المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي عليه الصلاة والسلام - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ١٩

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ التحذير من الاستماع لأقوام يريدون نقض الإسلام وشرائعه

- ‌التحذير من سماع كلام قوم يريدون نقض الإسلام، ومحو شرائعه

- ‌تستر أهل الباطل في طعنهم للإسلام وشرائعه بطعنهم في العلماء والرواة

- ‌واجب أهل العلم تجاه المسالك الشيطانية لأهل البدع ضد الدين

- ‌الاختلاف الممدوح في فروع الشريعة لا في أصولها

- ‌الرد على شبهة: أن الحق واحد وقد اختلف الأئمة

- ‌كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي عليه الصلاة والسلام

- ‌العلة التي جعلت أهل الأهواء يتكلمون في الفقهاء والعلماء

- ‌شؤم بعض الطلاب في نقلهم للأخبار والإفساد بين العلماء

- ‌هدف أهل البدع من طعنهم على فقهاء وعلماء المسلمين

- ‌بيان أن أهل البدع هم أكثر الناس اختلافاً واضطراباً

- ‌اختلاف أهل البدع كاختلاف اليهود والنصارى وأهل الشرك

- ‌الرافضة أشد الناس اختلافاً وتبايناً وتطاعناً

- ‌أقسام الاختلاف

- ‌إجماع أهل السنة على خلافة الخلفاء الأربعة بالترتيب المعروف، واختلافهم في الأفضلية بين عثمان وعلي

- ‌بعض الإجماعات عند أهل السنة والجماعة

- ‌اختلاف أهل السنة لم يقدهم إلى الفرقة والشتات

- ‌كلام ابن بطة في اختلاف الفقهاء وأنواع الاختلاف غير المعتبر

- ‌اختلاف داود وسليمان في الحكم

- ‌الخلاف بين الصحابة والتابعين

- ‌اختلاف الفقهاء يقال فيه: أخطأت، لا كفرت

الفصل: ‌كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي عليه الصلاة والسلام

‌كل يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي عليه الصلاة والسلام

ولا بد أن تعتقدوا قضية مهمة جداً وهي: أن علماء المسلمين ودعاة المسلمين هم في نهاية أمرهم بشر ممن خلق الله عز وجل، فليسوا أنبياء ولا ملائكة، وهذا يعني أنهم ليسوا بمعصومين، فيقع منهم الحق والباطل، والخطأ والصواب؛ لأن كثيراً من أجيال الصحوة ينظر إلى شيخه وداعيته على أنه معصوم، فإذا ذكر منه الخطأ سقط برمته مهما كثرت حسناته، والخصم في هذه القضية هو المدعو لا الداعية؛ لأنه داعية منطلق في طريقه، يصيب مرة ويخطئ أخرى، لكنه على أية حال يفهم القضية ويفهم أنه غير معصوم، ويلزم نفسه بالاستقامة، وما وقع منه من ظلم أو غيره فإنما وقع عن سهو، أو خطأ، أو غفلة، أو عقوبة أو غير ذلك، فلا تنصرف أنت عنه، بل الأمر كما قال مالك: كل الناس يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام، قال هذا في وسط جلة من أتباع التابعين، فإذا وقع العالم في خطأ لا يهدم عمله كله بخطأ واحد، فليس هذا المنهج حقاً، أي: ليس هدم عمل العامل هو طريق الاستقامة، وإنما طريق الاستقامة أن تأخذ من كل أحد ما أصاب فيه، وأن ترد على كل أحد ما أخطأ فيه.

وهذا كلام رائع جداً، وأروع منه أن تنزله من حياتك منزلة العمل لا منزلة الحفظ فقط، وهذه أصول درج عليها أهل السنة والجماعة منذ عهد الخلفاء الراشدين يستمر بإذن الله إلى قيام الساعة.

فالأمر هنا أن الطالب الذي ينظر إلى شيخه أنه القدوة والأسوة فإن سقط مرة سقط كله؛ أنا أنصح هذا الطالب نصيحة مشفق ألا يقرب من شيخه قط، وإنما يأخذ منه خيره في مجلس العلم، وأما أن يلزمه ويصاحبه ويذهب معه ويعود معه ويأكل ويشرب وينام ويسافر ويعود معه، فيرى منه ما يرى هو من نفسه، فيقول: لا فرق بيني وبينه! فيقع هذا الإنسان في قلبه ما لا ينتفع بعد ذلك به، فأنا أنصحه والحالة هذه: أن يلزم بيته، وأن يلزم مجلس العلم ولا يقترب من الشيخ إلا أن يصافحه وينصرف، ولو ترك مصافحته لكان أولى؛ حفاظاً على الانتفاع بهذا الشيخ دائماً.

ص: 7