الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشكره على أن منّ عليّ بإتمام العمل في القسم الأول من هذا الكتاب القيم، وقد بذلت في تحقيقه جهداً أرجو أن يكون وافياً بالمطلوب.
وفي نهاية المطاف أود أن أسجل أهم النتائج:
1 -
أبرز هذا البحث عالماً من علماء السنة المطهرة خدمها بلسانه وقلمه وطالع كثيراً من كتبها، وقد كان مغموراً لا يكاد يعرف.
2 -
أوضح هذا البحث لطلاب العلم ما اشتمل عليه كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري رحمه الله من أوهام وأخطاء متنوعة.
وقد سبق في الدراسة المفصلة عن الكتاب إيضاح أهم الأوهام التي وقعت في كتاب الترغيب والترهيب وتتبعها المؤلف مع ضرب أمثلة كثيرة، ولا مانع هنا من الإشارة إليها بصورة مجملة.
أ- التقصير في التخريج، وذلك بأن يكون الحديث في الصحيحين أو أحدهما فيعزوه إلى بعض أصحاب السنن أو غيرهم من الأئمة المشهورين دونهما، أو يكون الحديث عند أصحاب السنن أو غيرهم من الأئمة المشهورين فيعزوه إلى من هو دونهم شهرة وطبقة وتحرياً.
ب- الخطأ المحض في التخريج، وذلك بأن يعزو المنذري
-رحمه الله الحديث إلى بعض المصادر، ويكون ذلك خطأً محضاً.
ج -عزو الحديث لصحابي، وهو لغيره.
د- إيراد الحديث من مصدر أدنى مقتصراً عليه مع وجوده في مصدر أعلى من طريق صحابي آخر.
هـ- التساهل في تقوية الأسانيد الضعيفة.
و- التصحيفات والأخطاء في متون الأحاديث.
ز- الأوهام في ضبط الألفاظ والأسماء، وتفسير المواد.
ح- الإخلال بترك إيراد أحاديث في أصول شرط المنذري في مقدمته استيعاب جميع ما فيها مما يدخل تحت موضوع كتابه.
تلك أبرز الأوهام التي وقعت في كتاب الترغيب والترهيب وتتبعها المؤلف، وهناك أوهام أخرى من أنواع متفرقة.
3 -
قدم هذا الكتاب خدمة لكتاب الترغيب والترهيب من جانب آخبر غير تتبع الأوهام، وقد تمثلت هذه الخدمة في ضبط ما أشكل في الكتاب من كلمات وأماكن وأعلام، وفي شرح ما أشكل من مفردات وعبارات مما لم يتعرض المنذري لبيانه وإيضاحه، وتوسع المؤلف في بعض المواضع فزاد في تخريج بعض الأحاديث وبيان طرقها.
4 -
عُني المؤلف في هذا الكتاب بالإشارة إلى أوهام وقعت لأئمة كبار كالحاكم والقاضي عياض والنووي وغيرهم.
5 -
هذا الكتاب أنموذج لما كان عليه علماؤنا رحمهم الله من استدراك بعضهم على بعض في أدب جم وروح علمية عالية.
6 -
تبين لي من خلال الدراسة الموجزة لكتاب الترغيب
والترهيب أن هناك جانباً هاماً، لم يلتفت إليه المؤلف إلا نادراً، وهو تتبع الحافظ المنذري في ما وقع له من تساهل وأوهام في تقوية الأسانيد الضعيفة، أو توثيق رجالها، وما حصل له من تناقض في تطبيق اصطلاحه الذي قرره في مقدمته، فرغم أهمية هذا الجانب إلا أن المؤلف لم يوله العناية المطلوبة، على حين أنه أكثر من ضبط الألفاظ، ومن الاستطرادات المتنوعة، فلو أنه صرف هذا الجهد فيما سبق لكان أولى.
7 -
هناك أشياء استدركها المؤلف على الحافظ المنذري، ويعتبر استدراكها من قبيل الوهم -حسب ما ظهر لي- وقد ذكرت أمثلة على ذلك في الدراسة العامة عن الكتاب.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * *
انتهى بحمد الله وحسن توفيقه الجزء الثاني من القسم الأول من كتاب عجالة الإملاء المتيسرة من التذنيب ويليه الجزء الأول من القسم الثاني