الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَصْل السَّادِس وَالْعشْرُونَ
ذكر تَجْهِيزه وَدَفنه صلى الله عليه وسلم
أعلم أَنه لما أَرَادوا غسله حِين وضعوه على سَرِيره اخْتلفُوا فِي هَل يغسل فِي ثِيَابه أَو يجرد عَنْهَا وقوى الْعَزْم على تجريده كَمَا هِيَ سنة شَرعه فِي الْمَوْتَى فألقي على من حضر نوم فَسَمِعُوا قَائِلا يَقُول وَلَا يرَوْنَ شخصه وَلَا يدْرِي من هُوَ اغسلوه فِي قَمِيصه فَفَعَلُوا ذَلِك
وَالَّذِي تولى غسله صلى الله عليه وسلم جمَاعَة وهم عَليّ وَعَمه الْعَبَّاس وولداه الْفضل وَقثم ومولياه أُسَامَة وشقران وحضرهم من الْأَنْصَار أَوْس ابْن خولي رضي الله عنه
وأسنده عَليّ إِلَيْهِ ونفضه فَلم يخرج مِنْهُ شَيْء وفاحت رَائِحَة طيبَة فَوق رَائِحَة الْمسك والعنبر وكل رَائِحَة ذكية فامتلأت بهَا أرجاء الْمَدِينَة حَتَّى لم يبْق بهَا دَار إِلَّا شمت بهَا هَذِه الرَّائِحَة فَقَالَ عَليّ رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم طبت حَيا وَمَيتًا ثمَّ أدرج فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة من غير خياطَة
ثمَّ صلى عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ أفرادا من غير إِمَام ثمَّ أَدخل قَبره صلى الله عليه وسلم بعد أَن حفر لَهُ وألحد فِي بَيت عَائِشَة رضي الله عنها وَهُوَ الْحُجْرَة الْآن بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