المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إثبات علي بن أبي طالب للقدر - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٥٦

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ما روي عن الصحابة في التشنيع على المكذبين بالقدر

- ‌تابع ما روي عن الصحابة فيما جاء في كتاب الله وسنة رسوله من التشنيع على المكذبين بالقدر

- ‌إثبات علي بن أبي طالب للقدر

- ‌ما قاله عبد الله بن سلام في إثبات القدر

- ‌موقف ابن مسعود وابن عمر ممن كذب بالقدر

- ‌موقف ابن عباس ممن يتكلم في القدر

- ‌أقسام الإرادة والمشيئة

- ‌عدم جواز الاحتجاج بالقدر على المعاصي

- ‌معنى قوله تعالى: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)

- ‌معنى قوله تعالى: (يعلم السر وأخفى)

- ‌إثبات عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة وغيرهم للقدر

- ‌الأسئلة

- ‌حكم نظر الرجل إلى فرج امرأته

- ‌حكم كشف بطن قدم المرأة وهي في الصلاة

- ‌حكم العمليات الاستشهادية في فلسطين

- ‌حكم العادة السرية

- ‌حكم صلاة الجمعة على المسافر

- ‌الرد على من يخصص الإمام علياً وأولاده بالسلام

- ‌حكم متابعة الإمام إذا زاد ركعة ناسياً

- ‌حكم من نذر أن يذبح ثم رأى أن يتصدق بثمن الذبيحة

- ‌حدود اللحية

- ‌حكم النقاب

- ‌درجة حديث: (لا راد لقضاء الله لا حيلة في الرزق)

- ‌حكم دعاء القنوت قبل الركوع وبعده

- ‌حكم أداء أذكار الصباح والمساء جماعة بصوت واحد

- ‌حكم تلاوة ورد الرابطة قبل صلاة المغرب

- ‌حكم تصرف المستأجر بالعين المؤجرة إذا أذن المؤجر

- ‌حكم استعمال العقاقير الطبية لمنع نزول الحيض عند أداء العمرة

- ‌معنى كلام شيخ الإسلام: من قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات

- ‌حكم من يصلي ويسب أمه

- ‌حكم العمل في شركة سياحة

- ‌حكم الاستخارة في الحضور لأحد المشايخ الذي يحذر من بعض العلماء

- ‌حكم حلق اللحية لمن كان في الجيش

- ‌الرد من زعم أن أمريكا هي المسيح الدجال

- ‌حكم تخصيص علي بن أبي طالب بعبارة: كرم الله وجهه

- ‌حكم العمل في الإدارة العامة للأمن المركزي

- ‌الحكم على حديث: (عمار بيت المقدس خراب يثرب)

- ‌حكم الجمع بين الظهر والعصر والمغرب

- ‌حكم التحدث تلفونياً بين الرجل وخطيبته

- ‌المبرر للحملة الشعواء ضد كتاب هرمجدون

- ‌الحكم على حديث: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)

- ‌حكم المظاهرات الجماهيرية

الفصل: ‌إثبات علي بن أبي طالب للقدر

‌إثبات علي بن أبي طالب للقدر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد: فإن أفضل الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أما بعد: قال المصنف رحمه الله تعالى: [الباب العاشر: ما روي عن الصحابة رضي الله عنهم فيما جاء في كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام من التشنيع على المكذبين بالقدر].

وقد روينا فيه عن أبي بكر الصديق، وعن عمر رضي الله عنهما وغيرهما، وأما اليوم فنذكر الكلام الثابت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعن غيره من الصحابة والتابعين.

[قال يعلى بن مرة: إن أصحاب علي قالوا: إن هذا الرجل في حرب، وإلى جنب عدو، وإنا لا نأمن أن يغتال، فلو حرسه منا كل ليلة عشرة، قال: وكان علي إذا صلى العشاء لزق بالقبلة، فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم انصرف إلى أهله، فصلى ذات ليلة ثم انصرف، فأتى عليهم -يعني: ذهب إلى أصحابه الذين اجتمعوا- فقال: ما يجلسكم هذه الساعة؟ قالوا: جلسنا نتحدث، قال: لتخبرونني! فأخبروه -أي: أخبروه الخبر أنهم قد اتفقوا أن يحرسه في كل ليلة منهم عشرة؛ مخافة أن يغتال- فقال: من أهل السماء تحرسوني أو من أهل الأرض؟ قالوا: نحن أهون على الله من أن نحرسك من أهل السماء، بل نحن نحرسك من أهل الأرض.

