المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في غزوة حنين - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٩٤

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الجهاد والسير - غزوة حنين

- ‌باب في غزوة حنين

- ‌شرح حديث العباس بن عبد المطلب في قتال حنين

- ‌شرح روايات أخرى لحديث العباس في قتال حنين

- ‌شرح حديث البراء بن عازب في قتال حنين

- ‌شرح حديث البراء: (كنا والله إذا احمر البأس نتقي به)

- ‌طرق وروايات لحديث البراء في قتال حنين

- ‌حديث سلمة بن الأكوع في غزوة حنين

- ‌أقوال أهل العلم في حكم الاستعانة بذوات المشركين أو سلاحهم

- ‌حكم اتخاذ الجواسيس في الحرب وبيان شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم خروج النساء في القتال

- ‌كلام النووي في أحاديث غزوة حنين

- ‌حكم قبول هدية المشرك

- ‌شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإقدامه

- ‌استجابة أهل بيعة الرضوان لنداء رسول الله يوم حنين

- ‌معنى قوله: (هذا حين حمي الوطيس)

- ‌معجزات النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين

- ‌تأدب البراء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سئل عن فرارهم يوم حنين

- ‌استحباب الدعاء عند قيام الحرب

- ‌نفي صفة الشعر عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معنى قوله: (أنا ابن عبد المطلب)

- ‌حكم التسمي بـ (عبد المطلب)

الفصل: ‌باب في غزوة حنين

‌باب في غزوة حنين

إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

مع الباب الثامن والعشرين من كتاب الجهاد والسير: (غزوة حنين).

قال النووي: (باب في غزوة حنين، أو هوازن أو أوطاس)، فكل هذه المصطلحات تُطلق على هذه الغزوة.

فالسبب في تسمية هذه الغزوة بغزوة (هوازن): أن هوازن من سكان الطائف، عز عليهم ما قد فتح الله عز وجل على نبينا عليه الصلاة والسلام من فتح وانتصارات، فقامت بقيادة مالك بن عوف، وجمعوا جموعهم لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم، ورده إلى الخسارة بعد هذه الانتصارات التي حققها، فنزلوا في واد يسمى بوادي (أوطاس) بين مكة والطائف، في مكان يسمى حنين، وتفرقوا في الشعاب واختبئوا، ونزل النبي عليه الصلاة والسلام باثني عشر ألفاً من أصحابه عشرة آلاف من المدينة وألفين من مسلمة الفتح، نزلوا في هذا الوادي ولم يكن لهم علم بسبق هوازن إلى هذا الوادي، وكانوا قد دخلوا قرابة الصبح، ولا يزال يخلط الظلام بضياء النهار، فقامت عليهم هوازن في تلك البقعة من الأرض، وخرجوا عليهم من الشعاب على حين غرّة، فانقضوا عليهم انقضاضة واحدة، فتفرّق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هنا وهناك كأنهم اعتقدوا أنهم قد غُلبوا، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام ثبت في هذا الموطن ثباتاً عظيماً مما كان سبباً في رباطة جأش أصحابه حينما نادى عليهم: يا أهل الأنصار! يا أهل الأنصار! يا أهل الخزرج! وغير ذلك من النداءات التي ناداها النبي عليه الصلاة والسلام، فاجتمعوا حوله، ولم يجتمع حول النبي عليه الصلاة والسلام حينئذ إلا مائتان من أصحابه عليه الصلاة والسلام من المهاجرين والأنصار، وعلى أيدي هؤلاء تم انتصاره عليه الصلاة والسلام في تلك الغزوة.

ص: 2