المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ كتاب الحدود - عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب - ط المعارف - ناقصة - جـ ٥

[برهان الدين الناجي]

الفصل: ‌ كتاب الحدود

عن أبي سعيد قوله.

قال: وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان عن أبي سلمة عن أبي أيوب، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

انتهى ما أورده البخاري من التعليق والمتابعات، وأشار إلى ترجيح طريق أبي سعيد الأولى فساقها موصولة، ثم أورد البقية بصيغ التعليق، إشارة إلى أن الخلاف المذكور لا يقدح في صحة الحديث.

وإنما سقت كلام البخاري برمته لئلا يتوهم خلاف ذلك تقليداً لهذا الكتاب، مع أنه ليس موضوعاً للتعليقات والمتابعات، ونحوها. وغالبه كما ترى، وبالله المستعان.

546 -

قوله أول‌

‌ كتاب الحدود

، في الترغيب في الأمر بالمعروف

إلى آخر الترجمة، في حديث أبي أمامة، في قول كلمة الحق عند السلطان الجائر: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.

كذا في بعض النسخ، وفي بعضها: بإسناد حسن، وهذا

ص: 995

هو الأشبه، فإن ابن ماجه رواه عن شيخه: راشد بن سعد الرملي -وهو صدوق-، عن الوليد بن مسلم عن حماد بن سلمة عن أبي غالب (صاحب أبي أمامة)، وهو صدوق يخطيء، عنه.

ص: 996

547 -

قوله في حديث أنس: "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب

ص: 997

إليه

" الحديث، رواه مسلم وغيره.

الحديث في البخاري والنسائي، مشهور من حديث أنس، وكذا من حديث أبي هريرة، وقد رواه مسلم من طريق ابن علية، ولفظه: "لا يؤمن عبد

".

ومن طريق عبد الوارث، ولفظه:"لا يؤمن الرجل حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين".

روياه عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس.

ص: 998

ثم رواه مسلم من طريق شعبة عن قتادة عن أنس، ولفظه:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".

وهو لفظ البخاري، لكن قدم الوالد على الولد.

548 -

قوله: وتقدم.

يعني: في البيع، حديث تميم الداري: "الدين النصيحة

(قاله ثلاثاً". ثم قال: رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.

في هذا أمور:

منها قوله: قاله ثلاثاً. وهو يوهم أن ذلك لفظ من عزاه إليه، وإنما هو لفظ أبي داود فقط، وهو: "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة)

" الحديث، كما حرره رحمه الله، في كتاب

ص: 999

البيوع، وأحال هنا عليه، لكن من غير تعيين.

وذكر هناك للحديث ألفاظاً ورواة، فأحسن وأجاد. وعزا حديث تميم هذا إلى مسلم دون البخاري فأصاب. وذهل هنا فعزاه إليه، كما ترى.

ولا خلاف أنه مما انفرد مسلم بإخراجه عنه، وإنما ذكره البخاري ترجمة باب، وبوب بلفظه من غير إسناد ولا تعليق، فقال: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". هذا لفظه من غير زيادة.

ولم يسنده لكونه على غير شرطه، وللاختلاف الآتي فيه.

ولم يحتج بسهيل بن أبي صالح راويه عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم، أصلاً.

ص: 1000

(ولا) روى له إلا مقروناً بغيره أو متابعة لا استقلالاً، وهو من رجال مسلم دونه، بلا شك عن أهل هذا الفن.

قال مسلم: حدثنا محمد بن عباد المكي، قال حدثنا سفيان -وهو: ابن عيينة-، قال: قلت لسهيل: إن عَمْراً حدثنا عن القعقاع -يعني: ابن حكيم- عن أبيك -يعني: أبا صالح- قال: ورجوت أن يسقط عني رجلاً، قال: فقال: سمعته من الذي سمعه منه أبي. كان صديقاً له بالشام -يعني عطاء بن يزيد-.

ثم حدثنا سفيان عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري، فذكره.

ثم رواه مختصراً عن محمد بن حاتم عن

ص: 1001

ابن مهدي عن سفيان -وهو الثوري- عن سهيل عن عطاء عن تميم.

وعن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل عن عطاء أنه سمعه، وهو يحدث أبا صالح عن تميم الداري.

ورواه ابن خزيمة من حديث جرير عن سهيل، أن أباه

ص: 1002

حدث عن أبي هريرة بحديث: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً

" الحديث. فقال عطاء بن يزيد: سمعت تميماً الداري يقول: فذكر (حديث): الدين النصيحة.

وكذا رواه أبو داود -بدون القصة- عن أحمد بن يونس عن زهير عن سهيل عن عطاء عن تميم، بتكرار:"إن الدين النصيحة" ثلاثاً، وفيه:"لله وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين أو المسلمين وعامتهم".

وكذا رواه النسائي بالتكرار، لكن مرتين. وبالقصة التي ذكرها مسلم، فقال: أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان، قال. سألت سهيل بن أبي صالح، قلت: حدثنا حديث

ص: 1003

عمرو عن القعقاع عن أبيك، قال: أنا سمعته من الذي (حدث) أبي، حدثنيه رجل من أهل الشام، يقال له عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري، الحديث.

ثم رواه مختصراً بلفظ: "إنما الدين النصيحة

".

ثم رواه من حديث أبي هريرة بتكرار "إن الدين النصيحة" ثلاثاً، عن الربيع بن سليمان عن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم، وعن القعقاع بن

ص: 1004

حكيم عن أبي صالح والد سهيل عن أبي هريرة مرفوعاً.

وكذا رواه الترمذي عن بندار عن صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة به، ولفظه:"الدين النصيحة" ثلاث مرار.

ثم قال: هذا حديث حسن. قال: وفي الباب -يعني: لفظاً أو معنى- عن ابن عمر وتميم الداري وجرير -يعني البجلي- وحكيم بن أبي يزيد عن أبيه، وثوبان. انتهى.

فمن العلماء من صحح الحديث من طريق سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم.

ومن الطريق الأخرى عن غير سهيل عن أبيه أبي صالح عن أبي هريرة، وفيه بعد.

ص: 1005

ومنهم من قال: إن (الصحيح) حديث تميم، والإسناد الآخر، وهم.

قال شيخنا ابن حجر في شرحه للبخاري: وهو وهم من سهيل، أو ممن روى عنه، لما بيناه.

قال البخاري في تاريخه: لا يصح إلا عن تميم -يعني: من رواية سهيل عن عطاء بن يزيد عنه (انتهى.

وقد رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق إسماعيل بن عياش عن سهيل عن أبيه عن عطاء، غير أن إسماعيل ضعيف في غير الشاميين، وسهيل، مدني.

وقال ابن عساكر: كذا يقول إسماعيل بن عياش عن أبيه عن عطاء، وسهيل يرويه عن عطاء نفسه، لا عن أبيه عنه، انتهى).

وللحديث أيضاً طرق دون طريق سهيل في القوة، منها: ما رواه أبو يعلى الموصلي من حديث ابن عباس.

ص: 1006

والبزار من حديث ابن عمر. والطبراني من حديث ثوبان. كما ذكره المصنف في كتاب البيع من هذا الكتاب.

والحاصل أن نسبة حديث تميم هنا إلى البخاري، وهم بلا ريب.

والصواب عزوه إلى مسلم فقط، وبالله التوفيق.

549 -

عزوه حديث درة بنت أبي لهب: (مَنْ خير الناس؟)

ص: 1007

إلى كتاب الثواب لأبي الشيخ، والزهد الكبير للبيهقي -رحمهما الله-.

قد رواه أحمد بلفظين، أحدهما: عنها، قلت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: "خير الناس، أقرأهم، وأتقاهم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر

".

واللفظ الآخر: في أوله قصة عنده وعند الطبراني في الكبير.

ص: 1008

وسيأتي بدونها في هذا الإملاء في صلة الرحم -إن شاء الله تعالى- لكن في اللفظين المشار إليهما، أن السائل رجل مبهم، لا درة الصحابية، بل هي الراوية للحديث بالقصة وبدونها، بخلاف رواية الأصل المذكورة هنا، والمعادة بالحروف هناك من كتابي أبي الشيخ والبيهقي، وفيها أن درة هي السائلة. والله أعلم.

550 -

عزوه حديث عبد الله بن عمرو: "إذا رأيت أمتي

ص: 1010

تهاب

" إلى الحاكم.

كذا رواه أحمد والبزار.

ص: 1011

551 -

قوله: وتقدم حديث حذيفة: "الإسلام ثمانية أسهم

" الحديث. أي: في أوائل أداء الزكاة وغيره.

552 -

قوله أول الترهيب من أن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، ويخالف قوله فعله، في حديث أسامة: "يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار

" الحديث.

ص: 1014

رواه البخاري ومسلم.

ثم قال: وفي رواية لمسلم: قال: قيل لأسامة: (لو أتيت عثمان فكلمته؟

) إلى أن قال: وفي آخره: (

وإني سمعته -يعني: النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار

") الحديث، في خطباء أمته الذين يقولون ما لا يفعلون.

