الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي الْمَأْثُور عَنهُ صلى الله عليه وسلم
10 -
وَشرع صلى الله عليه وسلم للعاطس أَن يَقُول مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله على كل حَال وَليقل أَخُوهُ أَو صَاحبه يَرْحَمك الله وَيَقُول هُوَ يهديكم الله وَيصْلح بالكم
11 -
وَفِي جَامع التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عمر أَن رجلا عطس إِلَى جنبه فَقَالَ الْحَمد لله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله فَقَالَ ابْن عمر وَأَنا أَقُول الْحَمد لله وَالسَّلَام على رَسُول الله وَلَيْسَ هَكَذَا علمنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن نقُول الْحَمد لله على كل حَال
12 -
وَكَذَلِكَ شرع لأمته عِنْد ركُوب الدَّابَّة مَا رَوَاهُ أهل السّنَن بِالْإِسْنَادِ الصَّحِيح عَن عَليّ بن ربيعَة قَالَ شهِدت عَليّ بن أبي طَالب أُتِي بِدَابَّة ليرْكبَهَا فَلَمَّا وضع رجله فِي الركاب قَالَ بِسم الله فَلَمَّا اسْتَوَى على ظهرهَا قَالَ الْحَمد لله الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون ثمَّ قَالَ الْحَمد لله ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ الله أكبر ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت ثمَّ ضحك فَقَالَ فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من أَي شَيْء ضحِكت قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فعل كَمَا فعلت ثمَّ ضحك فَقلت يَا رَسُول الله من أَي شَيْء ضحِكت قَالَ إِن رَبك سُبْحَانَهُ يعجب من عَبده إِذا قَالَ اغْفِر لي ذُنُوبِي يعلم أَنه لَا يغْفر الذُّنُوب غَيْرِي
13 -
وروى ابْن مَاجَه فِي سنَنه عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا رأى مَا يُحِبهُ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات وَإِذا رأى مَا يكره قَالَ الْحَمد الله على كل حَال قَالَ الْحَاكِم هَذَا حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد فِي صَحِيح مُسلم عَن عَليّ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا رفع رَأسه قَالَ سمع الله لمن حَمده رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وملء الأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد
14 -
وَفِيه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وملء الأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد أهل الثَّنَاء وَالْمجد أَحَق مَا قَالَ العَبْد كلنا لَك عبد اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد
15 -
وروى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن رِفَاعَة بن رَافع الزرقي قَالَ كُنَّا نصلي وَرَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ سمع الله لمن حَمده قَالَ رجل وَرَاءه رَبنَا لَك الْحَمد حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرف قَالَ من الْمُتَكَلّم قَالَ أَنا قَالَ
قد رَأَيْت بضعَة وَثَلَاثِينَ ملكا يبتدرونها أَيهمْ يَكْتُبهَا أول
16 -
وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل يُصَلِّي يَقُول اللَّهُمَّ لَك الْحَمد أَنْت نور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ وَلَك الْحَمد أَنْت قيوم السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ وَلَك الْحَمد أَنْت الْحق وَوَعدك حق ولقاؤك حق وَالْجنَّة حق وَالنَّار حق والنبيون حق الحَدِيث
17 -
وَفِي صَحِيح مُسلم عَن عبد الله بن عمر قَالَ بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ رجل الله أكبر كَبِيرا وَالْحَمْد لله كثيرا وَسُبْحَان الله بكرَة وَأَصِيلا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من الْقَائِل كَذَا وَكَذَا فَقَالَ رجل من الْقَوْم أَنا قلتهَا يَا رَسُول الله قَالَ عجبت لَهَا فتحت لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء
قَالَ ابْن عمر فَمَا تركتهن مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقولهن
18 -
وَفِي السّنَن عَن رِفَاعَة بن رَافع قَالَ صليت خلف النَّبِي صلى الله عليه وسلم فعطست فَقلت الْحَمد لله حمدا كثير طيبا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم انْصَرف فَقَالَ من الْمُتَكَلّم فِي الصَّلَاة فَلم يجبهُ أحد ثمَّ قَالَهَا الثَّانِيَة من الْمُتَكَلّم فِي الصَّلَاة فَقَالَ رِفَاعَة بن رَافع أَنا يَا رَسُول الله قَالَ كَيفَ قلت قَالَ قلت الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى فَقَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد ابتدرها بضعَة وَثَلَاثُونَ ملكا أَيهمْ يصعدها قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن
