الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما جاء في فضل المغارة
96-
أخبرنا تمام بن محمد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أحمد بن أنس حدثنا هشام بن عمار حدثنا إبراهيم بن أعين حدثنا طلحة بن زيد عن عبد الله بن يزيد عن المخارق بن ميسرة عن عمرو بن جابر الشعباني قال كنت مع كعب الأحبار على جبل دير مران فرأى لمعة سائلة في الجبل فقال هاهنا قتل ابن آدم أخاه هذا أثر دمه جعله الله عز وجل آية للعالمين ومصلى للمتقين.
97-
أخبرنا تمام حدثنا أحمد حدثنا إبراهيم بن مروان قال: سمعت أحمد بن بلاس يقول سمعت عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل عن عبد الله بن أبي المهاجر يقول كان خارج باب الساعات صخرة يوضع عليها القربان فما تقبل منه جاءت نار فأحرقته وما لم يتقبل منه بقي على حاله وكان هابيل صاحب غنم وكان منزله في مقرى وكان قابيل في قينية وكان صاحب زرع وكان آدم في بيت
⦗ص: 63⦘
أبيات وكانت حواء في بيت لهيا قال فجاء هابيل بكبش سمين من غنمه فجعله على الصخرة فأخذته النار قال وجاء قابيل بقمح من غلته فوضعه على الصخرة فبقي على حاله فحسده قال وتبعه في هذا الجبل قال فأراد قتله فلم يدر كيف يقتله قال فجاء إبليس فأخذ حجرا فضرب رأس نفسه قال فأخذ هو حجرا فضرب رأس أخيه فقتله قال: فصاحت حواء فقال لها آدم عليك وعلى بناتك لا علي ولا على بني.
98-
أخبرنا تمام حدثنا أحمد قال: سمعت محمد بن يوسف الهروي يقول سمعت أبا زرعة عبد الرحمن بن عمرو يقول سألت أبا مسهر عن خبر مغارة الدم فقال مغارة الدم موضع الحمرة موضع الحوائج يعني بذلك الدعاء فيها والصلاة.
99-
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي حدثنا يزيد بن عبد الصَّمَد وأحمد بن المعلى وسليمان بن أيوب بن حذلم وأحمد بن إبراهيم ومحمد بن يزيد ومحمد بن هارون بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عثمان ومحمد بن سعيد وغيرهم من مشايخنا يقولون: سمعنا هشام بن عمار وهشام بن خالد، وسُلَيمان بن عبد الرحمن وأحمد بن أبي الحواري والقاسم بن عثمان الجوعي وعياش بن عثمان ومحمود بن خالد يقولون: سمعنا الوليد بن مسلم يقول
⦗ص: 64⦘
سمعت ابن عياش يقول: كان أهل دمشق إذا احتبس عليهم المطر، أو غلا سعرهم، أو غار عليهم سلطان، أو كانت لأحدهم حاجة صعدوا إلى موضع ابن آدم المقتول فيسألون الله عز وجل فيعطيهم ما سألوا.
قال هشام ولقد صعدت مع أبي وجماعة من أهل دمشق نسأل الله عز وجل السقيا فأرسل الله عز وجل علينا مطرا غزيرا حتى أقمنا في المغارة التي تحت الدم ثلاثة أيام ثم دعونا أن يرفع عنا وقد رويت الأرض.
قال هشام: سمعت (1) الوليد بن مسلم يقول سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول صعدنا في خلافة هشام بن عبد الملك إلى موضع دم ابن آدم نسأل الله سقيا فأتانا فأقمنا في المغارة ستة أيام.
قال الوليد قال سعيد وبهذا الحديث حدثني مكحول عن نفسه أنه صعد مع عُمر بن عبد العزيز إلى موضع دم ابن آدم نسأل الله سقيا يسقينا فأسقاهم.
قال مكحول وسمعت من يذكر أن معاوية خرج بالمسلمين إلى موضع الدم يسألون الله أن يسقيهم فلم يبرحوا حتى جرت الأودية.
⦗ص: 65⦘
قال مكحول: سمعت كعب الأحبار يقول إنه موضع الحاجات والمواهب من الله عز وجل فإنه لا يرد سائلا في ذلك الموضع.