في هذا أمور:

وهي إيهام المصنف بذكره الحديث أولاً مختصراً، ثم بقصته ثانياً أنه هكذا في الصحيحين مختصراً، وأن الرواية المذكورة، انفرد بها مسلم. وليس كذلك.

بل إنما أخرج كل من الشيخين الحديث بالقصة، فذكره البخاري في باب صفة النار، وفي كتاب الفتن.

وذكره مسلم في كتاب الزهد، بهذه الرواية أولاً، ثم ساقه مختصراً. لكن عثمان مبهم في روايتي البخاري، ومبين في

ص: 1015

روايتي مسلم. ولا ريب أن حديث أسامة انتهى عند قوله: "وأنهاكم عن المنكر، وآتيه".

وأما قوله: "وإني سمعته يقول: "(مررت) ليلة أسري بي

" إلى آخره. فهو لفظ حديث أنس المذكور بعده في الأصل، ليس في الصحيحين، بل ولا في واحد منهما بلا شك.

وقد وقع مثل هذا الوهم للمصنف، أواخر كتاب العلم، من أوائل هذا الكتاب، كما نبهت عليه هناك مبسوطاً، فاعلمه وراجعه إن أردت.

553 -

عزوه بعده حديث أنس، في الرجال الذين تقرض شفاههم

إلى ابن حبان وابن أبي الدنيا.

ص: 1016

والبيهقي.

كذا رواه أحمد وغيره.

ص: 1017

554 -

ذكره أول الترغيب في ستر المسلم، حديث أبي هريرة: "من نَفَّسَ عن مسلم

، ومن ستر عليه

، والله في عون العبد

". معزواً إلى مسلم والأربعة، وأن اللفظ لأبي داود.

عجيب، إذ هذا اللفظ أحد لفظي أبي داود، لكن فيه بعد

ص: 1018

"من نَفَّسَ عن مسلم

"، "ومن [يسر على معسر

").

والمصنف معذور هنا في إسقاطها (لكون أحد مشايخ أبي داود أسقطها) وغفل في المختصر هناك بعد عزوه هذا اللفظ إلى مسلم والأربعة فقال: إنه ليس عند مسلم "ومن ستر على مسلم". بلى، لكن لفظه ولفظ ابن ماجه:"ومن ستر مسلماً". وقد روياه تاماً.

ورواه أبو داود والترمذي تاماً ومختصراً.

ص: 1019

(ورواه ابن ماجه في الحدود، بالستر فقط).

وقد أشرت في أوائل كتاب العلم من هذا الإملاء إلى تخريج هذا الحديث من كتب المذكورين، وألفاظهم فيه، حيث ساقه بتمامه أول موضع ذكره فيه.

555 -

قوله بعده في حديث ابن عمر: "المسلم أخو المسلم": رواه أبو داود والترمذي.

ص: 1020

عجيب، فقد رواه البخاري ومسلم والنسائي.

556 -

قوله: وعن دُخَيْن.

ص: 1021

هو بضم المهملة وفتح المعجمة، مصغر.

557 -

وهَزَّال من الهزل.

558 -

ومسلمة بن مُخَلَّد، بوزن محمد.

ص: 1022

559 -

قوله في الترهيب من مواقعة الحدود، في حديث ثوبان: "لأَعْلَمَنَّ أقواماً

".

المعزو إلى ابن ماجه: رواته ثقات.

فيه شيخه عيسى بن يونس الرملي، وهو صدوق، ربما أخطأ.

وفيه: عقبة بن علقمة

ص: 1023

ابن (خديج) المعافرين، وهو صدوق أيضاً.

لكن كان ابنه محمد يُدخل عليه ما ليس من حديثه.

560 -

قوله في حديث النواس: "على كَنَفَي الصراط

ص: 1024

داران

".

وقع في نسخ الترمذي هذه اللفظة: (زَوْرَان). بالزاي والواو.

لكن أصلحت في بعضها: (داران) كما ترى في هذا الكتاب، وليس ذلك بجيد. وقد ذكرها في سياق الحديث من الترمذي، صاحب جامع الأصول تبعاً لرزين:(زَوْران)، ثم أعادها في شرح الغريب، ولم يتعرض لضبطها ولا شرحها، لكونه لم يستحضر فيها شيئاً.

وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده من طريقين.

إحداهما نحو هذه، إسناداً ومتناً، والثانية، أتم منها، ولفظها قريب من اللفظ الذي ذكره بعد هذا. وعنده فيهما:

ص: 1025

(سوران) وهو ظاهر، والعلم عند الله.

561 -

عزوه بعده حديث ابن مسعود، بمعناه إلى رزين، تَعَقُّباً عليه.

ص: 1026

غلط بلا مرية، اغتر فيه بابن الأثير في جامعه، فقلَّده.

وسبب ذلك أن رزيناً ذكر حديث النواس، ثم ذكر حديث ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم صلى العشاء ثم انصرف فأخذ بيده حتى خرج به إلى بطحاء مكة، فأجلسه، ثم خط عليه خطاً

الحديث بطوله

وفيه، ضَرْبُ الملائكة له المثل بسيد بني قصراً، ثم جعل (فيه) مَأْدُبَة.

وكلا الحديثين في الترمذي، فتوهم ابن الأثير ذلك على رزين، وساق عن ابن مسعود حديث: "ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً

" من عنده، ثم جاء المصنف فقلده، وزاد عليه، فحصل ما ترى.

ورزين لم يذكر إلا ما ذكرته.

562 -

قوله فيه: "ولا تَعَوَّجوا".

أصلها: تتعوجوا، بتائين، فحذفت إحداهما تخفيفاً. ولفظ الأصبهاني في ترغيبه:"تتعوجوا". وكذا الإمام أحمد في

ص: 1027

أحد لفظي حديث النواس.

563 -

قوله في أثناء إقامة الحدود: إلا أن ربيعة بن ناجذ.

قلت: وهو: بالنون والجيم المكسورة، والذال المعجمة -لم يرو عنه إلا أبو صادق فيما أعلم.

ص: 1028

كذا قال الذهبي في كاشفه أيضاً، وقال فيه: إن أبا صادق أخوه.

وذكر ابن حبان: ربيعة في الثقات.

وأما الذهبي في ميزانه فقال: لا يكاد يعرف. وقال في أبي صادق: وثقه يعقوب بن شيبة.

564 -

قوله أول الترهيب من شرب الخمر

إلى آخر الترجمة، في حديث أبي هريرة: "لا يزني الزاني

" بعدما عزاه إلى الخمسة.

ص: 1029

كذا رواه ابن ماجه أيضاً بذكر النهبة والتوبة.

ثم قال: وزاد مسلم في رواية، وأبو داود:"ولكن التوبة معروضة بعد".

كذا الزيادة (المذكورة) عند البخاري والنسائي، والترمذي، لكن ليس عنده:(بعد)، ولا شرب الخمر، إلى آخره.

565 -

ذكر حديث مدمن الخمر من

ص: 1030

المسند، من رواية ابن عباس، وكذا من ابن حبان.

ص: 1031

وقد رواه ابن ماجه، من حديث أبي هريرة، ولفظه:"مدمن الخمر كعابد وثن".

ص: 1033

قال الحافظ الضياء في جزئه في ذلك: ورواه جماعة من الصحابة، منهم عبد الله بن عمرو بن العاص، وغيره، أي: كابن عباس وجابر. ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق العترة الطاهرة إلى أمير المؤمنين علي، مسلسلاً بقوله: أشهد بالله وأشهد لله.

ثم قال: حديث (حسن) صحيح ثابت، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق.

566 -

قوله في حديث ابن عمر: "ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث": رواه أحمد واللفظ له.

ص: 1034

أي: من طريق الوليد بن كثير عن قَطَن بن وهب بن عويمر عَمَّن حدثه عن سالم عن أبيه ابن عمر.

وأما النسائي فرواه من طريق

ص: 1035

يزيد بن زُرَيع عن عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار عن

ص: 1036

سالم عن أبيه، ولفظه:"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر والمنان بما أعطى".

567 -

قوله في حديث سيدنا عثمان: "امرأة وضيئة".

هي مهموزة ممدودة: أي حسناء جميلة. والوضاءة: الحسن.

وكذلك تمد: رديئة وبطيئة ووطيئة وبديئة وبريئة وجريئة ودنيئة، وأشباهها، ويستوي في ذلك المذكر والمؤنث.

568 -

قوله بعده في قصة هاروت وماروت: "فتمثلت لهما

ص: 1037

الزُّهَرَة، امرأة من أحسن البشر

".

قلت: روي عن ابن عباس: (أن حسنَها في النساء، كحسن الزُّهَرَة في سائر الكواكب).

وقيل: إنها صارت هذا النجم.

واعلم أن الزُّهَرَة المُعَرَّفة -بفتح الهاء. وأن زَهْرة -المنكَّرة- في الأسماء بإسكانها، وقد نص أهل اللغة، ومنهم الإمام الجوهري: على أن هذا النجم، بفتح الهاء، ولا خلاف في ذلك، واستشهد له بقول الراجز:

وأيقظتني لطلوع الزُّهَرَة

ص: 1038

وفي قصة: تُبَّع -رحمة الله عليه ورضوانه- أوائل السيرة النبوية، أبيات منها:

إذ أَتَتْ عَدْواً مع الزُّهَرَة

إلى غير ذلك. وكثيرٌ من الناس لا يقرؤها إلا بسكون الهاء، فيدخل في التصحيف والكذب والإثم. وقد ذكروا (أن) ذلك من لحن العوام، فتنبه له واحذره، ولا تستهن به.

