المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌غزوة حنين «1» فلما بلغ فتح مكة هوازن جمعهم مالك بن - غزوات النبي

[السيد الجميلى]

فهرس الكتاب

- ‌سرية حمزة إلى سيف البحر

- ‌سرية عبيدة بن الحارث

- ‌غزوة بواط

- ‌غزوة كرز بن جابر الفهري

- ‌غزوة العشيرة

- ‌سرية عبد الله بن جحش الأسدي

- ‌غزوة بدر الكبرى

- ‌غزوة بني سليم

- ‌غزوة بني قينقاع

- ‌سرية قتل كعب بن الأشرف

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي

- ‌سرية عبد الله بن أنيس

- ‌سرية بئر معونة

- ‌ غزوة بني النضير

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌غزوة بدر الآخرة

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة المريسيع

- ‌غزوة الخندق (غزوة الأحزاب)

- ‌بعث عبد الله بن أبي عتيك إلى قتل سلام بن أبي الحقيق (أبو رافع)

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌غزوة ذي قرد

- ‌ سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء

- ‌غزوة الغابة

- ‌سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر

- ‌سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة

- ‌سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة

- ‌سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم

- ‌سرية زيد بن حارثة إلى العيص

- ‌سرية زيد بن حارثة إلى الطرف

- ‌سرية زيد بن حارثة إلى حسمى

- ‌سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى

- ‌سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل

- ‌سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك

- ‌سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى

- ‌سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم

- ‌سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنين

- ‌سرية عمرو بن أمية الضمري

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة خيبر

- ‌فتح خيبر

- ‌فتح فدك

- ‌سرية عمر بن الخطاب إلى تربة

- ‌سرية أبي بكر الصديق- رضي الله عنه إلى بني كلاب بنجد

- ‌سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى فدك

- ‌سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة

- ‌فتح وادي القرى

- ‌عمرة القضاء

- ‌سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار

- ‌سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم

- ‌بعثه في خمسين رجلا إلى بني سليم، وقد تقدمه عين لهم وكانوا مستعدين له، ولما أن واجههم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، ثم تراموا بالنبل ساعة، ولما أحرقوهم وأحصروهم، وقتل نفر كثير، وقد أصيب ابن ابي العوجاء جريحا مع القتلى، ثم قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول صفر سنة ثمان

- ‌سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد

- ‌سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك

- ‌غزوة مؤتة

- ‌سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسّي

- ‌سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح

- ‌بعث كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا

- ‌سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل

- ‌سرية الخبط وأميرها أبو عبيدة عامر بن الجراح

- ‌سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة

- ‌سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم

- ‌سرية خالد بن الوليد إلى العزى

- ‌سرية عمرو بن العاص إلى سواع

- ‌بعث صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة عمرو بن العاص إلى سواع، وهو صنم هذيل؛ ليهدمه، قال عمرو: فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ قلت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك، قلت: لم؟ قال: تمنع، قلت:

- ‌سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة

- ‌سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجرة صلى الله عليه وسلم، إذ بعثه عليه الصلاة والسلام حين فتح مكة سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة، وكان بالمشلل للأوس والخزرج وغسان، فلما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأشهلي يهدمها، فخرج في عشرين فارسا، حتى انتهى إليها فهدمها

- ‌سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة

- ‌بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم بطن نخلة فقال: اقتلوا ما لم تسمعوا مؤذنا أو تروا مسجدا، إذ لحقنا رجلا فقلنا له: أكافر أو مسلم؟ فقال: إن كنت كافرا فمه! قلنا له: إن كنت كافرا قتلناك! قال: دعوني أقض إلى النسوان حاجة، قال: إذ دنا إلى إمراة منهن فقال لها: أسلمي حبيش، على نفد العيش، فقالت: نعم حييت عشرا وسبعا وترا، وثمانيا تترى!! قال: فقربناه، فضربنا عنقه، قال: فجاءت، فجعلت ترشفه حتى ماتت عليه! وقال سفيان: وإذا امرأة كثيرة النحض

- ‌فتح مكة

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة الطائف

- ‌سرية الطفيل بن عمرو والدوسي إلى ذي الكفين

- ‌سرية عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم

- ‌سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى خثعم

- ‌سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب

- ‌سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة

- ‌سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم طيء ليهدمه

- ‌سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة وبلى

- ‌غزوة تبوك

- ‌سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بنجران

- ‌سرية علي بن أبي طالب إلى اليمن

- ‌سرية أسامة بن زيد بن حارثة

الفصل: ‌ ‌غزوة حنين «1» فلما بلغ فتح مكة هوازن جمعهم مالك بن

‌غزوة حنين

«1»

