المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٩٧

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[097]

- ‌تابع افتتاح الصلاة

- ‌شرح حديث (فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه)

- ‌شرح حديث الاعتماد على الركبتين عند القيام

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الاعتماد على الركبتين عند القيام

- ‌شرح حديث (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة يرفع إبهامه إلى شحمة أذنيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع إبهامه في الصلاة إلى شحمة أذنيه)

- ‌شرح حديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة جعل يديه حذو منكبيه)

- ‌شرح حديث صلاة ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما

- ‌تراجم رجال إسناد حديث صلاة ابن الزبير

- ‌شرح حديث رفع ابن عباس يديه بين السجدتين

- ‌تراجم رجال إسناد حديث رفع ابن عباس يديه بين السجدتين

- ‌شرح حديث رفع اليدين في مواطنه الأربعة في الصلاة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث رفع اليدين في مواطنه الأربعة في الصلاة

- ‌رواة رفع الحديث ورواة وقفه وتراجمهم والألفاظ الواردة فيه

- ‌شرح حديث فعل ابن عمر في رفع اليدين في الصلاة

- ‌تراجم رجال إسناد حديث فعل ابن عمر في رفع يديه في الصلاة

الفصل: ‌شرح حديث (فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه)

‌شرح حديث (فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال: (فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه، قال: فلما سجد وضع جبهته بين كفيه، وجافى عن إبطيه) قال حجاج: وقال همام: وحدثنا شقيق حدثني عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، وفي حديث أحدهما -وأكبر علمي أنه حديث محمد بن جحادة - (وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه)].

يذكر المصنف رحمه الله تعالى تحت ترجمة افتتاح الصلاة في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ما يتعلق ببيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يقول فيما حدث به من حديثه:[(فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه)] أي أنه قدم ركبتيه على يديه حين سجوده، وحديث وائل بن حجر رضي الله عنه يدل على تقديم الركبتين، وقال به جماعة من أهل العلم، وقال جماعة منهم بتقديم اليدين على الركبتين أخذاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه) فمن أهل العلم من رجح حديث وائل بن حجر، ومنهم من رجح حديث أبي هريرة فقدم اليدين على الركبتين.

والذين قالوا بتقديم الركبتين على اليدين قالوا: إن حديث أبي هريرة فيه قلب.

وقد ذكر ذلك ابن القيم في كتابه (زاد المعاد) قال: والأصل أن يكون: وليضع ركبتيه قبل يديه.

فحصل القلب بالتقديم والتأخير.

والعلماء -كما ذكرت- اختلفوا فمنهم من صحح أو قوى حديث أبي هريرة وهو فيه كلام، ومنهم من قوى حديث وائل بن حجر -وفيه كلام- فقدم الركبتين على اليدين.

وقوله في هذه الرواية: [(وقعتا ركبتاه)] هذا فيه جمع بين الضمير والاسم الظاهر، مع أن الأصل أن لا يذكر الضمير مع الاسم الظاهر، بل الصواب المعروف (وقعت ركبتاه) لكن هذه الصيغة هي لغة مشهورة، وهي التي يسمونها لغة (أكلوني البرغيث) وقد جاء مثالها في القرآن وكذلك في السنة، فمما جاء في القرآن:{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنبياء:3] ففيه الاسم الظاهر الذي هو (الَّذِينَ) وفيه الضمير الذي هو الواو في قوله: (وَأَسَرُّوا)، وفي الحديث:(يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار).

قال: [(فلما سجد وضع جبهته بين كفيه وجافى عن أبطيه)].

قوله: [(بين كفيه)] معناه أن رأسه بين كفيه، فلم تكن يداه تحت رأسه ولا كان مباعداً لهما، ولا كان مفترشاً، وإنما وضع جبهته أو رأسه بين كفيه وجافى بين عضديه، بمعنى أنه لم يلصق عضده بجنبه ولم يعتمد على فخذيه بمرفقيه، بل اعتمد على يديه وعلى ركبتيه وعلى قدميه وعلى جبهته مع أنفه، فهذه الأعضاء السبعة مكنت من الأرض.

ص: 3