المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير مقاليد السماوات والأرض - فضل التهليل وثوابه الجزيل لابن البناء

[ابن البنا]

الفصل: ‌تفسير مقاليد السماوات والأرض

‌تَفْسِيرُ مَقَالِيدِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

18 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ الْعَدْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمْرَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قالا: حَدَّثَنَا

⦗ص: 57⦘

زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَغْلَبَ بْنِ تَمِيمِ بْنِ نُعْمَانَ، قال: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه.

أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ {مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ، فَقَالَ: " {مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، الْأَوَّلُ، وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ، وَالْبَاطِنُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ، كَانَ لَهُ بِهَا سِتُّ خِصَالٍ: أَوَّلُ خَصْلَةٍ: يُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ. وَالثَّانِيَةُ: لَهُ قِنْطَارٌ فِي الْجَنَّةِ.

⦗ص: 58⦘

وَالثَّالِثَةُ: تُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ. وَالرَّابِعَةُ: يُزَوِّجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ. وَالْخَامِسَةُ: يَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا. وَالسَّادِسَةُ: يَكُونُ لَهُ بِهَا كَأَجْرِ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ. وَلَهُ أَيْضًا يَا عُثْمَانُ أَجْرُ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ حَجَّةً مُتَقَبَّلَةً، وَعُمْرَةً مُتَقَبَّلَةً، فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ ".

ص: 56

19 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قال: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

⦗ص: 59⦘

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،

أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِتَسْعَةٍ وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ، فِيهَا خَطَايَاهُ وَذُنُوبُهُ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، ثُمَّ يُخْرَجُ لَهُ قِرْطَاسٌ مِثْلُ هَذَا، وَأَمْسَكَ بِإِبْهَامِهِ عَلَى نِصْفِ أُصْبُعِهِ الَّتِي لِلدُّعَاءِ، فِيهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَيُوضَعُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى فَيَرْجَحُ بِخَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ ".

ص: 58

20 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ [الفقيمِيُّ]، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ،

⦗ص: 61⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها،

أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ رُوحَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ".

ص: 60

21 -

أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيُّ،

⦗ص: 62⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ سَمِيرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " جَدِّدُوا إِيَمانَكُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 61

22 -

وَأَخْبَرَنَا هِلَالٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،

أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " أَلِظُّوا أَلْسِنَتَكُمْ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهُ رَبُّنَا، وَالْإِسْلَامُ دِينُنَا، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا، فَإِنَّكُمْ تُسْأَلُونَ عَنْهَا

⦗ص: 64⦘

فِي قُبُورِكُمْ ".

ص: 63

23 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا تَمَلُّوهُمْ ".

ص: 64

24 -

وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ

⦗ص: 65⦘

صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 64

25 -

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وحَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 66⦘

" مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ هَدَمَتْ مَا قَبْلَهَا مِنَ الْخَطَايَا "، قَالُوا: كَيْفَ هِيَ فِي الْحَيَاةِ؟ قَالَ: " أَهْدَمُ، وَأَهْدَمُ ".

ص: 65

26 -

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجَشُونُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه: " إِذَا احتُضِرَ الْمَيِّتُ فَلَقِّنُوهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يُخْتَمُ لَهُ بِهَا عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا كَانَتْ زَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ".

ص: 66

27 -

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ:" احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، فَقَالَ لِابْنِهِ: اقْعُدْ عِنْدَ رَأْسِي، فَلَقِّنِّي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنِعْمَ الزَّادُ هِيَ إِلَى الْآخِرَةِ ".

ص: 66

28 -

قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: " احْضُرُوا مَوْتَاكُمْ وَذَكِّرُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَالَا تَرَوْنَ، وَلَقِّنُوهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 67

29 -

قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عُبَادَةَ، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:

سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" حَضَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ عليه السلام رَجُلًا يَمُوتُ، فَنَظَرَ فِي قَلْبِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَفَكَّ لِحْيَيْهِ فَوَجَدَ طَرَفَ لِسَانِهِ لَاصِقًا بِحَنَكِهِ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ ".

