المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإيمان بالشفاعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [ويشفع نبينا صلى الله - شرح لمعة الاعتقاد - ناصر العقل - جـ ٥

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح لمعة الاعتقاد [6]

- ‌مسائل الإيمان

- ‌حقيقة الإيمان عند أهل السنة

- ‌ظهور الإرجاء

- ‌زيادة الإيمان ونقصه

- ‌أدلة دخول الأعمال في مسمى الإيمان

- ‌أدلة زيادة الإيمان

- ‌الاستثناء في الإيمان

- ‌مسائل السمعيات والأخبار

- ‌الإيمان بالأمور الغيبية

- ‌ضوابط في موقف المؤمن من الغيبيات

- ‌الإيمان بالإسراء والمعراج

- ‌الإيمان بقصة لطم موسى لملك الموت

- ‌أشراط الساعة

- ‌خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام

- ‌خروج يأجوج ومأجوج

- ‌خروج الدابة

- ‌طلوع الشمس من مغربها

- ‌النار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر

- ‌عذاب القبر ونعيمه

- ‌مواقف يوم القيامة

- ‌الحشر والحساب

- ‌نصب الموازين

- ‌حوض النبي صلى الله عليه وسلم والصراط

- ‌الإيمان بالشفاعة

- ‌الإيمان بالجنة والنار

- ‌الأسئلة

- ‌وجود الدجال وقبول التوبة بعد خروجه

- ‌معنى القول بأن الأعمال من لوازم الإيمان

- ‌حكم وعظ الناس بعد دفن الميت

- ‌معنى ورود يأجوج ومأجوج من كل حدب وصوب

- ‌حياة البرزخ للذين تقوم عليهم الساعة

- ‌أنواع الناس في أخذ الصحف في أرض المحشر

- ‌وصف الله تعالى بأنه كتب بيده

- ‌قرائن القول بأن الخسف يكون في منابع البترول

- ‌عذاب القبر لقوم فرعون

- ‌مصطلح السمعيات

- ‌رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حادثة المعراج

- ‌استخدام عبارة (تحقيقاً لا تعليقاً)

- ‌موت إسرافيل

- ‌من هم الذين يخرجون من النار

- ‌حكم الاستثناء في الإسلام

- ‌استثناء الشفاعة لأبي طالب من بين الكفار

- ‌الفرق بين العرض والحساب

- ‌سماع أهل القبور من يزورهم ويدعو لهم

الفصل: ‌ ‌الإيمان بالشفاعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [ويشفع نبينا صلى الله

‌الإيمان بالشفاعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعد ما احترقوا وصاروا فحماً وحمماً] بمعنى أنهم بعد أن يُعذّبوا زمناً حسب تقدير الله عز وجل ومشيئته يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم فيدخلوا الجنة.

ذكر الشفاعة وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته، وهذه قطعية متواترة، أنكرتها الخوارج والمعتزلة وكثير من الفرق التي سارت على نهج هاتين الفرقتين، ومنها على سبيل المثال طوائف الآن من المفكرين ومن العصرانيين، ومنها الإباضية، فإنها تُنكر الشفاعة لأهل الكبائر إلى يومنا هذا رغم تواترها في النصوص نسأل الله العافية من هذه الآراء الباطلة، وأن أهل الكبائر يدخلون الجنة بعد أن يُعذّبوا في النار ما شاء الله عز وجل أن يُعذّبوا، والشفاعة لأهل الكبائر شاملة لغير هذه الأمة أيضاً، فكل نبي يشفع لأهل الكبائر من أمته.

ثم قال: [ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات].

أي: شفاعات متعددة وليست شفاعة واحدة، بمعنى أن هناك أنواعاً من الشفاعات وأنواعاً من الشفعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم له شفاعات كثيرة منها المقام المحمود الذي ذكرته، وهو الشفاعة لأهل الموقف بأن يفصل الله بينهم، ثم شفاعته صلى الله عليه وسلم لطوائف من أهل الجنة تُغلق أمامهم أبوابها، فيشفع لهم بأن تُفتح لهم أبوابها، وشفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر، وقد ذكرتها، وشفاعته صلى الله عليه وسلم لأناس استحقوا النار عند الحساب ألا يدخلوها، وشفاعته صلى الله عليه وسلم لبعض أهل الجنة أن يزاد لهم من نعيمها ويرتقوا في درجاتهم، وشفاعته لعمه أبي طالب بأن يخفف عليه من عذاب النار.

وكذلك الأنبياء والملائكة لهم شفاعات في المؤمنين، بمعنى أن الشفاعة لا يمكن أن تشمل أهل النفاق والشك والكفار الخلّص، ولا تكون إلا للمؤمنين من أهل الكبائر أو من دونهم ممن يستحق شفاعة ما، ممن لم يكن من أهل الكبائر، أو دخل الجنة لكن قد يُشفع له في زيادة نعيم ونحو ذلك.

إذاً الشفاعة لا تكون إلا للمؤمنين، ولا تكون أيضاً إلا برضا الله عز وجل عن المشفوع له، وإذنه للشافع بأن يشفع.

الشافعون: هم الرسل والأنبياء والمؤمنون والملائكة.

وقد ورد أن للقرآن شفاعة لصاحبه بأن يرتقي في درجات الجنة حينما يقال له: اقرأ وارق، وورد أن القرآن يؤانس صاحبه في القبر، وورد أن القرآن له شفاعات الله أعلم بها.

وورد أن الصيام له شفاعة، وورد أن أطفال المسلمين الذين يموتون قبل سن البلوغ إذا احتسبهم والدوهم فإنهم يشفعون لهم، وهذا ثابت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 25