19 -
وَفِي سنَن أبي دَاوُد عَن عَامر بن ربيعَة قَالَ عطس شَاب من الْأَنْصَار خلف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاة فَقَالَ الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ حَتَّى يرضى رَبنَا وَبعد مَا يرضى من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من الْقَائِل الْكَلِمَة فَسكت الشَّاب ثمَّ قَالَ من الْقَائِل الْكَلِمَة فَإِنَّهُ
لم يقل باسا فَقَالَ يَا رَسُول الله أَنا قلتهَا لم أرد بهَا إِلَّا خيرا فَقَالَ مَا تناهت دون عرش الرَّحْمَن جلّ ذكره
20 -
وَفِي مُسْند الإِمَام أَحْمد عَن وَائِل بن حجر قَالَ صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رجل الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من الْقَائِل قَالَ الرجل أَنا يَا رَسُول الله وَمَا أردْت إِلَّا الْخَيْر فَقَالَ لقد فتحت لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء فَلم ينهنها شَيْء دون الْعَرْش
21 -
وَثَبت عَنهُ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّحِيح أَنه كَانَ يَقُول فِي اعتداله بعد الرُّكُوع فِي صَلَاة اللَّيْل لرَبي الْحَمد لرَبي الْحَمد وَكَانَ قيَاما طَويلا
وَشرع لأمته فِي هَذَا الْموضع وَفِي غَيره أفضل الْحَمد وأكمله فَلَو كَانَ قَول الْقَائِل الْحَمد لله حمدا يوافي نعمه ويكا فِي مزيده أفضل الْحَمد لَكَانَ أولى الْمَوَاضِع بِهِ هَذَا الْموضع وَمَا أشبهه فيا سُبْحَانَ الله لَا يَأْتِي عَنهُ هَذَا الْحَمد الْأَكْمَل الْأَفْضَل الْجَامِع فِي مَوضِع وَاحِد الْبَتَّةَ لَا قولا وَلَا تَعْلِيما وَلَا يَقُوله أحد من الصَّحَابَة وَلَا يعرف عَنْهُم فِي خطْبَة وَلَا تشهد حَاجَة وَلَا عقيب الطَّعَام وَالشرَاب وَإِنَّمَا الَّذِي جَاءَ عَنْهُم حمد هُوَ دونه فِي الْفَضِيلَة والكمال هَذَا من الْمحَال
22 -
وَكَذَلِكَ حمد الْمَلَائِكَة لَهُ سُبْحَانَهُ كَمَا فِي صَحِيح مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أُتِي لَيْلَة أسرِي بِهِ بقدح من خمر وقدح من لبن فَقَالَ جِبْرِيل فَنظر إِلَيْهِمَا فَأخذ اللَّبن فَقَالَ جِبْرِيل عليه السلام الْحَمد لله الَّذِي هداك للفطرة لَو أخذت الْخمر غوت أمتك
23 -
وَكَذَلِكَ حمد الصَّحَابَة لَهُ سُبْحَانَهُ كَمَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ أَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه لما طعن أرسل ابْنه عبد الله إِلَى عَائِشَة رضي الله عنها يستأذنها أَن يدْفن مَعَ صَاحِبيهِ فَلَمَّا أقبل عبد الله قَالَ عمر مَا لديك قَالَ الَّذِي يحب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَذِنت قَالَ الْحَمد لله مَا كَانَ شَيْء أهم إِلَيّ من ذَلِك
24 -
وروى ابْن مَاجَه فِي سنَنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا خرج من الخلا قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أذهب عني الْأَذَى وعافاني
25 -
وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا خرج قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أذاقني لذته وَدفع عني أَذَاهُ
26 -
وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا استجد ثوبا سَمَّاهُ باسمه عِمَامَة أَو قَمِيصًا أَو رِدَاء ثمَّ يَقُول اللَّهُمَّ لَك الْحَمد أَنْت كسوتنيه أَسأَلك خَيره وَخير مَا صنع لَهُ وَأَعُوذ بك من شَره وَشر مَا صنع لَهُ
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَإِسْنَاده صَحِيح قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن
27 -
وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن عمر رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من لبس ثوبا جَدِيدا فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي كساني مَا أواري بِهِ عورتي وأتجمل بِهِ فِي حَياتِي ثمَّ مُحَمَّد إِلَى الثَّوْب الَّذِي
أخلق فَتصدق بِهِ كَانَ فِي حفظ الله وَفِي كنف الله وَفِي سَبِيل الله حَيا وَمَيتًا
28 -
وَفِي مُسْند الإِمَام أَحْمد من حَدِيث معَاذ بن أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من أكل طَعَاما فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أَطْعمنِي هَذَا ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمن لبس ثوبا فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي كساني هَذَا ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه
29 -
