المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أعياد وأعياد للأستاذ الشاعر خير الدين وانلي رحمه الله   مِنْ أينَ جاؤوا بعيدِ - شم النسيم هل نحتفل

[شحاتة صقر]

الفصل: ‌ ‌أعياد وأعياد للأستاذ الشاعر خير الدين وانلي رحمه الله   مِنْ أينَ جاؤوا بعيدِ

‌أعياد وأعياد

للأستاذ الشاعر

خير الدين وانلي رحمه الله

مِنْ أينَ جاؤوا بعيدِ الأمِّ واخترعوا

عيدَ المعلِّمِ أو عيدَ الشجيراتِ

حتى النسيمُ له عيد الفَسيخِ

وللعمالِ عيدٌ وعيدٌ للرياضاتِ

في كلِّ يومٍ لهمْ عيد ومحتَفَلٌ

يُضيِّعون به بعضَ السُّويعاتِ

هذي التقاليدُ جاءتْ من كنائِسهم

ومن صوامعِ قديسٍ وبِيعاتِ (1)

(1) الصوامع: جمع صومعة، وهي موضع عبادة الرهبان من النصارى، قيل هو بناء صغير على شكل دائرة.

البِيعَةُ بالكَسْرِ: مَعْبَدُ النَّصَارَى، وقِيلَ كَنِيسَةُ اليَهُودِ، والجمع: بِيَعٌ.

ص: 60

والناسُ أسرى تقاليدٍ وما علموا

أنَّ التقاليدَ قد تأتي بويلاتِ

وشأنُ من غُلبوا تقليدُ غالِبهم

في مأكلٍ أو لباسٍ أو بعاداتِ

وقد بُلِينا بمنْ في أرضِنا حكموا

واستعمروا الشعبَ في كلِّ المجالاتِ

وصارَ تقليدهم فرضًا على أُممٍ

مغلوبةٍ نسيتْ أزهى الحضاراتِ

للمسلمين مدارَ العامِ عيدانِ

فطرٌ وأضحى فأكرمْ بالعباداتِ

يُعيّدون إذا أدَّوا فَرائضَهم

فعيدُهم فرحةٌ منهم بطاعاتِ

ما العيدُ عندَهمُ رقصٌ وفاحشةٌ

أو اختلاطُ سُكارى بالمميلاتِ

لكنه نظرةٌ للجارِ حانيةٌ

وللقريبِ وأصحابِ المصيباتِ

ص: 61

العيدُ أن تَنصرَ المظلومَ تُنقذَه

مِنْ ظلمِ طاغيةٍ مستعبِدٍ عاتِ

العيدُ تجديدُ وَصْلٍ في ذوي رحمٍ

فوصْلُها أمرُ رحمانِ السماواتِ

العيدُ عونٌ لأهلِ البؤسِ يَنْشلُهم

منْ بؤسهِم وهو تَخفيف لويلاتِ

العيدُ إدخالُ أفراحٍ على أُسرٍ

محزونةٍ هدّها ثِقْلُ الملماتِ

العيدُ تفريحُ أطفالٍ وتوسعةً

على ذوي العسْرِ أو أهلِ القرباتِ

ما العيدُ تعطيلُ أعمالٍ وتسليةُ

فاللهوُ عارٌ لدى أهلِ المروءاتِ

إنْ أدَّ كلُّ امريءٍ في الأرضِ واجبَه

يَعِشْ بِعيدٍ ويَسْعَدْ في الغَدِ الآتي

ص: 62