للنبي وأمره لهم بأمور خيرية

- ‌حكم التمني والدعاء من أجل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌حكم من يزعم رؤية النبي غالب الأيام

- ‌معنى العي والبذاء والبيان

- ‌حكم العدة والميراث لمن توفي زوجها قبل الدخول بها

- ‌حكم الحج والاعتمار عن الأقارب الموتى

- ‌حكم الرؤيا التي تمنع من القول بأن أبوي الرسول في النار

- ‌حكم من أفطر في صوم القضاء متعمداً

- ‌حكم رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الاعتماد على الرؤى في رد الحقوق إلى أهلها كالديون وغيرها

الفصل: ‌حكم الاشتغال بتعبير الرؤيا

‌حكم الاشتغال بتعبير الرؤيا

لا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه بالرؤى، لكن إذا حصلت له رؤيا وأمكنه تعبيرها فإنه يعبرها، وإن لم يعبرها ووثق في أحد وسأله عبرها له، وإن كان فيها شيء لا يعجبه فيأخذ بالآداب التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أن يشغل نفسه بالرؤى وتعبيرها، فإنه قد يشتغل بذلك عما هو أهم منه.

والعلماء ما كانوا يحرصون على الاشتغال بالرؤى، ولكن يمكن للإنسان أن يستنتج ويفهم مثل ما عمل ابن القيم رحمه الله في كتابه (إعلام الموقعين) فإنه عندما جاء عند ذكر التشبيه والقياس، ذكر أن الرؤى تعرف عن طريق التشبيه وعن طريق القياس، ثم ذكر جملة من الرؤى، بناء على إلحاق الشبيه بالشبيه والنظير بالنظير، وذلك عند ما شرح كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري؛ لأن عمر رضي الله عنه كتب إلى أبي موسى الأشعري كتاباً في القضاء يتكون من صفحة واحدة، وشرحه ابن القيم في مجلد من إعلام الموقعين، وكان من جملة ما جاء فيه أنه أتى بالأمثال التي ضربت في القرآن من أوله إلى آخره، وتكلم على تلك الأمثال، ثم تكلم على الرؤى والاستنتاج، وأن تعبير الرؤى يمكن أن يعرف عن طريق ضرب الأمثال، وذكر كلاماً كثيراً حول تعبير الرؤى في ذلك الموضع.

لكن كون الإنسان يشتغل بالرؤى وتعبير الرؤى فهذا يحتاج إلى وقت ليبحث ويقرأ عن فلان وعن فلان؛ ولهذا نجد الآن بعض المعبرين الذين تصدوا للتعبير سوقهم رائجة، والناس يشغلونه أكثر مما يشغلون العلماء في مسائل الدين وفي مسائل الفقه والأمور التي يحتاجون إليها في أمور دينهم، وما أكثر من يسأل عن الرؤيا، يتصل بالهاتف يريد أن يسأل عن رؤيا، أما أنا فليس عندي سوى جواب واحد: أني لا أعرف تعبير الرؤيا، فإذا سألني أحد وقال: أريد أن أقص عليك رؤيا، أقول له: لا تقص علي، فأنا لا أعرف تعبير الرؤى، ولا أريد أن أبحث ولا أريد أن أشغل نفسي بتعبير الرؤيا.

وأذكر أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى سمعته مرة من المرات في الإذاعة في سؤال في برنامج نور على الدرب، سألته امرأة فقالت: رأيت أن لي لسانين، قال: أنا لا أعرف تعبير الرؤيا، لكن قد يكون عندك لغتان؛ لأن اللسان يطلق على اللغة، فهذا كتاب لسان العرب لـ ابن منظور يعني: لغة العرب، والله تعالى يقول:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4] يعني: بلغة قومه، فاللسان يأتي بمعنى اللغة.

فهو رحمه الله قال: قد يكون عندك لغتان أو ستحصلين على لغتين، ولم يحدد، بل قال: أنا لا أعرف تعبير الرؤيا؛ لأنه لا يريد أن يشغل نفسه في هذه الأمور، لأنها تشغله عما هو أهم منها، مثل الذي ينشغل بالشعر ويهتم به ويصير هو ديدنه فإنه ينشغل عما هو أهم منه.

ص: 10