وَفِي جَامع التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ رضي الله عنه قَالَ كَانَ أَكثر دُعَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم عَرَفَة فِي المواقف اللَّهُمَّ لَك الْحَمد كَالَّذي نقُول وَخير مِمَّا نقُول اللَّهُمَّ لَك صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي وَإِلَيْك مَالِي وَلَك رب تراثي اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر ووسوسة الصَّدْر وشتات الْأَمر اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا تَجِيء بِهِ الرّيح
30 -
وَفِي أثر آخر مَعْرُوف اللَّهُمَّ لَك الْحَمد كُله وَلَك الْملك كُله وبيدك الْخَيْر كُله وَإِلَيْك يرجع الْأَمر كُله عَلَانِيَته وسره وَأَنت أهل الْحَمد
وَهَذَا من أجمع الْحَمد وَأحسنه
وَقد علم النَّبِي صلى الله عليه وسلم أمته الْحَمد الْمُفْرد والمضاعف فَلم يعلمهُمْ فِي شَيْء مِنْهُ هَذَا الْحَمد الْمَسْئُول عَنهُ
31 -
وَفِي صَحِيح مُسلم عَن سعد بن أبي وَقاص رضي الله عنه قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عَلمنِي
كلَاما أقوله قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ الله أكبر كَبِيرا وَالْحَمْد لله كثيرا وَسُبْحَان الله رب الْعَالمين لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم قَالَ هَؤُلَاءِ لرَبي فَمَا لي قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني واهدني وارزقني
32 -
وَفِي السّنَن عَن سعد بن أبي وَقاص أَنه دخل مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم على امْرَأَة بَين يَديهَا نوى أَو حَصى تسبح بِهِ فَقَالَ أخْبرك بِمَا هُوَ أيسر عَلَيْك من هَذَا وَأفضل سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق فِي السَّمَاء سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق فِي الأَرْض وَسُبْحَان الله عدد مَا بَين ذَلِك وَسُبْحَان الله عدد مَا هُوَ خَالق وَالله أكبر مثل ذَلِك وَالْحَمْد لله مثل ذَلِك وَلَا إِلَه إِلَّا الله مثل ذَلِك وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه مثل ذَلِك
فَلَو كَانَ الْحَمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده أفضل من هَذَا لعلمه إِيَّاهَا
33 -
وَفِي صَحِيح مُسلم عَن سَمُرَة بن جُنْدُب رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أحب الْكَلَام إِلَى الله أَربع سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا يضر بأيهن بدأت
وَلَو كَانَ الْحَمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده أفضل من هَذَا لَكَانَ أحب إِلَى الله مِنْهُ
34 -
وَفِي صَحِيح مُسلم أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لِأَن أَقُول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر أحب إِلَيّ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس
35 -
وروى إِسْرَائِيل عَن أبي سِنَان عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة قَالَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله اصْطفى من الْكَلَام سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر
فَإِذا قَالَ العَبْد سُبْحَانَ الله كتب لَهُ عشْرين حَسَنَة أَو حط عَنهُ عشْرين سَيِّئَة فَإِذا قَالَ الله أكبر فَمثل ذَلِك فَإِذا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَمثل ذَلِك وَإِذا قَالَ الْحَمد رب الْعَالمين من قبل نَفسه كتبت لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَة وَحط عَنهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَة
36 -
وَفِي صَحِيح مُسلم عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه كَانَ يَقُول الطّهُور شطر الْإِيمَان وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان وَسُبْحَان الله وَالْحَمْد لله تملآن أَو تملأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَالصَّلَاة نور وَالصَّدَََقَة برهَان وَالصَّبْر ضِيَاء وَالْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك كل النَّاس يَغْدُو فبائع نَفسه فموبقها أَو مبتاعها فمعتقها
37 -
وَقد روى ابْن ماجة وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث طَلْحَة بن خرَاش بن عمر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول أفضل الذّكر لَا إِلَه إِلَّا الله وَأفضل الدُّعَاء الْحَمد لله
وَسُئِلَ ابْن عَيْنِيَّة عَن هَذَا الحَدِيث فَقيل لَهُ كَأَن الْحَمد لله دُعَاء فَقَالَ أما سَمِعت قَول أُميَّة ابْن أبي الصَّلْت لعبد الله بن جدعَان يَرْجُو نائلة
أأذكر حَاجَتي أم قد كفاني
…
حباؤك إِن شيمتك الْحيَاء