ص: 67

30 -

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحَضِيرُهُ (1) الْيَمَانُ، فَجَعَلَ يَقُولُ:" لَقِّنُونِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى قُبِضَ رحمه الله ".

(1) كذا العبارة في الأصل، ويمكن تأويلها على معنى بعيد، والذي أراه أن فيها تصحيفا أو نقصا لم أهتد لتقويمه.

ص: 68

31 -

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، يَقُولُ:

⦗ص: 69⦘

" أَوْصَانِي أَبُو الْجَلْدِ أَنْ أُلَقِّنَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَكُنْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَقَدْ أَخَذَهُ كَرْبُ الْمَوْتِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا الْجَلْدِ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِهَا أَرْجُو نَجَاةَ نَفْسِي، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ قُبِضَ ".

ص: 68

32 -

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، قَالَ:

جَلَبْتُ جَلُوبَةً لِي مَرَّةً إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ بَيْعَتِي، قُلْتُ: لَأَلْقَيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ وَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، فَتَلَقَّانِي بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما يَمْشُونَ، فَتَبِعْتُهُمْ، حَتَّى أَتَوْا عَلَى رَجُلٍ مِنَ اليْهَوُدِ، وَقَدْ نَشَرَ التَّوْرَاةَ يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَنِ ابْنٍ لَهُ فِي الْمَوْتِ كَأَحْسَنَ الْفِتْيَانِ وَأَجْمَلِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عليه السلام: " أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى: هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ صِفَتِي وَمَخْرَجِي؟. فَقَالَ بِرَأْسِهِ: أَيْ لَا. فَقَالَ ابْنُهُ: وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ

⦗ص: 70⦘

عَلَى مُوسَى إِنَّهُ لَيَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ صِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ، فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَقِيمُوا الْيَهُودِيَّ عَنْ أَخِيكُمْ ".

ص: 69

33 -

قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ،

أَنَّ غُلَامًا مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ يَعُودُهُ فَوَافَقَهُ فِي الْمَوْتِ، وَأَبُوهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَنَظَرَ الْغُلَامُ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ وَأَسْلِمْ، ثُمَّ مَاتَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، وَهُوَ يَقُولُ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنَ النَّارِ ".

ص: 71

34 -

قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبَّادٌ الْمِنْقَريُّ: " خَرَجْتُ يَوْمًا أُرِيدُ الْجَبَّانَ، فَإِذَا بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَةً، وَمَعَهُمُ امْرَأَةٌ، قَالَ: فَحَمَلْتُ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَبَّانِ، فَقُلْتُ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَقَالُوا: أَنْتَ فَصَلِّ عَلَيْهِ، فَإِنَّمَا نَحْنُ حَمَّالُونَ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَدَفَنَّاهُ، فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَأُرِيتُ فِي مَنَامِي، فَقِيلَ لِي: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِلْمَيِّتِ، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا، فَسَأَلْتُ عَنْ أَمْرِهِ، فَقِيلَ: سَلِ الْمَرْأَةَ فَإِنَّهَا أُمُّهُ، فَسَأَلْتُهَا؟ فَقَالَتْ: مَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهَا، فَحَمِدَتِ اللَّهَ، وَقَالَتْ: كَانَ ابْنِي مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا احْتُضِرَ، قَالَ: يَا أُمَّهْ، أَلْصِقِي خَدِّي بِالتُّرَابِ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: ضَعِي قَدَمَيْكِ عَلَيَّ وَاسْتَوْهِبِينِي مِنْ رَبِّي لَعَلَهُ أَنْ يَرْحَمَنِي، وَاقْلَعِي فُصَّ خَاتَمِي، فَإِنَّ فِيهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَاجْعَلِيهِ فِي كَفَنِي لَعَلَّ ذَلِكَ يَنْفَعُنِي، قَالَ: فَفَعَلَتْ بِهِ ".

