المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معركة فار سكور وأسر لويس التاسع وسقوط جيشه وهزيمتهم - التتار من البداية إلى عين جالوت - جـ ٧

[راغب السرجاني]

فهرس الكتاب

- ‌المماليك

- ‌أسباب جهل المسلمين بفترة حكم المماليك

- ‌لمحة سريعة عن الدولة الأيوبية

- ‌حروب الأيوبيين في الشام مع الملك نجم الدين أيوب

- ‌انشقاق الجنود الخوارزمية عن جيش الملك نجم الدين أيوب

- ‌قصة المماليك

- ‌ترقية المملوك على قدر نبوغه

- ‌انتساب المماليك إلى سيدهم

- ‌العلاقة بين الملك نجم الدين أيوب والمماليك وكيفية تربيتهم

- ‌الحملة الصليبية السابعة على مصر

- ‌معركة فار سكور وأسر لويس التاسع وسقوط جيشه وهزيمتهم

- ‌موقعة المنصورة

- ‌سقوط دمياط في يد الصليبيين

- ‌صفات توران شاه في الحكم وقصة مقتله

- ‌المماليك وحكم مصر

- ‌شجرة الدر وحكم مصر

- ‌تولي شجرة الدر لحكم مصر

- ‌زواج شجرة الدر من عز الدين أيبك الصالحي وتوليه لحكم مصر

- ‌قتل الملك المعز لفارس الدين أقطاي

- ‌نشأة المماليك المعزية وتعكر العلاقة بين الملك المعز والمماليك الصالحية

- ‌مقتل الملك المعز وشجرة الدر

- ‌هروب قادة المماليك البحرية إلى الشام

- ‌ولاية نور الدين علي بن الملك المعز

الفصل: ‌معركة فار سكور وأسر لويس التاسع وسقوط جيشه وهزيمتهم

‌معركة فار سكور وأسر لويس التاسع وسقوط جيشه وهزيمتهم

وصل توران شاه بن الصالح أيوب إلى المنصورة بعد هذا الهجوم الأخير بعشرة أيام في يوم (17) ذي القعدة سنة (647) من الهجرة، وتسلم السلطان الشاب مقاليد الحكم، وأعلن رسمياً وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، وولاية توران شاه لحكم مصر والشام، ثم بدأ توران شاه في التخطيط لهجوم جديد على الصليبيين، وكانت حالة الجيش الصليبي قد ساءت جداً بعد انتصار المنصورة الرهيب، وتراجع ناحية دمياط، فتبعه الجيش المسلم بسرعة، وبدأ يخطط لحرب جديدة، وبالفعل التقى الجيش المصري مرة أخرى مع الجيش الصليبي عند مدينة فارسكور بالقرب من دمياط، وكان هذا اللقاء في أوائل محرم سنة (648) من الهجرة بعد أقل من شهرين من موقعة المنصورة الكبيرة، وقاد هذه الموقعة توران شاه الملك الجديد، وكان الذي يتحكم في كل مجريات الأمور في الحرب هم فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس قادة الجيش المصري في ذلك الوقت.

وفي موقعة فارسكور أُسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، ووقع جيشه بالكامل ما بين قتيل وأسير، وموقعة فارسكور من أعظم مواقع الإسلام، وحمل الملك لويس التاسع مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة، وحبس في دار فخر الدين إبراهيم بن لقمان المشهور، ووضعت عليه شروط قاسية جداً ليفتدي نفسه من الأسر، وكان من ضمنها أن يفتدي نفسه بثمانمائة ألف دينار من الذهب، يدفع نصفها حالاً والباقي مستقبلاً، على أن يحتفظ توران شاه بالأسرى الصليبيين إلى أن يتم دفع بقية الفدية، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى المسلمين وتسليم دمياط للمسلمين، وهدنة بين الفريقين لمدة عشر سنوات.

فقد كانت هذه الموقعة انتصاراً باهراً بكل المقاييس، وجمع النصارى في فرنسا وفي غيرها نصف الفدية بصعوبة، وأطلقوا سراح الملك لويس التاسع إلى عكا، وكانت إمارة صليبية في ذلك الوقت، نسأل الله عز وجل أن يحررها من دنس اليهود الآن.

ص: 11