إِذا أثني عَلَيْك الْمَرْء يَوْمًا
…
كَفاهُ من تعرضه الثَّنَاء
كريم لَا يُغَيِّرهُ صباح
…
عَن الْخلق الْجَمِيل وَلَا مسَاء
فَهَذَا مَخْلُوق اكْتفى من مَخْلُوق بالثناء عَلَيْهِ فَكيف بالخالق سُبْحَانَهُ قلت الدُّعَاء يُرَاد بِهِ دُعَاء الْمَسْأَلَة وَدُعَاء الْعِبَادَة والمثني على ربه بِحَمْدِهِ وَالْآيَة دَاع لَهُ بالاعتبارين فَإِنَّهُ طَالب مِنْهُ طَالب لَهُ فَهُوَ الدَّاعِي حَقِيقَة قَالَ تَعَالَى {هُوَ الْحَيّ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فَادعوهُ مُخلصين لَهُ الدّين الْحَمد لله رب الْعَالمين}
38 -
وروى ابْن مَاجَه فِي سنَنه من حَدِيث عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَدثهمْ أَن عبدا من عباد الله قَالَ يَا رب لَك الْحَمد كَمَا يَنْبَغِي لجلال وَجهك ولعظيم سلطانك فعظمت بالملكين فَلم يدريا كَيفَ يكتبانها فصعدا إِلَى السَّمَاء فَقَالَ يارب إِن عَبدك قَالَ مقَالَة لَا ندية كَيفَ نكتبها قَالَ الله عز وجل وَهُوَ أعلم بِمَا قَالَ عَبده
مَاذَا قَالَ عَبدِي قَالَا يارب إِنَّه قَالَ يَا رب لَك الْحَمد كَمَا يَنْبَغِي لجلال وَجهك وعظيم سلطانك فَقَالَ الله عز وجل اكتباها كَمَا قَالَ عَبدِي حَتَّى يلقاني فأجزيه بهَا
39 -
وَفِي سنَن ابْن مَاجَه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن ثَابت عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول الْحَمد الله على كل حَال أعوذ بِاللَّه من حَال أهل النَّار
40 -
وَفِي مُسْند ابْن أبي شيبَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر بِهِ وَهُوَ يغْرس فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَة مَا الَّذِي تغرس قلت غراسا قَالَ أَلا أدلك على غراس خير من هَذَا سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد الله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر تغرس بِكُل وَاحِدَة شَجَرَة فِي الْجنَّة
41 -
وَفِي سنَن ابْن مَاجَه عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ لي رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْك بسبحان الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر فَإِنَّهَا يَعْنِي تحط الْخَطَايَا كَمَا تحط الشَّجَرَة وَرقهَا
42 -
وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لقِيت إِبْرَاهِيم لَيْلَة أسرِي بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّد أقريء أمتك السَّلَام وَأخْبرهمْ أَن الْجنَّة طيبَة التربة عذبة المَاء وَأَنَّهَا قيعان وَأَن غراسها سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن
وَالَّذِي حفظ من تحميد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي المجامع الْعِظَام كخطبة الْجُمُعَة وَالْخطْبَة فِي الْحَج عِنْد الْجَمْرَة وخطبة الْحَاجة الْحَمد لله نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا من يهده الله فَلَا مضل لَهُ وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وفيهَا كلهَا أشبه بِلَفْظ الْإِفْرَاد ونستعينه بِلَفْظ الْجمع ونحمده وَنَسْتَغْفِرهُ بِلَفْظ الْجمع
فَقَالَ شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية قدس الله روحه لما كَانَ العَبْد قد يسْتَغْفر لَهُ ويستعين لَهُ وَلغيره حسن لفظ الْجمع فِي ذَلِك وَأما الشَّهَادَة لله بالوحدانية وَلِرَسُولِهِ بالرسالة فَلَا يَفْعَلهَا أحد عَن غَيره وَلَا تقبل الشَّهَادَة بِوَجْه من الْوُجُوه وَلَا تتَعَلَّق شَهَادَة الْإِنْسَان بِشَهَادَة غَيره المتشهد لَا يتَشَهَّد إِلَّا عَن نَفسه
هَذَا معنى كَلَامه
فَهَذِهِ جمل مواقع الْحَمد فِي كَلَام الله وَرَسُوله وَأَصْحَابه وَالْمَلَائِكَة قد جليت عَلَيْك عرائسها وجلبت عَلَيْك نفائسها فَلَو كَانَ الحَدِيث الْمَسْئُول عَنهُ أفضلهَا وأكملها وأجمعها كَمَا ظَنّه الظَّان لَكَانَ وَاسِطَة عقدهَا فِي النظام
الظَّان لَكَانَ وَاسِطَة عقدهَا فِي النظام وأكثرها اسْتِعْمَالا فِي حمد ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام
فَالْحَمْد لله بمحامده الَّتِي حمد بهَا نَفسه وحمده بهَا الَّذين اصْطفى حمدا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وَآله وَصَحبه وَسلم
إنتهت من تَحْقِيق الرسَالَة وَالتَّعْلِيق عَلَيْهَا وَتَخْرِيج أحاديثها بِحَمْد الله وَأَسْتَغْفِر الله من الْخَطَأ والزلل وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد الْمُوَافق للخامس من شهر صفر لعام أَرْبَعَة عشر وَأَرْبع مائَة وَألف لِلْهِجْرَةِ
وَكتب مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز السعران