المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محاسبة الرعية للولاة في عهد السلف - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٧

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ذكر ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من لزوم الجماعة والتحذير من الفرقة

- ‌باب ذكر ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من لزوم الجماعة والتحذير من الفرقة

- ‌حديث أبي هريرة: (ترك السنة الخروج من الجماعة)

- ‌حديث أبي هريرة: (من ترك الطاعة وفارق الجماعة)

- ‌الطرق الشرعية لنصب الإمام

- ‌محاسبة الرعية للولاة في عهد السلف

- ‌علة النهي عن الخروج على الإمام

- ‌التحذير من مفارقة الجماعة والخروج عن طاعة الإمام

- ‌حديث عمر: (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)

- ‌حديث عمر: (أكرموا أصحابي فإنهم خياركم)

- ‌حديث النعمان بن بشير (الجماعة رحمة والفرقة عذاب)

- ‌حديث: (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة)

- ‌حديث: (يد الله فوق الجماعة)

- ‌حديث (من فارق الجماعة شبراً)

- ‌حديث: (إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات)

- ‌حديث: (خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً)

- ‌حديث: (من عمل لله في جماعة فأصاب تقبل الله منه)

- ‌حكم الإمارة في السفر والإمارة في الحضر

- ‌معنى العمل لله في الجماعة

- ‌حديث النواس بن سمعان: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً)

- ‌حديث معاذ: (إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم)

- ‌قول مجاهد في معنى آية: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)

- ‌حديث ابن عمر: (من خلع يده من طاعة)

- ‌حديث عرفجة: (إنها ستكون هنات وهنات)

الفصل: ‌محاسبة الرعية للولاة في عهد السلف

‌محاسبة الرعية للولاة في عهد السلف

كان الواحد من سلفنا رضي الله عنهم إذا تولى ولاية يقوم آحاد الناس فيقول له: من أين لك هذا؟ وكيف لبست هذا الثوب؟ ومن أين لك المال الذي معك؟ وكان عامة الناس يحاسبون ولاتهم وأمراءهم وخلفاءهم على النقير والقطمير، وكانوا يعيشون في أمن وأمان؛ لأن الله تعالى هو الذي أمنهم، كما أنه هو الذي تولى تعيينهم برضا منه، وهو الذي بث في قلوب الخلق تبجيله واحترامه وتعظيمه، ولما قال عمر رضي الله عنه وهو يخطب الناس على المنبر: أيها الناس! اسمعوا وأطيعوا، قام أعرابي وقال: لا سمع لك ولا طاعة، قال: ولماذا؟ قال: من أين لك هذا الثوب الذي تلبسه؟ وكان عمر يوزع أثواباً قصاراً، أي: ما يكفي لتفصيل ثوب قصير، وكان عمر قد جمع إلى ثوبه -أي: إلى حظه من القماش- نصيب ولده عبد الله، فقال عمر: قم يا عبد الله! فبجل أباك، فقال: إني وهبت أبي حظي، فجعلهما ثوباً واحداً، فقال الأعرابي: الآن نسمع ونطيع.

ولو أن الأمة الآن بأسرها قالت لأحد ملوكها: من أين لك هذا؟ لما تورع هذا الحاكم عن إحراقها عن آخرها دون أن يعير هذا السؤال جواباً.

وهذه ولاية إجبار.

فالطاعة في ولاية الإجبار لا لأحقية الوالي من جهة الشرع، وإنما مخافة الفتن الناجمة التي تشق وحدة المسلمين.

فالطاعة في الحالين واجبة إلا فيما حرمه الله ورسوله، لكنها تختلف في أن الطاعة في الأولى طاعة بحب ورضا، وفي الثانية مخافة الاستبداد وإراقة الدماء.

ص: 6