المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٧٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[079]

- ‌ما جاء في الجمع في المسجد مرتين

- ‌شرح حديث: (أن رسول الله أبصر رجلاً يصلي وحده)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله أبصر رجلاً يصلي وحده)

- ‌ما جاء فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم

- ‌شرح حديث يزيد بن الأسود في قصة الرجلين اللذين صليا في رحالهما

- ‌تراجم رجال إسناد حديث يزيد بن الأسود في قصة الرجلين اللذين صليا في رحالهما

- ‌طريق أخرى لحديث يزيد بن الأسود في قصة الرجلين اللذين صليا في رحالهما وتراجم رجال إسنادها

- ‌شرح حديث: (إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم)

- ‌شرح حديث أبي أيوب: (ذلك له سهم جمع)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أبي أيوب: (ذلك له سهم جمع)

- ‌ما جاء فيمن صلى في جماعة ثم أدرك جماعة أيعيد

- ‌شرح حديث: (لا تصلوا صلاة في يوم مرتين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (لا تصلوا صلاة في يوم مرتين)

- ‌ما جاء في جماع الإمامة وفضلها

- ‌شرح حديث: (من أمَّ الناس فأصاب الوقت فله ولهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من أمَّ الناس فأصاب الوقت فله ولهم)

- ‌كراهة التدافع على الإمامة

- ‌شرح حديث: (إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد)

- ‌الأسئلة

- ‌الواجب على المسلم من معرفة الله تعالى

- ‌بيان أن الصلاة في جماعة ثانية أفضل من الصلاة منفرداً

- ‌حكم لبس المرأة بدلة خاصة ليلة عرسها

- ‌حكم الصلاة فوق سقف المسجد

- ‌وقت غسل الجمعة

- ‌جواز الهجر إن وجدت المصلحة لذلك

- ‌الموقف مما تتردد فيه النفس

الفصل: ‌شرح حديث: (إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم)

‌شرح حديث: (إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا قتيبة حدثنا معن بن عيسى عن سعيد بن السائب عن نوح بن صعصعة عن يزيد بن عامر رضي الله عنه قال: (جئت والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فجلست ولم أدخل معه في الصلاة، قال: فانصرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى يزيد جالساً، فقال: ألم تسلم يا يزيد؟! قال: بلى يا رسول الله! قد أسلمت، قال: فما منعك أن تدخل مع الناس في صلاتهم؟ قال: إني كنت قد صليت في منزلي، وأنا أحسب أن قد صليتم، فقال: إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم، وإن كنت قد صليت تكن لك نافلة، وهذه مكتوبة)].

أورد أبو داود رحمه الله حديث يزيد بن عامر رضي الله عنه أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وكان قد صلى في منزله، وكان يظن أنهم قد صلوا، فوجدهم يصلون فجلس؛ لأنه قد صلى وأدى ما عليه، ولم يعرف الحكم، ولما انصرف الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم رآه فقال:(مالك يا يزيد! ألم تسلم؟) يعني: ألست من المسلمين والمسلم يصلي مع الناس ولا يتأخر عن الصلاة ولا تكون له هيئة تغاير هيئة الناس؟ وهذا فيه أن الذي يكون في المسجد جالساً والناس يصلون أنه يساء به الظن؛ ولهذا أنكر عليه وقال: (ألم تسلم يا يزيد؟!) أي: كيف تكون جالساً والناس يصلون؟ فقال: يا رسول الله! إني قد صليت في منزلي، وكنت ظننت أنكم قد صليتم، فقال عليه الصلاة والسلام: [(إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم، وإن كنت قد صليت تكن لك نافلة) يعني: أن هذه التي أدركتها تكون لك نافلة والسابقة مكتوبة، ويحتمل العكس، وإذا كانت الثانية هي النافلة والأولى هي المكتوبة فلا إشكال؛ لأن هذا مطابق للحديث الذي قد مر؛ ولأن الإنسان عندما يصلي بنية الفرض فصلاته قد أداها ووجد منه أداء الصلاة، فتكون الثانية نافلة، أما أن تكون الثانية هي المكتوبة والأولى هي النافلة فهذا لا يستقيم من جهة أن الإنسان قد صلى الفرض وقد أدى ما عليه.

فإذا كان المقصود بالنافلة هي الثانية والمكتوبة هي التي صلاها من قبل فلا إشكال، وهو مطابق للحديث المتقدم، وإن كان العكس فإنه يكون فيه مخالفة للحديث السابق.

وهذا الحديث ضعفه بعض أهل العلم، ولو كان صحيحاً فإن ذلك مقدم عليه، لكن كون النافلة هي الثانية والمكتوبة هي الأولى فإن اللفظ محتمل، فيرد المحتمل إلى الواضح الجلي، ويرد المتشابه إلى المحكم، وبذلك تتفق الأحاديث ولا يكون بينها اختلاف، ويكون الحديث يشهد له ما تقدم، فإذا كان المقصود أن الثانية هي النافلة والأولى هي الفريضة فإن الحديث يصح للأحاديث الأخرى التي دلت على ذلك، وإن كان في إسناده من هو متكلم فيه.

ص: 9