(1) في المطبوع "بن" والتصويب من تاريخ بغداد 2/334.
قال هشام بن عمار: وسمعت من يذكر عن كعب أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله الملك ووليهم غيره فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم فأمر بهم فقتلهم عن آخرهم.
قال هشام وسمعت من يرفع الحديث إلى وهب بن منبه أنه قال: سَمِعتُ ابن عباس يَقُولُ سَمِعْتُ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول اجتمع الكفار يتشاورون في أمري فقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يا ليتني بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق حتى آتي الموضع مستغاث الأنبياء حيث قتل ابن آدم أخاه فأسأل الله أن يهلك قومي فإنهم ظالمون ، فأتاه جبريل فقال يا محمد ائت بعض جبال مكة فأو إلى بعض غاراتها فإنها معقلك من قومك قال فخرج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 66⦘
وأبو بكر رضي الله عنه حتى أتيا الجبل فوجدا غارا كثير الدواب فجعل أبو بكر رضي الله عنه يمزق رداءه ويسد الثغور والثقب والنبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللهم لا تنساها لأبي بكر وذكر الحديث بطوله.
وعن مكحول، عَن ابن عباس رضي الله عنهما قال موضع ابن آدم في جبل قاسيون موضع شريف كان يحيى بن زكريا وأمه فيه أربعين عاما وصلى فيه عيسى بن مريم والحواريون فلو كنت أتيته لسألت الله أن يغفر لعبده ابن عباس يوم يحشر البشر فمن أتى ذلك الموضع فلا يقصر عن الصلاة والدعاء فيه فإنه موضع الحوائج ومن أراد أن يرى {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ ومعين} فليأت النيرب الأعلى بين النهرين وليصعد إلى الغار في جبل قاسيون فليصل فيه فإنه بيت عيسى وأمه عليهما السلام وهو كان معقلهم من اليهود ومن أراد أن النظر إلى إرم فلينظر نهرا في حصن دمشق يقال له بردا ومن أراد أن ينظر المقبرة التي فيها مريم بنت عمران والحواريون فليأت مقبرة الفراديس.
100-
أخبرنا تمام أخبرني أبو الحارث حدثني أبي حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا هشام قال: سمعت الوليد يقول سمعت سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني مكحول أنه صعد مع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى موضع الدم فسأل الله أن يسقينا فسقانا.
قال مكحول وخرج معاوية والمسلمون إلى موضع الدم يستسقون فلم يبرحوا حتى سالت الأودية.
وروي عن الزهري أنه قال لو يعلم الناس ما في مغارة الدم من الفضل لما هنأهم طعام ولا شراب إلا فيها.
101-
وبإسناده عن هشام بن عمار قال: سمعت من يذكر عن كعب أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله الملك ووليهم غيره فأتاه إلياس يعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه كثير.
102-
أخبرنا تمام بن محمد حدثنا أبو يعقوب الأذرعي حدثنا أحمد بن كثير قال صعدت إلى موضع الدم في جبل قاسيون فسألت الله عز وجل
⦗ص: 68⦘
الحج فحججت وسألته الجهاد فجاهدت وسألته الرباط فرابطت وسألته الصلاة في بيت المقدس فصليت وسألته أن يغنيني عن البيع والشراء فرزقت ذلك كله ولقد رأيت في المنام كأني في ذلك الموضع قائما أصلي فإذا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهابيل بن آدم فقلت له أسألك بحق الواحد الصمد وبحق أبيك آدم وبحق هذا النبي هذا دمك قال إي والواحد الصمد هذا دمي جعله الله آية للناس وإني دعوت الله رب أبي آدم وأمي حواء ومحمد المصطفى صلى الله عليهم أن يجعل دمي مستغاثا لكل نبي وصديق ومؤمن دعا فيه فتجيبه وسألك فتعطيه فاستجاب الله لي وجعله طاهرا آمنا وجعل هذا الجبل أمنا ومغيثا ثم وكل الله عز وجل به ملكا وجعل معه من الملائكة بعدد النجوم يحفظون من أتاه لا يريد إلا الصلاة فيه فقال لي رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم في المنام قد فعل الله تعالى ذلك كرما وإحسانا وإني آتيه كل خميس وصاحباي وهابيل فنصلي فيه.