المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم) - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٥٢

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار - أدعية وأذكار الكرب

- ‌باب استحباب الدعاء عند صياح الديك

- ‌شرح حديث: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله)

- ‌باب دعاء الكرب

- ‌شرح حديث: (أن النبي كان يقول إذا أصابه كرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم)

- ‌لطيفة حديثية وإسنادية في حديث ابن عباس فيما يقال عند الكرب

- ‌باب فضل سبحان الله وبحمده

- ‌شرح حديث: (أي الكلام أفضل)

- ‌شرح حديث: (إن أحب الكلام إلى الله: (سبحان الله وبحمده)

- ‌باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب

- ‌شرح حديث: (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب)

- ‌شرح حديث: (دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة)

- ‌باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب

- ‌باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل

- ‌شرح حديث: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم)

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة لطالب العلم المبتدئ

- ‌حكم الاستمناء في نهار رمضان

- ‌حكم أكل الميتة من البهائم

- ‌حكم الاستنجاء للوضوء

- ‌حكم الصلاة خلف من يعمل في شركة دخان، وحكم الأكل من طعامه

- ‌حكم اشتراط ولي المرأة على الزوج عدم انتقاد الزوجة

- ‌حكم البقاء في المحاضرة في الجامعة أثناء الصلاة

- ‌حكم الصلاة خلف من ينقر الصلاة نقراً

- ‌مدى صحة نسبة القول بفناء النار إلى ابن تيمية وابن القيم

- ‌حكم التعامل مع البنوك الإسلامية

الفصل: ‌شرح حديث: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم)

‌شرح حديث: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم)

قال: [وحدثنا أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب]، وأبو الطاهر مصري، وكذلك ابن وهب مصري.

[أخبرني معاوية بن صالح -ومعاوية نزل مصر - عن ربيعة بن يزيد الدمشقي]، ويمكن أن يدخل في هذا البحث أهل دمشق باعتبار أن الشام ومصر كانوا دولة واحدة قبل أن يصبحوا دولتين.

[عن أبي إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله، عالم الشام بعد أبي الدرداء - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)].

فمن موانع إجابة الدعاء: أن يدعو العبد بإثم أو قطيعة رحم، وهذا مشروط بألا يكون العبد الذي هو الداعي مظلوماً، فإن كان مظلوماً ودعا بإثم على المدعو عليه استجيب له.

فلو دعا مثلاً: يا رب! احرم فلان هذا العلم، وارزقنيه بدلاً منه في الدعاء، ولو كان هذا الداعي من أهل العبادة والورع، فهذا الدعاء لا يستجاب، بل يأثم به الداعي.

ولكن لو كان مظلوماً في مظلمة معينة عند فلان أو عند فلانة فقال: اللهم إن كنت تعلم أن حقي عنده أو عندها فافعل بها كيت وكيت وكيت، ويدعو عليها أو يدعو عليه، فهذا بلا شك دعاء مستجاب؛ لأن هذا دعاء المظلوم حتى وإن كان كافراً.

قال: [(لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستجعل.

قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: تقول: قد دعوت، قد دعوت، فلم أر يستجيب لي).

أي: فلم أر الله تعالى يستجيب لي.

(فيستحسر عند ذلك).

ومعنى يستحسر: ينقطع عن الدعاء، قال الله تعالى:{لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء:19].

أي: لا يملون ولا ينقطعون عن العبادة.

قال: [(فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)].

والمتعدي في الدعاء يأثم بالتعدي، ولا يوجد دليل يقول: إنه ينقلب عليه، وإنما الدليل قائم على أنه يأثم بذلك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ص: 15