المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب ويفسدون الإيمان - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ١٥

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب [2]

- ‌التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب ويفسدون الإيمان

- ‌تحذير السلف من مجالسة عمرو بن عبيد المعتزلي

- ‌آثار السلف في أن مجاورة الحيوانات المستقذرة خير من مجاورة أهل البدع

- ‌استحباب السلف أن يكون بينهم وبين أهل البدع حاجز وسد منيع

- ‌تفضيل السلف للحيوانات المحتقرة على المبتدعة

- ‌تحذير السلف من مجاورة أهل البدع في السكنى

- ‌تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الاقتراب من المسيح الدجال أصل في التحذير من الاقتراب من أهل الشر

- ‌تعقيب المؤلف على الآثار التي أوردها في التحذير من مجاورة المبتدعين

- ‌شؤم الاقتراب من أهل البدع ومجالستهم والتحذير من ذلك

- ‌كتاب الإمام أحمد إلى رجل أراد أن يناظر المبتدعة بألايفعل

- ‌جملة من آثار السلف في التحذير من مجالسة أهل البدع وسماعهم وزجرهم عن ذلك

- ‌بيان أن المرء يجالس ويألف من كان على شاكلته

- ‌تابع آثار السلف في التحذير من مجالسة أهل البدع

- ‌من نعمة الله على الشاب والأعجمي أن يهتدي على أيدي أهل السنة

- ‌الأسئلة

- ‌حكم قطع التعامل مع اليهود والأمريكان

- ‌نصيحة لمن يتخلف عن صلاة الفجر

- ‌حقيقة حزب الله في جنوب لبنان

- ‌حكم دخول المسلم كنيسة النصارى

- ‌توضيح حديث: (إن أبي وأباك في النار)

- ‌من حلق لحيته بالموس لا يعد من أصحاب البدع

- ‌معنى قول الشافعي: من شرع فاستحسن فقد أشرك

- ‌حكم من قال لوالديه: لستما والديَّ

- ‌حكم إجبار الرئيس لمرءوسه على إضاعة الصلاة

- ‌ما يلزم فعله عند دفن الميت، وحكم تلقين الميت وهو في القبر

- ‌حكم الجلوس في أماكن أهل المعاصي

- ‌حكم من يقتل نفسه

الفصل: ‌التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب ويفسدون الإيمان

‌التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب ويفسدون الإيمان

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وبعد: فلا يزال الكلام موصولاً في: باب التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب، ويفسدون الإيمان.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي رحمه الله يقول: صحبة من لا يخشى العار عار يوم القيامة].

أي: صحبة الإنسان المتبلد الحس، الذي لا يهمه أن يعيش عيشة كريمة أو مهينة في وسط قوم؛ عار في وجه الصاحب والصديق في الدنيا ويوم القيامة، خاصة إذا كان هذا العار إنما يلحق المرء في دينه لا في أخلاقه وسلوكه؛ إذ إن أعظم العار أن يعير الإنسان في دينه.

قال: [وقال عون بن عبد الله: لا تجالسوا أهل القدر ولا تخاصموهم -أي: لا تناقشوهم ولا تجادلوهم-؛ فإنهم يضربون القرآن بعضه ببعض].

وهذه من علامات أهل البدع: أنهم يضربون القرآن بعضه ببعض، فتأتي له بآية فيأتي لك بآيتين، وتأتي له بآيتين فيعطيك عشراً، ولذلك أنتم تعلمون أن هذا خلق مذموم ذمه النبي عليه الصلاة والسلام، فقد خرج إلى أصحابه ذات ليلة ليخبرهم بليلة القدر، فوجد أن بعض أصحابه قد تلاحوا، أي: تخاصموا وتجادلوا في مسألة ما، فغضب لذلك غضباً شديداً، وقال:(أتضربون القرآن بعضه ببعض وأنا بين أظهركم! والله لقد خرجت لأخبركم بليلة القدر، فلما رأيتكما تتلاحيا ذهبت عني).

ص: 2