569 -

والجَيْشَاني.

ص: 1039

والمنسوب إليه -بفتح الجيم والشين المعجمة بينهما مثناة تحتانية ساكنة، وآخره نون-.

570 -

والغُبَيْراء -بمعجمة وموحدة، مصغرة ممدودة-: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة، وهي تُسْكِر، قاله أبو عبيد.

571 -

والمضجَع، سبق في الذكر عند النوم، أنه -بفتح الجيم، لا بكسرها-.

572 -

والكَنَّارات، بفتح الكاف، وتكسر أيضاً. وفتح النون

ص: 1040

المشددة والراء المهملة.

قال ابن فارس في المجمل: هي العيدان أو الدفوف.

وقال ابن الأثير في النهاية: هي العيدان. وقيل: البَرابَط.

وقيل: الطنبور.

وحظيرة القُدُس -بضم الدال وسكونها- مثل روح القدس، وهو جبريل.

وبيت القدس، لغة في بيت المقدس، ذكرها ابن الأثير، فهذه الثلاثة بالضم والإسكان.

573 -

قوله في حديث ابن عباس: "بُخِسَت صلاتُه

".

أي: بضم التاء، كذا في بعض نسخ أبي داود، وفي

ص: 1041

بعضها: "بُخِسَ صلاتَه"، بفتح التاء.

وهما بالباء والخاء. من البخس، وهو النقص. وقد يصحف بالنون والجيم.

574 -

قوله في حديث عائشة: "سَخِطَ الله عليه أربعين صباحاً، وما يدريه

".

أسقط المصنف بعد (صباحاً): "فإن عاد فمثل ذلك".

575 -

قوله في الترهيب من الزنا

إلى آخر الترجمة، في حديث ابن مسعود: "الثيب الزاني

".

قال النووي قبيل مواقيت الصلاة من شرح المهذب: الرواية في هذا الحديث: (الزان) يعني: بلا ياء.

ص: 1042

قال: وهي لغة، واللغة الفاشية:(الزاني)، بالياء.

وقال في شرح مسلم: هكذا هو في النسخ: الزان، من غير ياء، بعد النون.

قال: وهي لغة صحيحة، قرئ بها في السبع، في قوله تعالي:(الكبير المتعال)، وغيره.

والأشهر في اللغة، إثبات الياء في كل هذا، انتهى.

576 -

قوله: يا نعايا العرب، بالتكرير.

هذه اللفظة بالنون والعين المهملة، من النعي، لا بالباء الموحدة والغين المعجمة من البغا.

وإنما ضبطتها، لأنها كذلك في نسخة يُغْتَر بها، لكونها (قرئت) على ابن ناصر الدين، وفيها تصحيف لا يحصى،

ص: 1043

وبعضه مصحح عليه.

577 -

قوله في حديث سمرة: "فانطلقنا إلى مثل التنور .. ".

في بعض النسخ: "على مثل". وإنما هي: "إلى مثل".

578 -

قوله بعده في حديث أبي أمامة المعزو إلى ابن

ص: 1044

حبان وابن خزيمة: قالوا: هذا عواء.

في هذا السياق ألفاظ، ذكرها أبو زرعة الرازي، في كتابه، دلائل النبوة، مغايرة لسياقه، فمنها:

"قالا: هذا عواء".

ومنها: بعده: "ثم انطلق بي".

(عند أبي زرعة: "انطلقا".

ومنها: "قيل: هؤلاء الذين".

عند أبي زرعة: "قالا"

إلى أن قال: "ثم انطلق بي"). في ثلاثة مواضع.

عند أبي زرعة فيها: "انطلقا".

ومنها: "فقال: هؤلاء قتلى الكفار". وكذا "هؤلاء

ص: 1045

الزانون" عند أبي زرعة، بالتثنية فيهما، وكذا في: "هؤلاء ذراري

وهؤلاء جعفر .......... وهذا إبراهيم".

ومنها: " (ثم) شُرِفَ بي شَرَفاً، فإذا أنا بثلاثة يشربون".

عند أبي زرعة: "أشرفا بي شرفاً آخر، فإذا أنا بثلاثة نفر".

وكذا بعده: "ثم أشرفا بي" بالتثنية، وألف أولهما.

وقد روى النسائي في الكبير. من أول هذا الحديث

إلى قوله: "فأخذ بضَبْعَيّ، ثم قال:

" وساق الحديث

وفيه: "قال: ثم انطلقا بي، فإذا قوم مُعَلَّقُون بعراقيبهم

إلى قوله: من راية". ثم قال: مختصر.

ورواه الأصبهاني في ترغيبه، من طريق أبي إسماعيل الترمذي. ولفظه: قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح، فقال: "إني رأيت رؤيا وهي حق، فاعقلوها؛ أتاني رجل فأخذ بيدي، فاستتبعني حتى أتى جبلاً وعراً طويلاً فقال

ص: 1046

لي: ارْقِه، قلت: لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلَّما رفعت قدمي وضعتها على درجة، حتى استوينا على سَواء الجبل.

قال: فانطلقنا، فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ مُشَقَّقَة أشداقُهم.

قال: قلت: مَنْ هؤلاء؟. قال: هؤلاء (الذين) يقولون ما لا يفعلون.

قال ثم انطلقنا، فإذا نحن برجال ونساء مُسَمَّرة أعينهم وآذانهم، فقلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء يُرُوْنَ أَعْيُنَهم ما لا ترى، ويُسْمِعُوْن آذانَهم ما لا يَسْمعون.

قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن، مُصَوَّبة رؤوسهن تنهش أثداءهن الحيات، قال: قلت: ما هؤلاء؟

قال: هؤلاء اللواتي يمنعن أولادهن أَلْبَانَهُن.

فانطلقنا، فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ معلقين بعراقيبهم، مصوبة رؤوسهم، يلحسن من ماءٍ قليل وحمأة، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون ثم يفطرون قبل تَحِلَّة صومهم.

قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن برجالٍ ونساء أقبح شيءٍ منظراً، وأقبحه لَبُوْساً وأنتنه ريحاً، كأنما ريحهم ريحُ المراحيض. قال: قلت: من هؤلاء؟. قال: هؤلاء الزانون والزناة.

ص: 1047

ثم انطلقنا، فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخاً، وأقبحه ريحاً. قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار.

ثم انطلقنا، فإذا نحن نرى دُخاناً ونسمع وَزْغاً.

قال الأصبهاني: يريد حركةً وصوتاً، قال: قلت: ما هذه؟ قال: هذه جهنم، فَدَعْهَا.

قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن برجال تحت ظلال الشجر.

قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين.

قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن بغلمان وجوار يلعبون بين نهرين. قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين.

قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن برجالٍ أحسنُ شيء (وجوهاً) وأحسَنُه لَبُوْساً، وأطيبه ريحاً، كأن وجوههم القراطيس، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون.

قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن بثلاثة نفر يشربون خمراً لهم، ويتغنون، قال: قلت: ما هؤلاء؟

قال: ذاك زيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة.

فَمِلْتُ قِبَلَهُم، فقالوا لي: قد أَنَى لك، ثلاث مرات.

ص: 1048

قال الأصبهاني: أي قَرُبَ وقتُ خروجِك (من الدنيا).

قال: ثم رفعت رأسي، فإذا ثلاثةُ نفرٍ تحت العرش. قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك أبوك إبراهيم، وموسى وعيسى. وهم ينتظرونك".

579 -

قوله بعده في حديث أبي هريرة: "إذا زنى الرجل

" أن الترمذي رواه.

هذا عجيب، إنما ذكره معطوفاً على الحديث المذكور أول هذا الباب: "لا يزني الزاني

وهو مؤمن

". ولم يسنده، إنما قال: وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكره بمعناه. فنسبته إليه من غير تبيين تساهلٌ موهمٌ ليس بجيد.

580 -

قوله: وعن عبد الله -هو ابن مسعود- حديث

ص: 1049

القاذورات المعزو إلى رزين تبعاً لابن الأثير في جامع الأصول، وأنه لم يره بذلك السياق في الأصول، -أي التي جمع رزين منها كتابه-.

هو كذلك، لكن روى الإمام مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم أن رجلاً أعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط

الحديث.

وفيه: ثم قال: "أيها الناس، قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، فمن أصاب من هذه القاذورة شيئاً

فذكره إلى قوله:

كتاب الله". دون ما بعده.

ورواه الشافعي عن مالك، وقال: إنه غير متصل الإسناد، فيما نعرفه. وقال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث أسند بهذا

ص: 1050

اللفظ، بوجه من الوجوه. انتهى.

ومراده: أنه لم يسند من حديث مالك.

وإلا فقد روى الحاكم في المستدرك -وصححه- عن الأصم عن الربيع عن أسد بن موسى عن أنس بن عياض عن

ص: 1051

يحيى بن سعيد -وهو الأنصاري- (و) عبد الله بن دينار عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بعد رجم الأسلمي -يعني ماعزاً- فقال: "اجتنبوا هذه القاذورات، التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ، فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله تعالى

".

