المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضيلة لعثمان بن عفان رضي الله عنه - شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين

[ابن شاهين]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ فِي الْجَهْمِيَّةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ وَأَقْوَالِهِمْ

- ‌بَابٌ مُخْتَصَرٌ مِنْ مَعَانِي الْعُلَمَاءِ فَضْلُ مَنْ أَحْيَا السُّنَنَ

- ‌بَابُ الرَّجَاءِ لِلْعَبْدِ فِيمَا بَلَغَهُ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ تَفَرُّدِ كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْعَشَرَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِفَضِيلَةٍ لَمْ يَشْرَكْهُ غَيْرُهُ فِيهَا

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَضِيلَةٌ أُخْرَى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌فَضِيلَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌مَا تَفَرَّدَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنَ الْفَضْلِ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَهُمَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّالِثَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الرَّابِعَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الْخَامِسَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ السَّادِسَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ السَّابِعَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّامِنَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ التَّاسِعَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الْعَاشِرَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ

- ‌فَضِيلَةٌ لِلْأَرْبَعَةِ لَمْ يُشَارِكْهُمْ فِيهَا أَحَدُ

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهِ أَحَدُ

- ‌فَضِيلَةٌ ثَانِيَةٌ تَفَرَّدَ بِهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهِ أَحَدُ

- ‌فَضِيلَةٌ ثَانِيَةٌ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

- ‌فَضِيلَةٌ ثَالِثَةٌ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ

- ‌فَضِيلَةٌ ثَانِيَةٌ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا سَعْدٌ

- ‌فَضِيلَةٌ ثَالِثَةٌ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا سَعْدٌ

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

- ‌فَضِيلَةٌ ثَانِيَةٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا

- ‌فَضِيلَةٌ ثَالِثَةٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ

- ‌ذِكْرُ مَا تَفَرَّدَ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام

- ‌فَضِيلَةٌ ثَانِيَةٌ لِلْحَسَنِ تَفَرَّدَ بِهَا

- ‌فَضِيلَةُ ثَالِثَةٌ لِلْحَسَنِ تَفَرَّدَ بِهَا

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةُ لِلْحُسَيْنِ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ جَمِيعًا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةُ لَهُمَا مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّالِثَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الرَّابِعَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الْخَامِسَةُ مِمَّا تَفَرَّدَا بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ السَّادِسَةُ

- ‌مَا تَفَرَّدَتْ بِهِ فَاطِمَةُ

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّا تَفَرَّدَتْ بِهِ

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّالِثَةُ

- ‌مَا تَفَرَّدَ بِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنَ الْفَضْلِ

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةُ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا الْعَبَّاسُ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّالِثَةُ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا الْعَبَّاسُ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ

- ‌الْفَضِيلَةُ الرَّابِعَةُ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا الْعَبَّاسُ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ

- ‌الْفَضِيلَةُ الْخَامِسَةُ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهَا الْعَبَّاسُ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ

- ‌ذِكْرُ مَا تَفَرَّدَتْ بِهَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَعَلَى أَبِيهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الْأُولَى لِعَائِشَةَ مِمَّا تَفَرَّدَتْ بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّانِيَةُ لِعَائِشَةَ مِمَّا تَفَرَّدَتْ بِهَا

- ‌الْفَضِيلَةُ الثَّالِثَةُ لِعَائِشَةَ مِمَّا تَفَرَّدَتْ بِهَا

- ‌بَابٌ مِنَ التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ

- ‌مَسْأَلَةُ الِاعْتِقَادِ لِعُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ شَاهِينَ، رضي الله عنه، وَنَفَعَهُ بِمَا كَانَ يَعْتَقِدُهُ مِنَ السُّنَّةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْكَنَ الْإِيمَانَ قُلُوبَنَا، وَأَنَارَ بِالْإِسْلَامِ فُهُومَنَا، وَبَصَّرَنَا مَعَالِمَ دِينِنَا، فَهُوَ الْمَالِكُ لَنَا وَلِنُفُوسِنَا، أَمْلَكَ مِنَّا لَهَا

