الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعض الآثار
قال بشر بن الحارث: طلب العلم إنَّما يدل على الهرب من الدنيا ليس على حبها. (1)
قال الأوزاعي: العلم ما جاء عن أصحاب محمد وما لم يجيء عنهم فليس بعلم.
وحيث أن العلم هو كما قال الأوزاعي رحمه الله هو ما جاء عن أصحاب محمد ولذلك فإنَّه لم يأت عنهم سوى ميراث نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد حرّق عمر رضي الله عنه الكتب العجمية، ذكر ذلك شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم. (2)
(1) الحلية 8/ 347.
(2)
ص128.
والعلم يطلب لوجه الله ويبذل لوجهه لا بالمعاوضات المالية، وكم ذكر الله في القرآن قول الأنبياء عليهم السلام لأقوامهم:{ما نسألكم عليه من أجر} .
وهكذا أتباعهم على الحقيقة، قال أبو العالية: علّم مجّاناً كما عُلِّمت مجاناً.
وسُئل إسحاق بن راهويه رحمه الله عمّن يحدّث بالأجر؟ قال: لا تكتب عنه. (1)
كذلك يقول الإمام أحمد بن حنبل: لا تكتبوا العلم عمن يأخذ عليه عرضاً من الدنيا. (2)
وقال أبو زكريا العنبري: العالم المختار أن يرجع إلى حسن حال، فيأكل الطيب الحلال ولا يكسب بعلمه
(1) سير أعلام النبلاء 11/ 369.
(2)
طبقات الصوفية.
المال ويكون علمه له جمال وماله من الله منّ عليه وإفضال. (1)
كان بعض المشايخ عند الشيخ عبد الباقي بن يوسف المراغي حين دخل عليه عبد الصمد ومعه المنشور بقضاء همذان فقام الشيخ المراغي وصلى ركعتين ثم أقبل عليهم وقال: أنا في انتظار المنشور من الله على يد عبده ملك الموت، أنا بذلك أليق من منشور القضاء، ثم قال: قعودي في هذا المسجد ساعة على فراغ القلب أحب إليًّ من مُلك العراقين ومسألة في العلم يستفيدها مني طالب علم أحب إليَّ من عمل الثقلين، والله لا أفلح قلب تعلّق بالدنيا وأهلها لم يحصل على طائل من العلم ولو علم ما علم فإنَّما ذلك ظاهر من العلم والعلم النافع وراء ذلك.
(1) سير أعلام النبلاء 15/ 534.
والله لو قطعت يدي ورجلي وقلعت عيني أحبّ إليَّ من ولاية فيها انقطاع عن الله والدار الآخرة وما هو سبب فوز المتقين وسعادة المؤمنين. (1)
وقال سُحنون: أكلٌ بالمسكنة ولا أكلٌ بالعلم محب الدنيا أعمى لم ينوّره العلم. (2)
قال حبيب بن عبيد الرحبي: تعلموا العلم واعقلوه وتفقهوا به ولا تعلموه لتتجملوا به فإنَّه يوشك إن طال بكم عمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل ذو البزّ ببزّه. (3)
وقال كعب الأحبار: يوشك أن تروْا جهال الناس يتباهون بالعلم ويتغايرون على التقدم به عند الأمراء كما يتغاير النساء على الرجال، وذلك حظهم من علمهم.
(1) سير أعلام النبلاء 19/ 171.
(2)
سير أعلام النبلاء 12/ 65.
(3)
سير أعلام النبلاء 13/ 241.
ذكر الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد عن العاصمي قال ما معناه. أن أول مدرسة نظامية بنيت ببغداد وطلب لها العلماء وأُجري لهم ولطلاب العلم مرتبات، والتحق بها كثير.
ولما عَلِمَ علماء بخارى بكوْا بكاءً شديداً متأسفين على العلوم الإسلامية، فقيل لهم: ما هذا البكاء وما هذا الجزع؟ ما هي إلَاّ مدرسة دينية للعلم كالتفسير والحديث والفقه وغيرها، فقال العلماء: إن العلم شريف في نفسه سامٍ لا يحمله إلَاّ النفوس السامية الزكية الشريفة ويشرفون بشرف العلم.
أمَّا إذا أُجريت المرتبات لطلابه أقبل إليه من لا خير فيه من السقطة والأراذل الذين يريدون بتعلمهم العلم لنيل المناصب والوظائف وأخذ المرتبات فيزول العلم ويسقط بسقوط وإزالة حملته فيصبح العلم الشريف لا قيمة له.
ثم قال العاصمي: أمَّا اليوم فلا طالب ولا مطلوب ولا راغب فيه ولا مرغوب لفساد الزمان. انتهى. (1)
(1) الدرر السنية 16/ 9.