وذكر (باقيه).

ورواه هلال الحَفَّار في

ص: 1052

جزئه عن الحسين بن يحيى القطان عن حفص بن الرَّبَالي -بفتح المهملة والموحدة المخففة، وباللام- عن عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد الأنصاري به

إلى قوله: "فليستتر بستر الله" فقط.

ص: 1053

وصححه ابن السكن.

وذكره الدارقطني في العلل. وقال: روي عن عبد الله بن دينار مسنداً ومرسلاً. والمرسل أشبه. انتهى.

وأما قوله: "لا يَزني الزاني حين يَزني وهو مؤمن"، فقد تقدم في أول هذا الباب.

وكذا في شرب الخمر، من حديث أبي هريرة، وهو مروي من حديث غيره أيضاً.

القاذورة: كل فعل أو قول قبيح، يُستقذر بين الناس.

581 -

قوله في حديث أبي هريرة: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان

" إلى آخره: رواه مسلم والنسائي).

ص: 1054

وكذا ساقه آخر باب الصدق والكذب، ثم قال: رواه مسلم وغيره وفيه تفصيل:

فإن مسلماً رواه عن ابن أبي شيبة عن وكيع، وأبي معاوية عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة

إلى قوله: "يزكيهم". قال أبو معاوية: "ولا ينظر إليهم

" إلى آخره.

والنسائي رواه عن محمد بن المثنى عن يحيى القطان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، ولفظه:"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: الشيخ الزاني، والعائل المزهوّ، والإمام الكذاب".

ص: 1055

582 -

تفسيره الأساود بالحيات، وأن واحدها أسود.

هو كذلك، لكن قال أبو عبيد: الأسود: العظيم منها، وفيه سواد، وقال شمر: هو أخبث الحيات، وربما عارض الرِّفْقَة، وتَبعَ الصوت.

583 -

ذكر في الفصل الذي بعده في قصة (الكفل) الإسرائيلي.

ص: 1056

ولا يخفى أنه غير ذي الكفل المذكور مع الأنبياء المعصومين.

فإن المذكور هنا، اسمه: الكفل من غير إضافة، والمذكور في القرآن ذو الكفل، مضاف فلا يُلْتبَسُ في أحدهما بالآخر.

584 -

قوله في حديث سهل، المعزو إلى البخاري والترمذي: "من يضمن لي

".

وفيه: "تضمنت له بالجنة".

ادعى أن هذا لفظ البخاري، وليس كذلك، إنما لفظه:"أضمن له الجنة".

ولفظ الترمذي: "من يتوكل لي

وفي آخره أتوكل له (بالجنة").

ص: 1057

585 -

قوله في الترهيب من اللواط، وما معه، نقلاً عن شرح السنة للبغوي: وروى حماد بن إبراهيم، عن إبراهيم -يعني النخعي-.

كذا وجد، والظاهر أنه خطأ، وأنه روى حماد عن إبراهيم فقط، فإنه حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، تَفَقَّهَ به، ويروي عنه، والله أعلم.

586 -

قوله: وروى ابن ماجه

ص: 1058

والبيهقي، كلاهما عن الحارث ابن مُخَلَّد عن أبي هريرة حديث:"لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأة في دبرها".

ثم قال: وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ملعون من أتى امرأة في دبرها".

ثم عزاه إلى أحمد وأبي داود.

كذا روى النسائي، اللفظ الأول، لكن بلفظ:"أتى".

واللفظ الثاني المذكور، هو وأبو داود، وكلاهما من

ص: 1059

طريق الحارث بن مُخَلَّد -بوزن محمد- الأنصاري الزرقي التابعي عن أبي هريرة، في اللفظين.

587 -

قوله طريف.

ص: 1061

هو بالطاء المهملة لا بالمعجمة.

588 -

قوله آخر الباب في حديث علي بن طلق -وهو الحنفي-: "لا تأتوا النساء في أَسْتَاهِهِن".

رواه أحمد

ص: 1062

الترمذي وحَسَّنَه، ورواه النسائي وابن حبان بمعناه. انتهى.

أقول: إن كان اللفظ المذكور للإمام أحمد، وإلا فللترمذي

ص: 1064

فيه لفظان:

أحدهما: "إذا فَسَا أحدُكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازِهِن".

والآخر مثله، لكن في أوله قصة، وفي آخره:"فإن الله لا يستحي من الحق".

وليس عندي هذ المحل من المسند ولا ابن حبان ولا النسائي الكبير. وأما الصغير، فليس هو فيه، ولا ما يقرب منه.

ص: 1065

589 -

قوله في الترهيب من قتل النفس، في حديث عبد الله بن عَمرو:"لزوال الدنيا": رواه مسلم.

هذه اللفظة مقحمة بلا تردد يتعين حذفها، فليس (هذا) الحديث في مسلم بلا خلاف، وأين هو فيه؟

كلا بل هذا وأشباهه من طغيان القلم، أو من ذهول الفكر، والكمال المطلق لله (تعالى).

590 -

وقوله فيه: والنسائي والترمذي مرفوعاً وموقوفاً، ورَجَّحَ الموقوف.

ص: 1067

هذا يقتضي أن الترمذي هو الذي رواه مرفوعاً وموقوفاً، لكونه أَخَّرَه عن النسائي وقد رواه النسائي كذلك أيضاً.

591 -

ثم قال: وروى النسائي والبيهقي أيضاً من حديث بريدة: "قتل المؤمن

إلى آخره".

ثم قال: ورَوَى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة (ويقول): "ما أطيبك وما

ص: 1068

أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حُرْمَتَك

" الحديث.

وفي آخره: "أعظمُ عند الله من حرمتك مالُه ودمُه".

ثم قال: اللفظ لابن ماجه.

الظاهر أنه أراد بقوله: وروى البيهقيُّ، ولفظُ ابنِ ماجه فيه: "ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك

"، وفيه: "أعظم عند الله حرمةً منك مالُه ودمه، وأن نَظُنَّ به إلا خيراً".

وهذه التتمة لا بد منها، وقد أسقطها المصنف.

ص: 1069

592 -

قوله في حديث جندب المرفوع: "من استطاع منكم أن لا يحول بينه

" إلى آخره.

المعزو إلى الطبراني مرفوعاً، وإلى البيهقي مرفوعاً وموقوفاً.

كذا رواه البخاري موقوفاً بمعناه. بتقديم وتأخير، وعنده:

ص: 1070

"أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفٍ من دم أهراقه، فليفعل".

ولفظ البيهقي أتم.

ص: 1071

593 -

قوله في حديث ابن عباس، في قاتل النفس:"فيقول الله: تَعَسْت".

أقول: في تَعَسَ، فتح العين، وعليه اقتصر الجوهري وغيره ورجحه بعضهم، وفيها لغة أخرى، كسر العين، وعليها جمع، واختار الفراء أن يقال للمخاطب: تَعَسْتَ، بفتحها، وللغائب: تَعِسَ بكسرها.

594 -

قوله في حديث عبادة: "من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله

".

ص: 1072

تفسير الراوي الآتي، يدل على أنه من الغبطة، بالغين المعجمة، وهو الفرح والسرور، لأن القاتل يفرح بقتل خصمه، وإذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله، دخل في هذا الوعيد، كذا قال المصنف في حواشي مختصر السنن له.

ثم نقل عن الخطابي أن اللفظة: (اعتبط) بالعين المهملة.

وقال: يريد أنه قتله ظلماً لا عن قصاص، يقال: عبطت الناقة واعتبطتها إذا نحرتها من غير داء أو آفة تكون بها، ومات فلان عَبْطَةً، إذا مات شاباً قبل أوان الشيب والهرم.

595 -

قوله بعد أن فَسَّر

ص: 1073

الصرف والعدل: وتقدم فيمن أخاف أهلَ المدينة.

يعني: آخر كتاب الحج، لكن أبسط مما هنا.

596 -

قوله آخر حديث أبي سعيد: "فيقذفهم في حمراء جهنم".

قال الهروي في الغريبين، في حرف الحاء مع الميم: حمراءُ القيظ: شدة حره.

وقال هو والجوهري: سنة حمراء: أي شديدة.

597 -

ضبطه لفظة: "لم يَرَح". بفتح الراء.

ص: 1074

قال القاضي عياض في المشارق: أي لم يَشمَّهُ، ويقال فيه، لم يَرَح، ولم يَرِح، ولم يُرِح، بفتح الراء وكسرها، وضم الياء وكسر الراء.

وأما الجوهري فقال: جعله أبو عبيد، من رَحْتُ الشيء، أُرَاحَهُ. يعني: يَرَح -بفتح الراء-.

قال: وكان أبو عَمْرو يقول: لم يَرِح، يجعله من رَاحَ الشيءَ يَرِيْحُه.

والكسائيُ يقول: لم يُرِحْ -أي: بضم الياء وكسر الراء، رباعي مُعَدَّى- يجعله من أَرَحْتُ الشيء، فأنا أُرِيْحُه، والمعنى واحد.

وقال الأصمعي: لا أدري هو من رِحْتُ أو من أَرَحْتُ. انتهى.