قال: فلا تفعلوا، إنه إذا قضي أمر من السماء عمله أهل الأرض، وإن علي من الله جنة -أي: وقاية- حصينة إلى يومي هذا ثم تذهب، وإنه لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يستيقن غير ظان -أي: شاك- أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه].

وهذا ربما يشير ظاهره إلى عدم الأخذ بالأسباب، والنبي عليه الصلاة والسلام قد اتخذ لنفسه الحراس والخدم والعبيد والموالي، وغير ذلك، فإذا كان الاغتيال بقدر الله؛ فكذلك الحراسة من قدر الله عز وجل، ولكن الإمام علي رضي الله عنه أراد أن يعلمهم درساً عظيماً جداً في التوكل على الله تعالى، والإيمان بما قدره الله تعالى.

وقال -أي علي بن أبي طالب -: [ما آدمي إلا ومعه ملك يقيه ما لم يقدَّر عليه، فإن جاء القدر خلاه وإياه] أي: تركه حتى ينفذ فيه القدر.

[وعن أبي البحتري: أن علياً كان يقول: إياكم والاستنان بالرجال -أي: إياكم أن تستنوا بآراء الرجال، فإنما ذلك بالكتاب والسنة، من كان مستمسكاً فليستمسك بالكتاب والسنة- فإن كنتم مستنين لا محالة فعليكم بالأموات] أي: عليكم برأي من مات، فإن الحي يقول الرأي اليوم ويرجع عنه غداً، وإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أما الميت فقد نجا من الفتنة وانقطعت عنه بموته.

قال: [لأن الرجل قد يعمل الزمن من عمره بالعمل الذي لو مات عليه دخل الجنة، فإن كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل النار فمات؛ فدخل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن من عمره بعمل أهل النار، فإذا كان قبل موته بعام تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات؛ فدخل الجنة].

وهنا لا يلزم أن نذكر كل ما ورد في ترجمة الإمام، وفي كلامه عن القدر، بل نجتزئ بالبعض دون البعض الآخر.

[وعن علي بن أبي طالب أنه ذكر عنده القدر يوماً فأدخل أصبعيه في فيه السبابة والوسطى -أي: لما ذكر عنده القدر ذات يوم أدخل السبابة والوسطى في فمه وبلهما بريقه- فأخذ بهما من ريقه فرقم بها في ذراعيه -أي: طبع بهما على ذراعيه- ثم قال: أشهد أن هاتين الرقمتين كانتا في أم الكتاب].

يعني: أن كل شيء إلى قيام الساعة مكتوب عند الله تعالى في أم الكتاب، وفي اللوح المحفوظ.

[وعن عمر بن سلام عن إسحاق بن الحارث من بني هاشم وذكر عنده القدرية، فقال الهاشمي: أعظك بما وعظ به علي بن أبي طالب رضي الله عنه صاحباً له، فقال: إنه قد بلغني أنك تقول بقول أهل القدر، قال: إنما أقول: إني أقدر على أن أصلي وأصوم وأحج وأعتمر.

قال علي: أرأيت الذي تقدر عليه -أي: هذا الذي ذكرت من الصلاة والصيام والزكاة والحج- أشيء تملكه مع الله، أم شيء تملكه من دون الله؟ -يعني: هل تستطيع أن تعمل ذلك مع الله تعالى، أو بدون الله تعالى؟ - قال: فارتج الرجل، فقال علي رضي الله عنه: مالك لا تتكلم؟ أما لئن زعمت أن ذلك شيء تملكه مع الله عز وجل؛ فقد جعلت مع الله مالكاً وشريكاً، ولئن كان شيئاً تملكه من دون الله؛ لقد جعلت من دون الله مالكاً، قال الرجل: قد كان هذا من رأيي، وأنا أتوب إلى الله عز وجل منه توبة نصوحاً لا أرجع إليه أبداً].

يعني: هو في الحالين مشرك، ورأيه يوافق رأي المجوس.

[وعن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: أتى رجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: أخبرني عن القدر؟ فقال: طريق مظلم فلا تسلكه، قال: أخبرني عن القدر، قال: بحر عميق فلا تلجه، قال: أخبرني عن القدر، قال: س

ص: 3