المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاحتجاج بالقدر على ترك العمل - شرح فتح المجيد للغنيمان - جـ ١٤٢

[عبد الله بن محمد الغنيمان]

فهرس الكتاب

- ‌معنى الحياة الطيبة

- ‌هل الذنوب مقدرة

- ‌العسر مع اليسر

- ‌أصحاب الكبائر تحت المشيئة

- ‌التسخط من المصائب إثم

- ‌عدم منافاة الأخذ بالأسباب للتوكل على الله

- ‌المبالغة في الزجر

- ‌العطاء مع الشكر أحب من الابتلاء مع الصبر

- ‌قول: (لا ندري هذه الدنيا ما تفعل بنا)

- ‌حكم الندب في الرثاء

- ‌حقيقة الندب والنياحة

- ‌البكاء على الميت

- ‌البكاء على الميت لا ينافي الصبر

- ‌حكم من مات حسرة وندماً على ميت له

- ‌ليس الإيمان بالتمني

- ‌الصوت الفاجر في حال النعمة

- ‌الفرق بين المصيبة والابتلاء

- ‌حكم الاجتماع في المآتم

- ‌ترك الذنوب خشية المصائب

- ‌الفرق بين الرضا والصبر

- ‌الضيق والألم بعد الذنب

- ‌الفرق بين الغضب والسخط

- ‌هل الإنسان مأجور على المصائب

- ‌خطر التسخط على أقدار الله

- ‌الإثابة على المصائب

- ‌ضرورة إقران اسم الضار بالنافع في أسماء الله

- ‌حكم ترك الدواء بحجة التوكل على الله

- ‌حكم طلب الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته

- ‌ترك العمل خوفاً من الرياء شرك

- ‌الرياء بعد العمل

- ‌تخليص الأعمال أشق على العاملين من طول الاجتهاد

- ‌الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر

- ‌معرفة الرياء في النفس

- ‌علاج الرياء

- ‌الرياء يحبط العمل

- ‌طروء الرياء أثناء العمل

- ‌الأعمال المتعدية النفع

- ‌الفرق بين النية والإخلاص

- ‌مواجهة المرائي بريائه

- ‌الستر عند ارتكاب المعاصي

- ‌تجديد النية والإخلاص في العمل

- ‌ويل للمطففين

- ‌الخوف الموصل إلى الشرك الأكبر

- ‌تفسير قول الله: (لئن أشركت ليحبطن عملك)

- ‌قول: (توكلت على الله ثم عليك)

- ‌الشرك الأصغر لا يحبط العمل

- ‌ترك العمل خوفاً من الناس

- ‌الجمع بين إرادة الدنيا والآخرة

- ‌طاعة الله خوفاً من المصائب

- ‌حكم أخذ الجوائز على حفظ القرآن والمسابقات

- ‌عموم حديث: (أول من تسعر بهم النار)

- ‌داووا مرضاكم بالصدقة

- ‌ولا تنس نصيبك من الدنيا

- ‌الإنسان عبد حسب ما قام بقلبه من العبودية

- ‌المقصود بالولدان في قوله تعالى: (يطوف عليهم ولدان مخلدون)

- ‌لإبراهيم مرضع في الجنة

- ‌القتال في سبيل الوطنية

- ‌العشق تعلق بغير الله

- ‌معنى النقود المضروبة

- ‌السكن في الجنة

- ‌إرادة الجاه في الدنيا

- ‌الشهيد لا يجد ألم الموت

- ‌التمتع والإفراد في الحج والعمرة

- ‌طاعة ولي الأمر في المباح والمستحب

- ‌شهيد المعركة

- ‌الجهاد وطلب العلم

- ‌من ملك فرساً بنية إعداده في سبيل الله

- ‌الصوم في سفر الجهاد

- ‌الإخلاص في العمل

- ‌الجهاد بغير إذن الوالدين

- ‌الشهيد ينعم في قبره

- ‌إهداء ثواب الصدقة إلى الغير

- ‌لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

- ‌حكم المبدل لشرع الله وإن لم يستحل

- ‌الأخذ بفهم السلف للنصوص

- ‌معنى الهدي

- ‌حكم التمتع بالعمرة في غير أشهر الحج

- ‌العجب بالعلم

- ‌حكم الخروج عن المذاهب الأربعة

- ‌التقليد من غير معرفة الأدلة

- ‌الاحتجاج بالقدر على ترك العمل

- ‌التأسي بإبراهيم عليه السلام في البراءة من الكفر وأهله

- ‌حقيقة اللات والعزى

- ‌نقص الإيمان والعمل

- ‌الفساد في البر والبحر

- ‌الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق

- ‌قبض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة

- ‌من لم ينطق بالشهادتين فهو كافر بالإجماع

- ‌فرق بين تبديل الشرع وبين الحكم بغير ما أنزل الله في قضية معينة

- ‌لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

الفصل: ‌الاحتجاج بالقدر على ترك العمل

‌الاحتجاج بالقدر على ترك العمل

‌السؤال

كيف نوفق بين قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [الأنعام:107] وبين قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام:148]؟

‌الجواب

ليس فيها معارضة؛ لأن قول الكفار: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُنا} يردون به دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لما قال لهم: لا تشركوا بالله جل وعلا، قالوا: أليس شركنا هذا وقع بمشيئة الله؟! فقال: نعم، لأنه ما من شيء يقع إلا بمشيئة الله.

قالوا: إذاً وقوع الشرك بمشيئته دليل أنه راض بالشرك.

وهذا كذب ورد للدعوة.

يعني: عارضوا الأمر بالقدر، فلهذا رد عليهم الله، والواجب أن الإنسان إذا أمر بأمر أن يأتمر ولا يقول: لا أفعل؛ لأنه ما كتب علي، كما يقوله بعض الجهلة إذا قيل له: صل، قال: لا، أنا ما كتب عليّ أن أصلي! فنقول له: ما يدريك أنه لم يكتب عليك أن تصلي؟ ولكن أنت معاند، فأنت تستطيع أن تصلي، وأنت أمرت بالشيء الذي تستطيعه، أما الشيء المكتوب عليك فأنت لم تطلع على علم الغيب، ولم تعلم ما في اللوح المحفوظ، والواجب عليك أن تجتهد، فإذا أمرت بشيء ونهيت عن شيء فعليك أن تطيع، أما ما احتج به هؤلاء بقولهم:(لو شاء الله ما أشركنا) فهم يتبعون أهواءهم ولا يريدون أن يتبعوا الأمر، فخاصموا الرسول صلى الله عليه وسلم، وردوا أمره بقولهم: إن هذا قدر، والله شاء ذلك، وهذا شأن الذين يحتجون بالقدر؛ لأن هؤلاء لهم أتباع، وهذه حجة الشيطان حينما قال:{فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف:16] وهو الذي أبى السجود مختاراً أن يسجد فغوى، فهو الذي أغوى نفسه.

ص: 82