المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى آية آل عمران والوقف فيها - شرح لمعة الاعتقاد للمحمود - جـ ٢

[عبد الرحمن بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌شرح كتاب لمعة الاعتقاد [2]

- ‌حكم تأويل أسماء الله وصفاته وذكر أقسام التأويل

- ‌الرد على مذهب أهل التفويض

- ‌المحكم والمتشابه في كتاب الله عز وجل

- ‌معنى آية آل عمران والوقف فيها

- ‌المقصود بالمحكم والمتشابه في القرآن الكريم

- ‌زيغ وضلال أهل الأهواء والبدع بسبب التأويل الفاسد

- ‌معنى قول الإمام أحمد: (نؤمن بأحاديث الصفات ولا كيف ولا معنى)

- ‌أهل السنة لا يصفون الله بأكثر مما وصف به نفسه

- ‌وجوب إثبات أسماء الله وصفاته من غير تشبيه ولا تعطيل

- ‌أهل السنة لا يردون شيئاً من الأسماء والصفات لشناعة شنعت عليهم

- ‌معنى قول الشافعي: (آمنت بما جاء عن الله على مراد الله)

- ‌التعريف بالسلف والخلف

- ‌معنى اتفاق السلف وأئمة الخلف على الإقرار والإمرار

- ‌الأمر بالاهتداء بمنهج السلف والتحذير من المحدثات

- ‌شرح أثر ابن مسعود رضي الله عنه (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)

- ‌الأسئلة

- ‌صفة المجيء من الصفات الثابتة لله عز وجل

- ‌محادة المفوضة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المقصود بإحصاء أسماء الله عز وجل

الفصل: ‌معنى آية آل عمران والوقف فيها

‌معنى آية آل عمران والوقف فيها

وهذه الآية في سورة (آل عمران)، وهي قول الله سبحانه وتعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران:7] ، فالقرآن ورد أنه كله محكم، كما قال تعالى:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود:1]، أي: أنه كله متقن، وورد أنه كله متشابه، كما في قوله تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر:23] لأنه يشبه بعضه بعضاً في الإحكام والإتقان؛ ثم إنه تعالى في هذه الآية أخبر أن في القرآن آيات محكمات، وفيه آيات متشابهات، فبين الله تبارك وتعالى في هذه الآية أن أهل الزيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وإثارة الفتنة بين الناس لإغوائهم عن الحق.

وقوله: (وابتغاء تأويله)، أي: تأويل النصوص لتوافق ما عندهم.

ثم قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:7] ، والعلماء رحمهم الله لهم في الوقف هنا أقوال، والوقف هنا سواء كان على قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:7]، أو على قوله:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران:7]، مبني على معنى التأويل في الآية: فإذا قيل: إن معنى التأويل في الآية هو التفسير، أي: وما يعلم تفسيره إلا الله، فحينئذٍ يجوز الوقف، فيكون المعنى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ في العلم} [آل عمران:7] ؛ لأن الراسخين في العلم يعلمون تأويل وتفسير القرآن الكريم.

أما على المعنى الثاني المشهور عند السلف، وهو: أن التأويل حقيقة الشيء، فيكون الوقف واجب على قوله:(إلا الله)، ويكون معنى قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:7]، أي: وما يعلم حقيقة هذه الصفة، أو حقيقة ما أعد الله للمؤمنين في الآخرة، أو حقيقة ما أعد الله للكفار في النار إلا الله، ثم قال:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران:7] يسلمون ويقولون: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) .

ص: 5