المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في غربة الإسلام وفضل الغرباء - فضل الإسلام (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزءالأول)

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌باب ما جاء في غربة الإسلام وفضل الغرباء

‌باب ما جاء في غربة الإسلام وفضل الغرباء

وقول الله تعالى: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلَاّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} 1. وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبي للغرباء" 2 رواه مسلم. ورواه أحمد من حديث ابن مسعود وفيه: "ومن الغرباء؟ قال النّزاع من القبائل"3. وفي رواية "الغرباء 4 الذين يصلحون إذا فسد الناس" 5. وللترمذي من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: "طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي"6.

وعن أبي أمية قال: "سألت أبا ثعلبة رضي الله عنه فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ؟ 7 قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا

1 سورة هود آية: 116.

2 مسلم: الإيمان (145)، وابن ماجه: الفتن (3986) ، وأحمد (2/389) .

3 الترمذي: الإيمان (2629)، وابن ماجه: الفتن (3988) ، وأحمد (1/398)، والدارمي: الرقاق (2755) .

4 زيادة عبارة (في رواية الغرباء) في مخطوطة المفتي وتوافق ما في (كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة) للحافظ ابن رجب.

5 مسند أحمد (4/73) .

6 سنن الترمذي: كتاب الإيمان (2630) .

7 سورة المائدة آية: 105.

ص: 223

مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك ودع عنك العوام؛ فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر؛ للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. قلنا: منا أم منهم؟ قال: بل منكم" رواه أبو داود والترمذي. وروى ابن وضاح معناه من حديث ابن عمر رضي الله عنه ولفظه: "إن من بعدكم أياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم. قيل: يا رسول الله منهم؟ قال: بل منكم1". ثم قال: أنبأنا محمد بن سعيد أنبأنا أسد قال سفيان ابن عيينة عن أسلم البصري عن سعيد أخي الحسن يرفعه، قلت لسفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قال: "إنكم اليوم على بينة من ربكم، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في الله ولم يظهر فيكم السكرتان: سكرة الجهل وسكرة حب العيش. وستحولون عن ذلك لا تأمرون بالمعروف، ولا تنهون عن المنكر، ولا تجاهدون في الله. وتظهر فيكم السكرتان. فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة له أجر خمسين. قيل منهم؟ قال: لا، بل منكم 2". وله بإسناد عن المعافري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغرباء الذين يتمسكون بالكتاب حين يترك، ويعملون بالسنة حين تطفأ".

1 ما أثبت هنا في الحديث هو نص كتاب (البدع والنهي عنها) لابن وضاح.

2 هذا نص الحديث في كتاب (البدع والنهي عنها) لابن وضاح.

ص: 224