ص: 1075

وسيأتي في آخر انجاز الوعد معنى هذا من كلام المصنف.

وقال الخطابي في غريب الحديث: أكثر المحدثين يرويه: (لم يَرِح)(مكسورة الراء، ورواه بعضهم: لم يُرح، وأجودها: لم يَرَح)، مفتوحة الراء. من رَحْتُ، أَرُوحُ: إذا وجدت الريحَ. انتهى.

598 -

قوله أول الترهيب من قتل الإنسان نفسه، في حديث أبي هريرة:"يتوجَّأُ بها".

سقط هنا من لفظ الصحيحين: "في بطنه".

599 -

قوله بعده في الرواية الأخرى: "والذي يطعن نفسه، يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم، يقتحم في النار". ثم عزاه

ص: 1076

إلى البخاري.

إنما لفظه: بعد الخنق: "والذي يطعنها يطعنها في النار".

وهذا آخر الحديث.

وأما لفظ الاقتحام، فهو مقحم فيه بلا شك، ولا خفاء عند أهل الفن.

600 -

عزوه حديث جابر بن سمرة، في الرجل الذي ذبح نفسه بالمِشْقَص، إلى ابن حبان.

عجيب، فالحديث رواه مسلم والأربعة وغيرهم بمعناه من طرق.

ولفظ مسلم مختصر، وهو:"أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ قتل نفسه بمَشَاقِص، فلم يصل عليه".

ص: 1077

وللنسائي نحوه، وفيه: فقال: "أما أنا فلا أصلي عليه".

ولفظ الترمذي: "أن رجلاً قتل نفسه، فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ".

ليس فيه ذكر المَشَاقِص، وواحدها مِشْقَص.

ولفظ أبي داود: "مرض رجل فَصِيْحَ عليه، فجاء جاره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: (إنه قد مات)، قال: "وما يدريك؟ "، فقال: أنا رأيته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يمت"، قال: فرجع، فصيح عليه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه قد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يمت"، قال: فرجع، فصيح عليه، فقالت امرأته: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال الرجل: اللهم العنه.

قال: ثم انطلق الرجل، فرآه قد نَحَرَ نفسه بمِشْقَصٍ معه، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قد مات، قال:"ما يدريك؟ " قال: رأيته ينحر نفسه بمَشَاقِصَ معه. قال: "أنت رأيته؟. قال: إذاً لا أصلي عليه".

ولفظ ابن ماجه "أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، جُرِحَ

ص: 1078

فآذته الجراحة، فدَبَّ إلى مَشَاقِصَ فذبح بها نفسه، فلم يُصَلِّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكان ذاك منه أدباً".

601 -

قوله بعده في حديث ثابت بن الضحاك: "من حلف على يمين بملةِ غير الإسلام

ومن قتل نفسه بشيء

وليس على رجل نذر

ولعن المؤمن

ومن رمى مؤمناً بكفر

ومن ذبح نفسه بشيء عُذِّبَ به يوم القيامة".

كذا أورده هنا، وفي الترهيب من قوله لمسلم: يا كافر، ثم قال: رواه البخاري ومسلم -يعني بتمامه-. ثم قال: ورواه أبو داود والنسائي باختصار. وقال في الموضعين: والترمذي، ولفظه: كذا وكذا.

ولا خفاء، أن في هذا أموراً تُعرف من إشارتنا هنا إلى تخريج

ص: 1079

الحديث من الكتب الستة مفصَّلاً في السياق والعزو.

فنقول: رواه البخاري في كتاب الجنائز مختصراً، بالحلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً، "ومن قتل نفسه بحديدة عُذِّبَ بها في نار جهنم" ورواه في غيره بتمامه، بالحلف، ونذر ما لا يملك، "ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّبَ به يوم القيامة، ومن لعن مؤمناً فهو كقلته، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله".

ورواه أيضاً بالحلف، "ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بكفر

".

ورواه مسلم بالحلف، وقتل الإنسان نفسه، ونذر ما لا يملك.

ص: 1080

ثم رواه بالنذر، "ولعن المؤمن

ومن قتل نفسَه بشيء في الدنيا

ومن ادّعَى دعوى كاذبة ليتكثر بها، لم يزده الله إلا قلة، ومن حلف على يمين صَبْرٍ فاجرةٍ".

كذا الرواية، وتمامه محذوف.

وهذا السياق وسياق البخاري الأول، لم يَتَنَبَّه لهما المصنف.

ثم رواه مسلم من طريق الثوري عن خالد الحَذَّاء.

ومن طريق شعبة عن أيوب كلاهما عن أبي قلابة عن

ص: 1081

ثابت بن الضحاك. لفظ الثوري: بالحلف وفيه: "كاذباً متعمداً

، ومن قتل نفسه بشيء عَذَّبَهُ الله (به) في نار جهنم".

ولفظ شعبة بالحلف، "ومن ذبح نفسه بشيء ذُبِحَ به يوم القيامة".

ورواه النسائي بالحلف كاذباً. -وقال شيخه الآخر: متعمداً-: "ومن قتل نفسه بشيء عَذَّبَهُ الله به في نار جهنم ".

وفي لفظ له: "عُذِّبَ به في الآخرة". وفي لفظ: "يوم القيامة". وفي هذا أيضاً، نذر ما لا يملك.

ورواه ابن ماجه بفصل الحلف فقط. وعنده: "متعمداً".

ورواه الترمذي في الأيمان والنذور، بسندٍ واحدٍ مفرقاً في ثلاثة مواضع:

ص: 1082

أحدها: بالحلف فقط. والثاني: بنذر ما لا يملك فقط.

ثم رواه في أبواب الإيمان -بكسر الهمزة- بتمامه، باللفظ الذي ذكره المصنف هنا، وأوله عنده: "ليس على العبد

" إلى آخره.

وهو أتم سياقات الترمذي.

وقال في كلِّ منها: حسن صحيح.

وأما أبو داود، فقد ذكر المزي في الأطراف أنه رواه في الأيمان والنذور، عن أبي توبة الربيع بن نافع عن

ص: 1083

معاوية بن سَلَّام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عنه. أي: بالحلف وقتل نفسه ونذر ما لا يملك. ولكن ذلك في رواية أبي الحسن بن العبد فقط.

وأن ابن عساكر لم يذكره، فاستدركه عليه.

قلت: ولا هو في روايتنا أيضاً، ولا رواية ابن عساكر والمصنف، ولهذا لم يذكره في مختصره للسنن بالكلية.

فإذا عُلِمَ هذا، ظهر أن ما هنا وهناك في سياق الحديث وعزوه، تلفيق وخلط وإيهام. وهذا شيء يطول ويتكرر.

602 -

قوله في الترغيب في العفو عن القاتل

إلى آخر

ص: 1084

الترجمة، في حديث جابر: "ثلاث من جاء به

"، أن الطبراني رواه في كتاب الدعاء والمعجم الأوسط.

كذا أبو يعلى وابن أبي الدنيا وأبو نعيم الأصبهاني.

ص: 1085

603 -

قوله في حديث أبي هريرة: "ثلاث من كُنَّ فيه

": رواه الثلاثة، من رواية سليمان بن داود اليمامي عن يحيى.

ص: 1086

هو: ابن أبي كثير -عن أبي سلمة- هو ابن عبد الرحمن بن عوف- عنه.

604 -

ساق هنا حديث أنس في الرجلين اللذين جثيا بين يدي رب العزة، بتمامه، وفي فضل الحساب الآتي ، ببعضه، ثم عزاه إلى المستدرك للحاكم، وأنه صحح إسناده، ثم وَرَّكَ عليه.

وإلى كتاب البعث والنشور للبيهقي.

ص: 1088

فأما عَبَّاد بن شيبة الحَبَطي -بتحريك المهملة والموحدة- فقال الذهبي في الميزان: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من المناكير.

وأما شيخه سعيد بن أنس القُطَعِي -بضم القاف، وفتح الطاء- راوي الحديث عن أنس، فقال البخاري في تاريخه: لا يتابع عليه.

وقد ذكر البيهقي عنه هذا بعد سياق الحديث ،

ص: 1089

ثم قال: وقد روي أيضاً، عن زياد بن ميمون البصري عن أنس بن مالك، إلا أن زياداً: متروك، لا تُغْنِي متابعته شيئاً.

ثم ساقه إليه، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم قاعد في ملأ من أصحابه، إذ ضحك أو بكى.

فقال له أصحابه: يا نبي الله، ما الذي أضحكك أو أبكاك، قال:

فذكر الحديث. وإسناده ضعيف، انتهى.

ثم في سياق البيهقي لهذا الحديث زيادة ألفاظ، وشيء ساقط من الأصل، وهو بعد قوله:"خذ لي مظلمتي من أخي".

ص: 1090

"فقال الله تعالى: أعط أخاك مظلمته، فقال: يا رب، لم يبق من حسناتي شيء، فقال الله للطالب، كيف تصنع، ولم يبق من حسناته شيء".