الفصل: ‌فضيلة لعثمان بن عفان رضي الله عنه

‌فَضِيلَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

ص: 135

98 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عُمَرَ هُوَ ابْنُ صُبْحٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ

⦗ص: 136⦘

مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:" مَكَثَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ مَا طَعِمُوا شَيْئًا، حَتَّى تَضَاغَوْا صِبْيَانُهُمْ. فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، هَلْ أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا» ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ إِنْ لَمْ يَأْتِنَا اللَّهُ بِهِ عَلَى يَدِكَ؟ فَتَوَضَّأَ وَخَرَجَ مُسْتَحِثًّا، يُصَلِّي هَاهُنَا مَرَّةً وَهَاهُنَا مَرَّةً يَدْعُو. قَالَتْ: فَأَتَانَا عُثْمَانُ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَاسْتَأْذَنَ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَحْجُبَهُ، ثُمَّ قُلْتُ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ مَكَاثِيرِ الْمُسْلِمِينَ، لَعَلَّ اللَّهَ إِنَّمَا سَاقَهُ إِلَيْنَا؛ لِيُجْرِيَ لَنَا عَلَى يَدَيْهِ خَيْرًا، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ، أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: يَا بُنَيَّ، مَا أُطْعِمَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ شَيْئًا. فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَغَيِّرًا ضَامِرَ الْبَطْنِ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ لَهَا، وَبِمَا رَدَّتْ عَلَيْهِ، فَبَكَى عُثْمَانُ، ثُمَّ قَالَ: مَقْتًا لِلدُّنْيَا. ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كُنْتِ بِحَقِيقَةٍ أَنْ يَنْزِلَ بِكِ مِثْلُ هَذَا، ثُمَّ لَا تَذْكُرِيهِ لِي، وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَلِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، وَنَظَائِرِنَا مِنْ مَكَاثِيرِ الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ خَرَجَ، فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِأَحْمَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ، وَأَحْمَالٍ مِنَ الْحِنْطَةِ، وَأَحْمَالٍ مِنَ التَّمْرِ، وَبِمَسْلُوخٍ، وَبِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ فِي صُرَّةٍ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا يُبْطِئُ عَلَيْكُمْ. فَأَتَى بِخُبْزٍ وَشِوَاءٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ: كُلُوا أَنْتُمْ هَذَا، وَاصْنَعُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَجِيءَ. ثُمَّ أَقْسَمَ عَلَيَّ أَنْ لَا يَكُونَ مِثْلَ هَذَا إِلَّا أَعْلَمْتُهُ إِيَّاهُ. قَالَتْ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، هَلْ أَصَبْتُمْ شَيْئًا بَعْدِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ إِنَّمَا خَرَجْتَ تَدْعُو اللَّهَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَرُدَّكَ عَنْ سُؤَالِكَ. قَالَ:«فَمَا أَصَبْتُمْ» ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا حِمْلَ بَعِيرٍ دَقِيقًا، وَكَذَا وَكَذَا حِمْلَ بَعِيرٍ حِنْطَةً، وَكَذَا وَكَذَا حِمْلَ بَعِيرٍ تَمْرًا، وَثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ فِي صُرَّةٍ، وَخُبْزٌ، وَشِوَاءٌ كَثِيرٌ. فَقَالَ:«مِمَّنْ» ؟ فَقُلْتُ: مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، دَخَلَ عَلَيَّ، فَأَخْبَرْتُهُ،؛ فَبَكَى، وَذَكَرَ الدُّنْيَا بِمَقْتٍ

⦗ص: 137⦘

، وَأَقْسَمَ عَلَيَّ أَنْ لَا يَكُونَ فِينَا مِثْلُ هَذَا إِلَّا أَعْلَمْتُهُ. قَالَتْ: فَمَا جَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ:«اللَّهُمَّ، إِنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْ عُثْمَانَ، فَارْضَ عَنْهُ» ثَلَاثًا تَفَرَّدَ عُثْمَانُ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ، لَمْ يَشْرَكْهُ فِي هَذِهِ الْمَكْرُمَةِ أَحَدٌ

ص: 135