المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نصيحة حول الاهتمام بالعلم - فتاوى منوعة - الراجحي - جـ ١٩

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌فتاوى منوعة [19]

- ‌بيان أن طلب المنصب لمن ليس أهلاً له من باب سؤال الإمارة وظلم النفس

- ‌حكم الحلف بالطلاق

- ‌بيان أن إدراك الجماعة لا يكون إلا بإدراك ركعة

- ‌الجمع بين فضل التبكير إلى الصلاة وفضل الإبراد في صلاة الظهر

- ‌حكم قيام المأموم من مكانه إلى آخر بعد سلام الإمام مباشرة

- ‌بيان أن الراكب والماشي إلى المسجد يستويان في الأجر

- ‌حكم أخذ العوض أو الهدية على التبرع بالدم

- ‌حكم التبرع بالدم من الصائم

- ‌الأولى في صلاة الجماعة أن تكون في المسجد

- ‌حصول الأجر لمن مشى إلى المسجد وإن لم يستحضره

- ‌الرضاع يتعلق بمن رضع من المرضعة دون بقية إخوته

- ‌بيان أن المقصود بصلاة الملائكة على من جلس في مصلاه الصلاة المفروضة

- ‌متى يأثم من فاته شيء من الصلاة

- ‌حكم من صلى النافلة ثلاث ركعات

- ‌فضل صيام شهر محرم

- ‌حكم السجود على الشماغ أو الغترة

- ‌حكم الصلاة مع مدافعة الريح

- ‌بيان ماذا يفعل المسبوق إذا قام لإتمام صلاته بعد الإمام ثم سجد الإمام للسهو

- ‌حكم توزيع الماء في المقبرة

- ‌حكم مضمضة من أكل طعامه ثم قام إلى الصلاة

- ‌نصيحة لمن يشعر أن أعماله فيها رياء

- ‌فضل التبكير إلى صلاة الجمعة ووقت التبكير

- ‌كيف يصلي المسافر الذي يريد صلاة العشاء مع جماعة يصلون المغرب

- ‌هل يلزم الزوج بالنفقة على مطلقته أثناء عدتها

- ‌حد عورة المرأة عند المرأة

- ‌حكم القراءة من المصحف في صلاة الفريضة

- ‌حكم التصفيق للنساء في غير الصلاة

- ‌حكم تعديل النعال إذا كانت مقلوبة

- ‌حكم الاشتراك في الجمعيات التعاونية

- ‌التبرك الجائز بالمخلوق

- ‌حكم دفع المال لشخص مقابل نقل الوظيفة

- ‌متى يقول المأموم: (آمين)

- ‌ما يفعله المسبوق إذا قام لإتمام صلاته بعد فراغ الإمام ثم تبين للإمام النقص في الصلاة فقام يتم بالناس

- ‌حكم الجلوس مع المريض لتمريضه إذا كان هذا الجلوس يمنع من حضور الجماعة

- ‌حكم الإمام إذا تذكر أنه على غير وضوء قبل السلام

- ‌إذا جاء الإمام الراتب وقد صلى الناس بعض الصلاة

- ‌المعتبر لانصراف الإمام من الصلاة

- ‌حكم الاستهزاء بأهل الاستقامة

- ‌حكم الصلاة خلف من لا يتم الركوع ولا السجود

- ‌كيفية صلاة المسافر إذا وصل البلد وقت الصلاة

- ‌حكم تحويل الصلاة من نافلة إلى فرض

- ‌حكم الصلاة في الصف الثاني قبل أن يكتمل الأول

- ‌قراءة سورة الأعراف في صلاة المغرب

- ‌حكم من نسي فأم بالناس وهو محدث ولم يذكر إلا بعد الفراغ منها

- ‌حكم إعطاء الأجر لمن سعى في إنجاز معاملة للغير

- ‌حكم دخول الحمام بالأقلام التي عليها لفظ الجلالة

- ‌حكم الصلاة خلف من لا يطمئن في صلاته

- ‌معنى كلام الفقهاء: (وإن نوى المنفرد الائتمام لم تصح كنية إمامته فرضاً)

- ‌نصيحة حول الاهتمام بالعلم

- ‌إذا صلى اثنان جماعة ثم جاء ثالث فهل يتقدم الإمام أو يتأخر المأموم

- ‌هل يضم المصلي رجليه في السجود أو يفرج بينهما

- ‌هل ما بين الإمام والمأموم روضة من رياض الجنة

- ‌هل يصرف الأمر بتسوية الصفوف إلى الاستحباب بقوله عليه الصلاة والسلام: (فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)

- ‌حكم بكاء الإمام في دعاء القنوت حال دعائه للمسلمين

- ‌لابد في الزواج من رضا البنت وشاهدي عدل

- ‌حكم مد الرجلين تجاه المصحف متعمداً أو غير متعمد

- ‌حكم الذهاب إلى السحرة والكهان من أجل اختبارهم وتحذير الناس منهم وإبلاغ الجهات المعنية عنهم