وعند البيهقي: "ارفع بصرك، فانظر في الجنان، فرفع رأسه، فقال: يا رب، أرى مدائن من فضة مرتفعة، وأرى قصوراً من ذهب مكللة باللؤلؤ، لأي نبيٍ أو صديقٍ هذا؟ أو لأي شهيدٍ (هذا؟)، قال: هذا لمن أعطى الثمن". وفيه بعد قوله: "أنت تملكه": قال شيخه عَبْدَان: ذكر كلمة أظنها: "قال: بم يا رب؟ ". وذكرها شيخه العلوي.

"قال: بعفوك" وفيه: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وفي آخره: "يُصْلحُ بين المؤمنين يوم القيامة".

ص: 1091

وكذا رواه أبو بكر بن أبي داود في البعث والنشور أيضاً، وعنده:"لأي". في الكل.

وعنده: "ومن يملك ثمن هذا؟ "

إلى أن قال: "بم؟ ".

وعنده: "فاتقوا الله". وآخره عنده، كما عند البيهقي.

ورواه أبو يعلى بنحوه. وابن أبي الدنيا في كتاب: حسن الظن بالله بمعناه.

وقد أسقط المصنف الألف قبل الواو، في قوله:"أو لأي صديق؟ أو لأي شهيد؟ ". وحَرّف قوله: "أرى مدائن من فضة"، فقال:(من ذهب).

وهو غلط ظاهر، والله أعلم.

ص: 1092

605 -

قوله في الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات، في حديث سهل بن سعد:"حتى جَمَلُوا".

هو بالجيم، أي جمعوا.

606 -

قوله في الترغيب في بر الوالدين

إلى آخر الترجمة. وقد ذكر حديث عبد الله بن عمرو: "أحيٌّ والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد".

ثم عزاه إلي الجماعة، غير ابن ماجه.

ص: 1093

ثم ذكر لمسلم رواية أخرى عنه.

ثم ذكر بعده حديثه من أبي داود: (جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان).

زاد في مختصره للسنن: وأخرجه النسائي وابن ماجه.

ثم ذكر حديث أبي سعيد:" أَذِنّا لك؟ " ، من أبي داود.

ثم قال: وعن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم -

ص: 1094

يستأذنه في الجهاد، فقال:"أحيٌّ والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهد". ثم قال: رواه مسلم وغيره. انتهى ما ذكره ملخصاً.

ولا شك أن الحديث الأخير، وَهِمَ فيه وكرره، وهو حديث عبد الله بن عمرو الأول بعينه سواء بسواء، لم يروه مسلم ولا غيره من حديث أبي هريرة.

607 -

قوله في حديث أنس: "فأنت حاج ومعتمر ومجاهد". ثم عزاه إلى أبي يعلى، والمعجمين للطبراني.

في بعض ألفاظه تتمة: "فإذا رَضِيت عنك أمُّك، فاتق الله وبِرَّها".

608 -

وقوله (فيه): "فأَبْلِ الله في بِرِّها".

هو بهمزة قطع رباعي.

ص: 1095

ولفظ ابن الأثير في النهاية: "أَبْلِ الله عُذْراً في برها".

قال: أعطه وأَبْلِغ العُذْرَ فيها إليه، المعنى: أحسن فيما بينك وبين الله ببرك إيَّاها.

609 -

قوله: "تعِفُّ نساؤكم

، وتَبَرُّكُم أبناؤكم".

هما بضم الفاء والراء، وهما في موضع جزم (بجواب الأمر، وسيأتي في أول الزهد لذلك نظير، فلينظر توجيهه من هناك)

ص: 1096

وتَبَرُّكم -بفتح المثناة والموحدة-.

610 -

قوله في حديث أبي هريرة المعزو إلى مسلم: "ثم رَغِم أنفه، ثم رَغِم أنفه".

ليس عند مسلم لفظة: (ثم) أصلاً.

611 -

قوله في حديث صعوده المنبر وتأمينه: ورواه -يعني: ابن حبان أيضاً من حديث

ص: 1097

الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده: وتقدم.

ص: 1098

أي: في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

612 -

قوله في حديث أبي هريرة: (بحسن صَحَابتي).

الصَّحَابة هنا -بفتح الصاد- بمعنى الصحبة.

613 -

قوله في حديث عبد الله بن عَمرو -وهو ابن العاص- رضي الله عنه: " (رضي الله) في رضي الوالدين

" إلى آخره.

كذا في بعض النسخ بتثنية الوالدين في الاثنين، وفي بعضها

ص: 1099

بإفرادهما وهو لفظ الترمذي، لكن فيه: "رضي الرب

، وسخط الرب

".

وقد رواه من طريق خالد بن الحارث عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

ثم رواه من طريق غندر عن شعبة، قال: ولم يرفعه. وهذا أصح.

قال: وهكذا روى أصحاب شعبة عنه موقوفاً.

قال: ولا نعلم أحداً رفعه غير خالد عن شعبة.

ص: 1100

وخالد، ثقة مأمون، انتهى ملخصاً.

614 -

وقوله بعده: ورواه البزار من حديث عبد الله بن عمر أو ابن عمرو، ولا يحضرني الآن أيهما، ولفظه: "رضى الرب في رضى الوالدين

" وذكر تمامه.

قلت: قد أورده الهيثمي في مجمعه عنه من حديث ابن عمر، لكن ذكر الوالد بالإفراد في الموضعين. قال: وفيه عصمة بن محمد، وهو متروك.

ص: 1102

615 -

قوله أول الترهيب في عقوق الوالدين، في حديث المغيرة، في عقوق الأمهات: رواه البخاري وغيره.

هذا لفظ البخاري في أوائل كتاب الأدب.

وكذا رواه مسلم بهذا اللفظ، وعنده: "وكره لكم ثلاثاً

".

وفي رواية أخرى لمسلم: "إن الله حَرَّمَ ثلاثاً ونهى عن ثلاث: حرم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ولا وهات، ونهى

ص: 1103

عن ثلاث

" الحديث.

616 -

قوله: وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: "ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث

". ثم قال: رواه أحمد واللفظ له، والنسائي.

هذا بعينه تقدم في شرب الخمر، وذكرنا هناك لفظ النسائي، وأن الحديث من رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

وهنا وقع للمصنف، التحريف والوهم، فقال: إنه عبد الله بن عمرو بن العاص.

وهناك قال: عن عبد الله بن عمر وهو الصواب بلا شك.

617 -

قوله في حديث أبي هريرة: "ولا يجد ريحه منان".

ص: 1104

كذا وجد في نسخ هذا الكتاب، بتذكير الريح، والذي في مجمع الهيثمي:"ريحها"، وهو الصواب، وهذا واضح لا يخفى.

618 -

قوله أول الترغيب في صلة الرحم، وعكسه، في حديث أبي هريرة:"فليصل رحمه".

ثم عزاه إلى البخاري ومسلم، وكذا فعل في الضيافة، وفي أذى الجار (لكنه) قال:"أو ليسكت".

ص: 1105

وهو تساهل في العبارة، وتكثير سواد، فلا يعزى إلى البخاري إذ ليس عند مسلم فيه: صلة الرحم. بل أبدلها في رواية: بإكرام الجار.

وفي رواية: بترك أذاه. وفي رواية: بالإحسان إليه.

وكان ينبغي ذكره هناك لأنه محله.

619 -

قوله: "يُنَسَّأله". بتشديد السين -أي مع فتح النون-.

وليس كذلك، إنما هو بإسكان النون وتخفيف

ص: 1106

السين. والتشديد إنما هو في النسيان، غير المهموز، مثل الحديث الذي تقدم في تعاهد القرآن:"نَسِيْتُ آية كَيْتَ وكيت، بل هو نُسِّي". وهذا كله واضح لا خفاء به.

620 -

قوله في آخر حديث أبي أيوب: "إن تَمَسَّك بما أمرته به". كذا وجد، وهو سبق قلم، وإنما هو:"أُمِرَ به".

621 -

عزوه حديث درة بنت أبي لهب، إلى كتاب

ص: 1107

الثواب لأبي الشيخ والزهد للبيهقي.

قد رواه أحمد أيضاً، بلفظين، أحدهما مختصر، وقد أمليناه في هذه الحاشية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث ذكره المصنف كما هنا.

واللفظ الآخر لأحمد في أوله قصة، وأن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: مَنْ خيرُ الناس؟ فقال: "أفقههم في دين الله وأوصلهم لرحمه".

قال أسود بن عامر -شيخ أحمد-: وذكر فيه شريك -يعني شيخه- شيئين آخرين فلم أحفظهما.

ورواه الطبراني في الكبير أيضاً بالقصة نحوه، لكن في اللفظين المشار إليهما أن السائل رجلٌ مبهم لا دُرَّة، بل هي الراوية للحديث بالقصة وبدونها. بخلاف رواية الأصل المذكورة هنا وهناك بالحروف، ففيها أن درَّةَ هي السائلة، والعلم عند

ص: 1108

الله.

622 -

قوله في حديث أبي هريرة: (إن لي قرابةً أَصِلُهُم ويقطعُوني). ضبط الحافظ أبو موسى المديني في ترغيبه هذه اللفظة: (ويقطعونِّي)، بتشديد النون -أي: مع المد- وذكر أن أصلها: (يقطعونني) -يعني بفك الإدغام- مثل قول الله تعالى: {أَتُحَاجُّونِّي} .