فلما بلغ فتح مكة هوازن جمعهم مالك بن عوف النّصري، واجتمع إليه ثقيف وقومه بنو نصر بن معاوية، وبنو جشم، وبنو سعد بن بكر، ويسير من بني هلال بن عامر، ولم يشهدها من قيس عيلان غير هؤلاء، وغاب عن ذلك عقيل وبشر ابنا كعب بن ربيعة بن عامر، وبنو كلاب بن ربيعة بن عامر، وسائر إخوته فلم يحضرها من كعب وكلاب أحد يذكر، وساق بنو جشم مع أنفسهم شيخهم وكبيرهم وسيدهم فيما خلا دريد بن الصّمّة، وهو شيخ كبير لا ينتفع به، لكن يتيمن بمحضره، ورأيه السديد، وهو في هودج لضعف جسمه، ووهن قواه، وكان في ثقيف سيدان لهم في الأحلاف، قارب بن الأسود بن مسعود بن معتب، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث بن مالك وأخوه أحمر بن الحارث، والرياسة في الجميع إلى مالك النصري، فحشد من ذكرنا، وساق مع الكفار أموالهم وما شيتهم ونساءهم وأولادهم، ليحموا بذلك في القتال والجلاد، فنزلوا بأوطاس، فقال لهم دريد: ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟ فقالوا: ساق مالك مع الناس أموالهم وعيالهم، فقال: أين مالك؟ فقيل له: هوذا. فسأله دريد: لم فعلت ذلك؟ فقال مالك: ليكون مع الناس أهلهم وأموالهم فيقاتلوا عنهم، فقال له دريد: راعي ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيئا؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسلاحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك.

ثم قال: ما فعل كعب وكلاب؟ قالوا: لم يشهدها منهم أحد، قال: غاب الجد والحد، لو كان يوم علاء ورفعة لم يغب عنه كعب وكلاب، ولوددت أنكم

(1) - جوامع السيرة ص 187. بتصرف، وزاد المعاد لابن قيم الجوزية (3/ 465) وتاريخ الطبرى (2/ 344) وابن سيد الناس (2/ 187) وشرح المواهب اللدنية (3/ 5، 28) وسيرة ابن هشام (4/ 357) .

ص: 136

فعلتم كما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها من بني عامر؟ قالوا: عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، لا ينفعان ولا يضران! يا مالك، إنك لم تصنع بتقديم بيضة هوازن، إلى نحور الخيل شيئا، ارفعهم إلى ممتنع ديارهم، وعلياء قومهم. ثم ألق الصباة على متون الخيل، فإن كانت لك لحق بك، ومن وراءك، وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك. فأبى مالك ذلك وخالفت هوازن دريدا، واتبعوا مالك بن عوف، فقال دريد: هذا يوم لم أشهده، ولم يغب عني:

يا ليتني فيها جذع

أخب فيها وأضع

يتمنى لو كان شابا في هذه الحرب حتى يكون أكثر نشاطا وهمة، وانطلاقا؛ لأن المشيب موسوم بالوهن والفتور والخور في القوى الحيوية.

وبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشاء عبد الله ابن أبي حدرد الأسلمي، فأتى بعد أن عرف مذاهبهم، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصدهم، واستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية بن خلف دروعا، قيل مائة درع، وقيل أربعمائة درع. ثم خرج في اثنى عشر ألف مسلم، منهم عشرة آلاف صحبوه من المدينة، وألفان من مسلمة الفتح.

ثم استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، ومضى عليه السلام وفي جملة من اتبعه: عباس بن مرداس في بني سليم، والضحاك ابن سفيان الكلابي، وجموع من بني عبس وذبيان.

وفي مخرجه هذا «1» رأى جهال الأعراب شجرة خضراء، وكان لهم في الجاهلية شجرة معروفة تسمى «ذات أنواط» يخرج إليها الكفار يوما معروفا في العام، يعظمونه، فتصايح جهال الأعراب؛ يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال: قلتم، والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى: «اجعل لنا إلها

(1) - جوامع السيرة لابن حزم ص 189 وما بعدها.

ص: 137

كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون» «1» إنها السنن، لتركين سنن من كان قبلكم «2» .

ثم نهض فلما أتى وادي حنين، وهو واد حدور من أودية تهامة، وهوازن قد كمنت في جنبتي الوادي، وكان ذلك في عماية الصبح «3» فحملوا على المسلمين، حملة رجل واحد، فولّى المنهزمون المغلولون لا يلوي أحد على أحد، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرجعوا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعلي والعباس، وأبو سفيان بن الحارث، وابنه جعفر، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وجماعة غيرهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، واسمها (دلدل) والعباس آخذ بحكمتها «4» .

فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادي: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب الشجرة، وكان العباس جهير الصوت جدا، ثم أمره أن ينادي: يا معشر المهاجرين، بعد ذلك.

فلما نادى العباس بمن ذكرنا، وسمعوا الصوت، ذهبوا ليرجعوا، وكان الرجل منهم لا يستطيع أن يثني بعيره لكثرة المنهزمين، فيأخذ درعه ليلبسها، ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره، ويكر راجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا اجتمع حواليه منهم نحو المائة، استقبلوا هوازن، وحمي وطيس الحرب بينهم، وحين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب والفزع والوهل والجزع، فلم يملكوا أنفسهم، وقد رماهم صلى الله عليه وسلم بالحصباء بقبضة يده الشريفة، فما من أحد منهم إلا أصابته، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام:

«وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى» «5»

(1) - الأعراف (7/ 138) .

(2)

- أي لتحذون حذوهم، وتسلكوا سبيلهم، وتنهجوا نهجهم.

(3)

- عماية الصبح: أوله، قبل انتشار الضوء.

(4)

- حكمة الدابة: لجامها، وشكيمتها وهي التي تكون على أنف الحصان.

(5)

- الأنفال (8/ 17) .

ص: 138