المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٧٧

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[077]

- ‌فضل المشي إلى الصلاة

- ‌شرح حديث: (الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً)

- ‌شرح حديث: (أنطاك الله عز وجل ما احتسبت كله أجمع)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أنطاك الله عز وجل ما احتسبت كله أجمع)

- ‌تفضيل الصلاة في بعض المساجد على بعض

- ‌شرح حديث: (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة)

- ‌شرح حديث: (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته)

- ‌شرح حديث: (الصلاة في جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (الصلاة في جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة)

- ‌ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم

- ‌شرح حديث: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)

- ‌ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة

- ‌شرح حديث: (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد)

- ‌شرح حديث: (إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة)

الفصل: ‌شرح حديث: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)

‌شرح حديث: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم.

حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا إسماعيل أبو سليمان الكحال عن عبد الله بن أوس عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)].

أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة وهي: باب ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم.

لما ذكر في الترجمة السابقة فضل المشي إلى الصلاة مطلقاً، وكان في بعض الأحوال يوجد الظلام، وفي ذلك زيادة المضرة والمشقة، ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على فضل الذهاب إلى المسجد في شدة الظلام.

أورد أبو داود حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) وهذا كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (حفت الجنة بالمكارة) يعني: أن الطريق إلى الجنة فيه تعب وفيه نصب يحتاج إلى صبر؛ فالإنسان يحتاج إلى صبر على طاعة الله وصبر عن معاصي الله، فيجب الصبر على الطاعة ولو شقت على النفوس، ويحرص على أن يذهب إلى المساجد ولو في الظلام، ولو في شدة الحر، ولو في شدة البرد؛ لأن حصول المشقة وحصول النصب فيه زيادة في الأجر وفيه الثواب العظيم من الله سبحانه وتعالى.

وقوله: (بشر المشائين) أي: الذين يمشون إلى المساجد.

قوله: (في الظلم) يعني: في حال الظلام وفي شدة الظلام، وهذا إنما يكون في الفجر وفي العشاء؛ ولهذا جاء أن هاتين الصلاتين هما أثقل الصلاة على المنافقين، وفيهما ما فيهما من النصب؛ ولهذا فإن الذهاب إلى المساجد في شدة الظلام فيه هذا الثواب العظيم من الله عز وجل.

قوله: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) لأنهم مشوا في الظلام فيجازيهم الله عز وجل بأن يجعل لهم نوراً تاماً يوم القيامة يبصرون به ويمشون به، والجزاء من جنس العمل، وكما أن هذا فيه مشي في الظلام فإنه يقابله نور، وجزاؤه نور يحصل يوم القيامة، كما جاء في فضل الصيام أن الصائمين يدخلون من باب يقال له: الريان؛ لأنهم عطشوا أنفسهم؛ فجوزوا أن يدخلوا من باب يشعر بالري الذي هو ضد الظمأ.

فهؤلاء لما مشوا في الظلمات إلى المساجد، وحرصوا على الذهاب إلى المساجد في الظلمات يجازيهم الله عز وجل بأن يجعل لهم نوراً يمشون به يوم القيامة يضيء لهم جزاءاً وفاقاً، والجزاء من جنس العمل، فكما أنهم مشوا في الظلام فالله يعوضهم نوراً يستضيئون به يوم القيامة.

ص: 15