(وكذا): {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} . وكذا: {أَتَعِدَانِنِي} على قراءة الإدغام فيهن.

ص: 1109

وقال أبو البقاء في إعراب الحديث له: الصواب: (ويقطعونني) بنونين أو بنون واحدة مشددة، لأن هذا الفعل مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والنون الأخرى نون الوقاية.

قال: ومما جاء من المشدد قوله تعالى: {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ} . هذا كلامه.

623 -

ذكره هنا حديث

ص: 1110

أم كلثوم في ذي الرحم الكاشح.

كذا قَدَّمَهُ في الصدقة، وذكره هناك بمعناه من حديث حكيم بن حزام.

وقد رواه أحمد أيضاً من حديث أبي أيوب.

624 -

قوله بعده في حديث أبي هريرة: "ثلاث من كن فيه

وفي آخره: يدخلك الجنة".

كذا في بعض النسخ، وهو الذي في مجمع الهيثمي،

ص: 1111

منسوباً إلى البزار والطبراني.

وفي بعض النسخ: "يدخلك الله (الجنة) ".

625 -

عزوه حديث أبي بكرة في البغي والقطيعة، إلى الترمذي وابن ماجه.

كذا رواه أبو داود.

ص: 1112

626 -

قوله في حديث جبير بن مطعم: "لا يدخل الجنة

ص: 1113

قاطع". قال سفيان.

هو: ابن عيينة، راويه عند الشيخين والترمذي، وكذا عند أبي داود، ولكن المصنف لم ينسبه.

627 -

قوله في أثناء الترغيب في كفالة اليتيم، وما معه، في حديث ابن عباس:"وكنت أنا وهو في الجنة أخوان".

كذا وجد، وإنما هو: أخوين، وهو ظاهر.

ص: 1114

628 -

قوله في حديث عمرو بن مالك: "إلى طعامه وشرابه".

أسقط المصنف بعده: "حتى يغنيه الله"، وهو في نفس الحديث، ولا أعرف سبب إسقاطه، ويدل عليه سياق اللفظ في الذي بعده:"حتى يستغني عنه".

ص: 1115

629 -

وقوله في الحديث المذكور: رواه أبو يعلى.

أي: وهذا لفظه.

630 -

قوله أول الترهيب من أذى الجار، في حديث أبي هريرة الذي أشرنا إليه في صلة الرحم:"فلا يؤذ جاره".

في نسختي بهذا الكتاب، وبالبخاري وغيرهما من النسخ بهما هنا بلا ياء في آخر: يؤذي.

وفيه في باب الوصاة بالنساء، بإثباتها.

ص: 1116

قال النووي في شرح مسلم: وقع في الأصول -يعني بمسلم- يؤذي، بالياء، ورويناه في غير مسلم بحذفها، وهما صحيحان، فحذفها للنهي، وإثباتها على (أنه) خبر يراد به النهي، فيكون أبلغ.

ومنه قول الله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ} . على قراءة من رفع.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يبيع أحدكم على بيع أخيه"، ونظائره

ص: 1117

كثيرة، انتهى ملخصاً.

631 -

قوله بعده، وعن أبي شُرَيح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

مثل هذه الرواية الأخيرة. رواه مسلم.

ثم قال: وعند عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

وذكر مثل الأول، إلا أنه قال:"أو لِيَصْمُت".

ثم قال: رواه أحمد بإسناد حسن، انتهى.

هذان الحديثان يوجدان هنا (في بعض النسخ دون معظمها، والأشبه حذفهما هنا) لأنهما يأتيان بتمامهما في أثناء هذا الباب بعينه.

ص: 1118

632 -

قوله في حديث أبي هريرة: "والله لا يؤمن -مرتين-

" إلى آخره. ثم عزاه إلى الشيخين، ثم قال: وفي رواية لمسلم: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جارُه بوائقَه".

ثم ذكر حديث أبي شُرَيح: "والله لا يؤمن -ثلاثاً-" قيل: يا رسول الله، لقد خاب وخسر، من هذا؟

وفي بعض النسخ: من هو؟ قال: "من لا يأمن جارُه بوائقَه".

قالوا: وما بوائقه؟ قال: (شره). ثم قال: رواه البخاري، انتهى.

هذا يقتضي ويوهم أن الشيخين أسندا حديث أبي هريرة الأول هكذا. وأنه عند مسلم بلفظين، كما أشار إليه بعده بقوله: وفي رواية لمسلم.

وإنما روى مسلم من طريق

ص: 1119

إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: "لا يدخل الجنة

" إلى آخره.

وأما البخاري فإنه روى حديث أبي شُريح عن عاصم بن علي (عن) ابن أبي ذئب عن سعيد -وهو المقبري- عنه، بتكرير "والله لا يؤمن" ثلاثاً، قيل: يا رسول الله، ومن؟ قال:"الذي لا يأمن جاره بوائقه".

ص: 1120

وأما الزيادة المذكورة هنا في آخره فهي مقحمة بلا ريب.

ثم قال البخاري: تابعه شبابة وأسد بن موسى.

ثم قال: وقال حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وأبو بكر بن عياش

ص: 1121

وشعيب بن إسحاق عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة. انتهى.

يعني: أن هؤلاء الأربعة الآخرين، جعلوا الحديث عن أبي هريرة، وأولئك الثلاثة (الأولين) جعلوه عن أبي شُريْح.

وقد نقل أبو معن الرازي عن أحمد: أن من سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة، يقول فيه: عن أبي هريرة، ومن سمع منه بغداد يقول: عن أبي شريح. انتهى.

قيل: والأكثر قالوا فيه: عن أبي هريرة. لكن الرواية عند البخاري عن أبي شريح، أصح.

ص: 1122

ولم يعز الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد حديث أبي هريرة

ص: 1123

الأول إلى الإمام أحمد أيضاً، إنما ساقه نحوه بالزيادة المذكورة فيه هنا من المعجمين الكبير والأوسط للطبراني.

ثم قال: وفيه أيوب بن عتبة.

633 -

قوله في حديث معاوية بن حيدة: "وإن اعوَرَّ سترته".

هو بالعين والراء المهملتين، والعَوَر -بفتح الواو- العيب، وكل معيب أَعْوَر، والأنثى عَوْرَاء. ويقال للكلمة القبيحة، وهي السقطة: عَوْرَاء.

والعَوْرَةُ: سَوْءَةُ الإنسان، وكل ما يُسْتَحى منه. وسميت عورة، لقبح ظهورها ولغض الأبصار عنها، (وتكرر) ذكر ستر العورة.

ص: 1124

وقال الشاعر:

ليدفع مُعْوَرٌ عن مُعْوِرِ

634 -

عزوه حديث أبي شريح، في الإحسان إلى الجار، إلى مسلم-.

كذا رواه البخاري أيضاً، لكن عنده:"فليكرم جاره".

وبعده: "فليكرم ضيفه جائزته".

وفي آخره: "فليقل خيراً أو ليصمت".

635 -

قوله في الترغيب في الضيافة، في حديث أبي هريرة،

ص: 1125

في استضافة ذاك الرجل المجهود الأنصاري: رواه مسلم وغيره.

كذا رواه البخاري أيضاً بنحوه في موضعين.

636 -

قوله في حديث المقدام: "إن شاء قضى".

هذا تصحيف ظاهر، وإنما هو:"اقتضى".

ص: 1126

637 -

قوله: وعن التَّلِب.

هو: ابن ثعلبة بن ربيعة التميمي العنبري ، صحابي فرد له عند أبي داود والنسائي حديث واحد، في حشرات الأرض.

ص: 1127

وهو بفتح المثناة الفوقانية، وكسر اللام. قال شيخنا ابن حجر في التقريب: وبتشديد الموحدة، قال: وقيل بتخفيفها.

قال ابن الجوزي في التلقيح: وقيل التِلْب -أي: بكسر أوله وإسكان ثانيه-. وكان شعبة وحده يقوله بالثاء المثلثة. أي: في أوله.

638 -

قوله بعده في حديث أبي سعيد: "فما زاد بعد ذلك".

ص: 1128

هكذا في بعض النسخ، وفي بعضها:"جلس"، وهو لفظ: مجمع الزوائد.

639 -

قوله في حديث وفادة عبد القيس: (الصَّفَا والمُشَقَّر).

ص: 1129

هو بضم الميم وفتح الشين المعجمة والقاف المشددة، آخره راء مهملة؛ حصن بالبحرين قديم.

640 -

قوله في الترهيب أن يحتقر المرء ما قُدِّم له، و"نعم الإدام الخل": في الصحيح.

أي: لمسلم.

641 -

قوله في الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة، في حديث الرجل الصحابي المبهم: "من نصب شجرة

"

ص: 1130

الحديث: رواه أحمد، وفيه قصة، وإسناده لا بأس به. انتهى.

رواه عن عبد الرزاق عن داود بن قيس الصنعاني -وليس هو

الفراء- عن عبد الله بن وهب بن منبه عن أبيه عن فَنَّجٍ-

ص: 1131

وهو بفتح الفاء والنون المشددة وبالجيم -اليماني مصروف-.

ذكره ابن الجوزي في تلقيحه من الأفراد.

