المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المثال الثالث: حديث أن الخضر لا زال حيا - شرح كتاب نقد متون السنة للدميني - محمد حسن عبد الغفار - جـ ٤

[محمد حسن عبد الغفار]

فهرس الكتاب

- ‌ المقياس الثالث: النظر العقلي ومقاييس النقد عند الفقهاء

- ‌قاعدة عرض السنة على الكتاب وأمثلتها

- ‌حديث: (ولد الزنا شر الثلاثة)، وحديث: (لا يدخل الجنة ولد زنا)

- ‌حديث المطلقة ثلاثاً لها النفقة والسكنى

- ‌حديث الوضوء مما مسته النار

- ‌حديث الغسل من غسل الميت

- ‌أحاديث النهي عن استقبال واستدبار القبلة ببول أو غائط

- ‌حديث النهي عن الشرب قائماً

- ‌حديث النهي عن البول قائماً

- ‌حديث الوضوء مما مست النار

- ‌قاعدة ليس كل حديث صح سنده يصح متنه وأمثلتها

- ‌حديث زواج النبي صلى الله عليه وسلم من ميمونة وهو حلال

- ‌حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة

- ‌حديث افتتاح الصلاة بـ (الحمد لله رب العالمين)

- ‌بيان العلماء الذين اشتغلوا بنقد المتن والسند معاً

- ‌قاعدة عرض السنة على الكتاب وضوابطها وأمثلتها

- ‌المثال الأول: حديث: (ولد الزنا شر الثلاثة)

- ‌المثال الثاني: حديث: (استأذنت ربي أن أذهب إلى قبر أمي فأحياها الله)

- ‌المثال الثالث: حديث أن الخضر لا زال حياً

- ‌المثال الرابع: حديث: (من أكل مع مغفور)

- ‌المثال الخامس: حديث: (سب أصحابي ذنب لا يغتفر)

- ‌المثال السادس: حديث: (الإيمان كالجبال الرواسي لا يزول ولا ينقص)

الفصل: ‌المثال الثالث: حديث أن الخضر لا زال حيا

‌المثال الثالث: حديث أن الخضر لا زال حياً

المثل الثالث: الذي محصه المحدثون فعرضوه على الكتاب، فوجدوه قد خالف الكتاب من كل وجه فردوه وقالوا: هذا موضوع: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن الخضر يلقى إلياس كل يوم أو كل عام)، ففي الحديث دلالة على حياة الخضر، وقد تمسك بهذا الصوفية، وأن الخضر ما زال إلى الآن حياً، وقال به بعض أهل السنة والجماعة.

فهل فعلاً أن الخضر لا زال حياً أم لا؟ وهل قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185]، فيها دلالة على أن الخضر قد مات؟ ليس في الآية دلالة على أن الخضر قد مات، لأنه قد يموت بعد ذلك:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185] وعلى هذا فلا نرد هذا الحديث بل نقبله.

ومثلها قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:30] والدليل على أن الخضر قد مات قوله تعالى مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء:34] الآية، فالخضر داخل تحت هذه الآية؛ لأنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم، أي: لا بد أن يموت.

ومن أظهر الأدلة على أن الخضر قد مات قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران:81]، فيجب على الخضر إن كان حياً أن يبايع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يناصره، ولكن لم يحدث ذلك، فدل ذلك على موت الخضر.

إذاً: فهذا الحديث من كل وجه يخالف القرآن، فلا بد أن نرده ونقول: إن لم يكن موضوعاً فهو ضعيف لا يؤخذ به؛ لأنه خالف صريح الكتاب.

ص: 19