- ‌حكم من صلى عن يمين الإمام والصفوف لم تكتمل

- ‌إذا صلى في الحرم وجاءت امرأة وصلت بجواره من شدة الزحام

الفصل: ‌نصيحة حول الاهتمام بالعلم

‌نصيحة حول الاهتمام بالعلم

‌السؤال

تواجهه المرأة المسلمة في الآونة الأخيرة هجمات شرسة من أعداء الله، الذين يريدون إخراجها من بيتها وحيائها، والزج بها في مستنقعات الرذيلة ومزاحمة الرجال، وإبعادها عن دينها وشغلها عن تعلمه، وتعليمها لأمور تافهة، ونرجو من فضيلتكم توجيه كلمة إلى أهل الخير ودعوتهم وحثهم على حث أهلهم لحضور دروس العلم التي تزيد المرأة المسلمة علماً وتمسكاً بدينها؛ لأننا نلحظ التقصير الواضح من أهل الخير حفظهم الله في حث أهلهم على ذلك، ولا نرى إلا امرأة أو امرأتين، فنرجو من فضيلتكم توجيه هذه الكلمة؛ مساهمة في توعية المرأة المسلمة وتثقيفها، حيث إن المرأة المسلمة جديرة بالعلم؛ ولتقف في وجه خطط الأعداء، والله يحفظكم.

‌الجواب

لا شك أن تعليم العلم الشرعي وتعلمه أجره عظيم وفضله جسيم، والأدلة على فضل العلم وتعلمه وتعليمه كثيرة، ومعروفة في الكتاب والسنة، ومنها قوله تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9]، وقوله:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11]، وهذا عام للرجال والنساء، فينبغي على المسلم والمسلمة وعلى طالب العلم وطالبة العلم العناية بطلب العلم، وحث إخوانهم على حضور حلقات العلم والدروس العلمية؛ حتى يتفقه الإنسان في دينه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ولا شك أن الإنسان إذا تعلم علم الحق وعبد ربه على بصيرة، ويستطيع أن يرد على شبه المبطلين ويرد الباطل، هذا عام للرجال والنساء.

فنهيب بالطلاب والطالبات من الرجال والنساء العناية بطلب العلم وحلقاته، والصبر والمصابرة عليه، والعناية به، ولو فاتهم شيء من أعمال الدنيا، فإن العلم الشرعي فضله عظيم، وهو أفضل من نوافل العبادة كما قال العلماء فهو أفضل من نوافل الصلاة والصوم والحج، وإذا دار الأمر بين أن تطلب العلم أو التنفل في الليل أو في الضحى فطلب العلم أفضل، وإذا كان صيام النفل -كصيام يوم الخميس وصيام الأيام البيض- يخل بطلب العلم فطلب العلم أفضل، وهكذا.

وطلب العلم من أجل القربات وأفضل الطاعات لمن صلحت نيته وقصد به وجه الله والدار الآخرة، فلا شك أن ما ذُكر في السؤال جدير بالعناية، وينبغي على الطلاب والطالبات حث الإخوان والأخوات على طلب العلم وبيان فضله؛ حتى يشيع الخير وينتشر العلم، وترد الهجمات الشرسة التي يتبناها أعداء الله، ولا يمكننا أن نرد هذه الهجمات إلا إذا تسلحنا بسلاح العلم، وإذا كان الإنسان جاهلاً فقد يغتر وتنطلي عليه الشبهة، وأما صاحب البصيرة فلا تنطلي عليه الشبه، وأذكر مثالاً لهذا: قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً، ثم سأل عن عالم فدُل على راهب عابد -يتعبد الليل والنهار، يصليهما ويصومها- فجاءه فقال: قتلت تسعة وتسعين نفساً، فهل لي من توبة؟ قال: أعوذ بالله، ليس لك توبة، فقتله وكمل به المائة، وهذه فتوى جاهلة؛ لأنه جاهل، فهو عابد لم يتعلم، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على عالم فقال: قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟ فانظر إلى العلم، فإنه نور، ومن تاب تاب الله عليه مهما فعل، ولو فعل الشرك، فالأول أفتى بجهل؛ لأنه عابد غير عالم، والثاني أفتى بعلم، وكان أثر فتوى الأول: أنه قتل، وعُوقب عاجلاً، وأما فتوى الثاني فكانت آثارها أن تاب القاتل، وأُرشد إلى أن يعبد الله في بلدة كذا، فجاءه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ثم في النهاية قبضته ملائكة الرحمة؛ بسبب النور والإرشاد من العالم، فالعلم نور والجهل ظلام.

نسأل الله حسن الخاتمة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجعلنا وإياكم من العالمين الذين هم {لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62]، ونسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياكم على دينه حتى الممات، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، والعمل بسنته والعض عليها بالنواجذ، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ص: 50