الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع: مسند الأسود بن سريع1 رضي الله عنه
…
مسند الأسود بن سريع1 رضي الله عنه
43-
حديث "هاتِ ما امْتَدَحْتَ بِهِ رَبَّك".
قال الرِضى2: " (هاتِ) من أسماء الأفعال. هاتِ بمعنى أَعْطِ، ويتصرّف بحسب المأمور إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً. تقول: هاتِ، هاتِيا، هاتُوا، هاتِي، هاتِيا، هاتِين. وتصرّفه دليل فعليته، تقول هاتِ لا هاتيت، وهاتِ إنْ كان بك مهاتاة، وما أُهاتيك أي ما أعاطيك"3. قال الجوهري: "لا يقال منه هاتَيْتُ ولا يُنْهَى منه4. فهو على ما قال ليس بتام التصرف". وقال الخليل: "أصل هاتِ آت من آتى يُؤتي إيتاء، فقلبت الهمزة هاء5. ومن قال هو اسم فعل6 قال لحوق الضمائر به لقوة مشابهته لفظاً للأفعال. ويقول في نحو مهاتاة وهاتيت إنه مشتق من هاتي كأحاشي من حاشى، وبَسْمَلَ من بِسم الله". انتهى.
1 الأسود بن سريع التميمي السعدي الشاعر المشهور، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم، نزل البصرة وكان قاصاً شاعراً محسناً، وهو أول من قصّ في مسجد البصرة قيل مات سنة 42 هـ. انظر الإستيعاب 1/72. الإصابة 1/ 59.
43-
الحديث عن الأسود بن سريع، وأوله قال:" يا رسول الله إني قد حمدت ربي بمحامد 000 " انظر: مسند أحمد 3/435.
2 شرح الكافية للرضى 2/70.
3 في بعض النسخ (أعطيك) . وفي شرح الكافية للرضى 2/ 75 (كما أعاطيك)، وفي الصحاح (هيت) :(وما أهاتيك كما تقول ما أعاطيك) .
4 في بعض النسخ (ولا يبني منه) . وفي الصحاح (ولا ينهي بها) .
5 انظر: الصحاح (مادة هيت) 1/271.
وفي تاج العروس (هتي: هات) : يقال هاتى يهاتى مهاتاة، الهاء فيها أصلية، ويقال بل مبدلة من الألف المقطوعة في آتى يؤاتي، لكن العرب قد أماتت كل شيء من فعلها غير الأمر في هات. ولا يقال منه هاتيت ولا ينهى بها. وأنشد ابن برى لأبى نخلة:
قل لفًراتٍ وأَبي فُرات
…
ولسعيدٍ صاحبِ السوآتِ
هاتوا كما كنا لكم نُهاتي
6 ذهب الزمخشري إلى أن (هات وتعال) اسما فعلين للأمر. قال ابن يعيش:" (هات) هو اسم لأعطني وناولني ونحوهما.." شرح المفصل لابن يعيش 4/25، 30.
الباب العاشر: مسند الأشْعَث بن قَيْس الكندي7 رضي الله عنه
…
مسند الأشْعَث بن قَيْس الكندي7 رضي الله عنه
44-
حديث "لا يَشْكرُ الله مَنْ لا يَشْكُر النّاس".
7 الأشعث بن قيس الكندي، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر في وفد كندة، وكان رئيسهم فأسلموا. وكان في الإسلام وجيهاً في قومه، إلاّ أنه ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فأسر وأحضر إلى أبي بكر فأسلم وأطلقه وزوجه أخته أم فروة. ولما استخلف عمر خرج الأشعث مع سعد إلى العراق وشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند. قيل مات سنة 42 هـ. أنظر: الاستيعاب 1/103. الإصابة 1/66.
44-
مسند أحمد 5/211، 212.
قال أبو البقاء1: "الرفع في (يشكر) في الموضعين لا يجوز غيره لأنّه خبر وليس بنهي ولا شرط. و (مَنْ) بمعنى الذي". انتهى.
وقال ابن الأثير في النهاية2: "معناه إنّ الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالأخر. وقيل معناه إنّ مَنْ كان مِنْ طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته وطبعه كفر نعمة الله وترك الشكر له. وقيل معناه إنّ من لا يشكر الناس كمن لا يشكر الله وإن شكره. كما تقول: لا يحبّني من لا يحبّك. أي إنّ محبّتك مقرونة بمحبتي، فمن أحبني يحبك، ومن لم يحبّك فكأنه لم يحبّني. وهذه الأقوال مبنيّة على الرفع في اسم الله تعالى ونصبه". انتهى.
وقال الحافظ أبو الفضل العراقي3 في أماليه: "المعروف المشهور في الرواية النصب في اسم الله تعالى، وفي الناس، ويشهد لذلك حديث النّعمان بن بشير " ومَنْ لَمْ يَشْكُرْ لِلناسِ لَمْ يَشْكُر الله" 4، رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند. وذكر القاضي أبو بكر بن العربي5 أنّه روى برفعهما ونصبهما، ورفع أحدهما ونصب الآخر، فهذه أربعة أوجه". انتهى.
45-
حديث "كانَ بَيْني وبَين رَجُلٍ خُصومةٌ في شيء فاخْتَصَمْنا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: شاهِداك أو يَمينه".
قال القاضي عياض: "كذا الرواية، وارتفع (شاهداك) بفعل مضمر"، قال سيبويه6:
1 إعراب الحديث للعكبرى رقم 26.
2 النهاية في غريب الحديث 2/493.
3 أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين زين الدين العراقي ولد سنة 725 هـ قدم القاهرة وهو صغير، كان حافظ العصر. من مؤلفاته: التقييد والإيضاح على مقدمة ابن الصلاح، الألفية في الحديث، تخريج أحاديث الأحياء، تكملة شرح الترمذي. مات سنة 806 هـ.
انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي 539، ذيل تذكرة الحفاظ ص220-239.
4 الحديث في الترمذي 3/248 برقم 2021.
5 العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافرى الإشبيلى المالكي، ولد سنة 468 هـ وتوفى بفاس سنة 543 هـ. من مصنفاته: العواصم من القواصم، أحكام القرآن، عارضة الأحوذي في شرح الترمذي.
انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1470. الأعلام للزركلي 6/230.
45-
مسند أحمد 5/ 211. البخاري: كتاب الرهن 5/145، كتاب الشهادات 5/280. مسلم 2/158.
6 في سيبويه بتحقيق هارون 1/141: شاهداك أي ما ثبت لك شاهداك. وفي طبعة بولاق 1/71: أي شاهداك ما يثبت لك، أو ما يثبت لك شاهداك.