وأفاد ابن ماكولا في إكماله فزاد آخر، وهو:(فَتْح) -بالتاء الساكنة، والحاء- ابن نصر المصري، قال: يعرف بفَنَّج، حَدَّثَ عن حسان بن غالب، روى عنه عبد الله بن أبي سفيان الموصلي، انتهى.

قال فَنَّجُ الأول (كنت أعمل في الدَّيْنبَاذ -وهو بفتح المهملة أوله، وإسكان المثناة التحتانية بعدها نون وموحدة

ص: 1132

مفتوحتان وآخره ذال معجمة- أُعَالج فيها، فلما قدم يعلى وهو ابن أمية الصحابي، أميراً على اليمن، جاء معه برجال، فجاءني رجل ممن قدم معه، وأنا في الزرع أُصَرِّفُ الماء فيه، معه في كُمِّه جوز

الحديث.

قال الشريف الحسيني في رجال المسند: الحديث منكر.

وقال الهيثمي في مجمعه: فَنَّج، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجال ثقات، انتهى.

وقال الذهبي (في المشتبه): فَنَّج مجهول، انتهى.

ص: 1133

وصحابيه المبهم، قال أبو القاسم ابن بشكوال في مبهماته: في رواية أنه وَبْرُ بن يُحَنَّس، من الصحابة.

وقد ذكره فيهم صاحب التلقيح (ثم) التجريد، وقال: إنه خزاعي. والله أعلم.

642 -

قوله في أول الترهيب من البخل والشح، عن أنس في الاستعاذة من البخل والكسل

(إلى) آخره، ثم قال: رواه مسلم وغيره.

أي: هكذا مختصراً، ورواه أيضاً بنحوه من طريق آخر.

ورواه البخاري في الدعوات من غير

ص: 1134

طريقي مسلم، بلفظ آخر، وهو مختصر من حديث في قصة خيبر، وذِكْرِ صَفِيِّه.

643 -

قوله: وعن عبد الله بن عمرو قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إياكم والظلم

" الحديث.

ص: 1135

وفيه: الفُحش والتفحش والشح، وأي الإسلام والهجرة أفضل؟

ثم قال: رواه أبو داود مختصراً، والحاكم وصححه على شرط مسلم، واللفظ له.

كذا هنا عبد الله بن عَمرو -أي: ابن العاص- وهو وَهْمٌ حصل من خلط حديثين متباينين عن صاحبيين، كما ستعرفه.

فراوي هذا السياق المطول المعزو إلى الحاكم هو: عبد الله بن عُمر بن الخطاب، وهو من طريق محمد بن جُحَادة عن بكر بن عبد الله المزني عنه.

وقد رواه الحسن بن عرفة

ص: 1136

وغيره (عنه) بنحوه من هذا الطريق لكن بدون لفظ خطبنا، في أوله.

وبكسر التابعي، لم يرو عن ابن عَمرو بن العاص، وإنما روى عن ابن عمر بن الخطاب.

وقد روى عنه في الصحيح وغيره، غير هذا الحديث.

وقد روى الأصبهاني من طريق المحاملي إلى زيد بن

ص: 1137

أسلم عن ابن عُمر مرفوعاً: "إياكم والخيانة، فإنها بئست البطانة، وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم، قطعوا به أرحامهم، وسفكوا به دماءهم".

وأما السياق الذي رواه أبو داود مختصراً، مقتصراً على ذكر الشح فقط فراويه عبد الله بن عَمرو بن العاص، وهو من طريق عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث -المَكتِب- عن أبي كثير وهو: زهير بن الأقمر الزُّبَيْدي عن عبد الله بن عَمرو قال: خطب

ص: 1138

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إياكم والشح

" وذكره بنحو سياق الأصل في الشح لا غير.

ورواه النسائي في التفسير من هذا الطريق، أتم منه، وزاد في أوله:"اتقوا الظلم".

ورواه في البيعة، وفي السير

ص: 1139

من الطريق المذكورة أيضاً بلفظ: قال رجل: يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟

إلى آخره.

فلما رأى المصنف هذا (ظن) اتحاد الحديثين، وهو مَظِنة الالتباس وموضع الاشتباه، وكثيراً ما يقع ذلك في هذا الكتاب، وإنما الأمر على ما ذكرته مُفَصَّلاً.

نعم، روى البيهقي في البعث والنشور مطولاً، وشيخه

ص: 1142

الحاكم في المستدرك مختصراً، وصحح إسناده، من طريق حسين المعلِّم عن عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي عن

ص: 1143

عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام -وعند الحاكم: الرحم- وسوء الجوار، وحتى يؤتمن الخائن ويُخَوَّن الأمين".

قال: "ومثل العبد المؤمن كمثل القطعة الجيدة من الذهب، أدخلت النار، فنفخ عليها فلم تتغير".

ص: 1145

وقال البيهقي: "فخرجت طيبة وَوُزِنَتْ فلم تنقص، قال: ومثل العبد المؤمن كمثل النحلة أكلت طيباً ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد".

وقال: "موعدكم حوضي، وعرضه مثل طوله، وبُعْدُه ما بين أيلة إلى مكة، فيه أمثال الكواكب أباريق، ماؤه أشد بياضاً من الفضة، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعده أبداً"، وفي أوله وآخره ذكر عبيد الله بن زياد، والحوض.

وقد رواه الأصبهاني بنحوه وأطول منه، وزاد قبل ذكر

ص: 1146

الحوض في آخره: "والذي نفسي بيده إن أفضل الشهداء المقسطون، وأفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل الهجرة من هجر ما حرم الله ورسوله".

ومحل ذكره في الترهيب من الفحش أو غيره، مما هو مذكور فيه، مع أن المصنف لم يَسقه في هذا الكتاب، ونحن سقناه هنا لما وقع في ذكر صحابي الحديث.

644 -

تفسيره الشُّح الهالع، بالمُحْزِن، هو مأخوذ من كتاب الغريبين للهروي.

لكن قول المصنف بعده: والهَلَعُ أشدُّ الفزع -بالفاء- تصحيف، ولعله من بعض النساخ، وإنما هو الجزع (-بالجيم-) بلا شك، وهذا كله واضح.

ص: 1147

645 -

ذكره في أثناء هذه الترجمة حديث: "المؤمن غِرٌّ كريم والفاجر خَبٌّ لئيم"، ثم تفسيره له.

عجيب لا وجه لذكره هنا، وينبغي تحويله.

إنما الذي يُذْكَر هنا: السَّخَاء وضده، لا المكر والخداع. وقد فسر الخَبّ قبل هذا بالمعنى ثم كرره، وما بالعهد من قِدَم. وقد قال في حواشي مختصره للسنن: الغِرُّ ضِدُّ الخَبّ. وقال: يريد أن المؤمن محمود من طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم وحسن خلق. انتهى.

ص: 1148

وقد أدخل الحديث في المختصر تبعاً لأبي داود، في باب حسن العشرة. وهنا أدخله في باب البخل تبعاً للترمذي.

ثم ظهر لي وجه مناسبة ذلك، وهو ذكر اللؤم.

قال الجوهري وغيره: اللئيم الدنيء الأصل، الشحيح النفس.

وفي صحيح مسلم وغيره، في حديث موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام:"فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاماً، فطافا في المجالس فاستطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما".

وقال قتادة: (شَرُّ القُرَى التي لا تُضيف الضيف،

ص: 1149

ولا تعرف لابن السبيل حقه).

وقال الأصبهاني: (الغِرّ) الذي يَنْخَدع، والخَبّ: الذي يَخْدَع.

646 -

قوله في الترغيب في قضاء حوائج المسلمين، وما معه:"حتى يُثْبت له حقه".

وكذا: "حتى يُثْبِتَها له". يروى بالتخفيف والتشديد.

647 -

ذكره بعده حديث أبي هريرة: "من نفس عن

ص: 1150

مسلم

ومن يسر على مسلم

ومن ستر على مسلم

والله في عون العبد

" معزواً إلى مسلم والأربعة، وأن اللفظ للترمذي.

أقول: لفظ الأصل هو أحد لفظي الترمذي وأبي داود.

وأما ابن ماجه فإنه رواه تاماً لا مختصراً، وكذا مسلم بنحوه. ورواه أبو داود والترمذي تاماً ومختصراً.

ص: 1151

وقد أشرت في أوائل كتاب العلم من هذا الإملاء، إلى تخريج هذا الحديث من كتب المذكورين وألفاظهم فيه، حيث ساقه المصنف بتمامه أول موضع ذكره فيه.

648 -

قوله في أواخر الباب، في حديث ابن عمر: (أي الناس أحب إلى الله

): رواه الأصبهاني.

كذا الطبراني في الثلاثة،

ص: 1152

وفي أوله: (أي الناس أحب إلى الله، وأي الأعمال أحب إلى الله؟).

وقد سقط هذا الثاني هنا، ولا بد منه.

649 -

ذكر (آخره) حديث أبي أمامة: "من شفع شفاعة (لأحد" والذي رأيته في نسخ أبي داود

ص: 1155

ومختصره للمصنف: "من شفع لأخيه بشفاعة").

وغالب هذا الكتاب المعنى، فتنبه وافهم، ولا تقلد، ولا قوة إلا بالله.

* * *

ص: 1156