⦗ص: 73⦘

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقُلْتُ لِبشْرِ بْنِ مُعَاذٍ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا عَنْ عَبَّادٍ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ.

ص: 72

35 -

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، قَالَ:" اسْتَقَامُوا عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 73

36 -

قَالَ التَّرْقُفِيُّ: وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عِكْرِمَةَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} ، قَالَ:

⦗ص: 74⦘

" قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 73

37 -

قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} ، قَالَ:" قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 74

38 -

وَعَنْهُ: فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} ، قَالَ: " قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: لَهُ مِنْهَا خَيْرٌ، لِأَنَّهُ لَا شَيْءَ خَيْرٌ مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} ، قَالَ: الشِّرْكُ

قَالَ عِكْرِمَةُ: وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ سَيِّئَةٌ فَهُوَ شِرْكٌ ".

ص: 74

39 -

وَعَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا} ، قَالَ:

⦗ص: 75⦘

" لَعَلِّي أَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 74

40 -

وَعَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِ لُوطٍ لِقَوْمِهِ:{أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} ، قَالَ:" لَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 75

41 -

وَعَنْهُ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} ، قَالَ:" مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 75

42 -

وَعَنْهُ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} قَالَ: " الَّذِينَ لَا يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 75

43 -

وَعَنْهُ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} ، قَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

ص: 75

44 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ رَزْقُوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْوَكِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عُبيدٍ (1) الْغِفَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى عَمُودًا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اهْتَزَّ ذَلِكَ الْعَمُودُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أَسْكُنُ وَلَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، قَالَ: فَيَسْكُنُ عِنْدَ ذَلِكَ ".

(1) كذا في الأصل، وكتب التراجم تذكره: ابن أبي عمرو، فلعله تحرف.

ص: 76

45 -

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ حَدَّثَهُ،

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ جَاءَهُ رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَنْ يُسَارَّهُ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَجَهَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟. قَالَ: بَلَى، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ. قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟. قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لا صَلاةَ لَهُ. قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْهُمْ ".

ص: 77

46 -

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قال: أَخْبَرَنَا الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنِ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَضَرْبَتَيْنِ، فَقَطَعَ يَدِي، فَلَمَّا عَلَوْتُهُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَأَضْرِبُهُ أَمْ أَدَعُهُ؟ قَالَ:" بَلْ دَعْهُ ". قَالَ: قُلْتُ: قَدْ قَطَعَ يَدِي. قَالَ: " إِنْ ضَرَبْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا، فَهُوَ مِثْلُكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَأَنْتَ مِثْلُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا ".

ص: 78

47 -

وأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ:

⦗ص: 79⦘

" أَيْ عَمْ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةٌ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَيْ أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَكَانَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُ بِهِ أَنْ قَالَ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ. قَالَ فنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}، إِلَى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ [لَهُ] أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ}، قَالَ: لَمَّا مَاتَ وَهُوَ كَافِرٌ. قَالَ: وَنَزَلَتْ: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ".

ص: 78

48 -

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَجَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ قَالَ: " مَنْ قَبِلَ مِنِّي الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ،

⦗ص: 80⦘

فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ ".

ص: 79

49 -

سَمِعْتُ أَبَا الْمُظَفَّرِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْقَطَّانَ، بِقَزْوِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ عَبيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمِّدٍ الْيَمَانِيَّ الْخَطِيبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَطَّارَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ الْبَادِيَّ (1)، يَقُولُ:

حَضَرْتُ مَعَ أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الرَّازِيِّ عِنْدَ أَبِي زُرَعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيِّ، وَهُوَ فِي النَّزْعِ، فَقُلْتُ لِأَبِي حَاتِمٍ: تَعَالَ حَتَّى نُلَقِّنَهُ الشَّهَادَةَ، فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْ أَبِي زُرْعَةَ أَنْ أُلَقِّنَهُ الشَّهَادَةَ، وَلَكِنْ تَعَالَ حَتَّى نَتَذَاكَرَ الْحَدِيثَ، فَلَعَلَّهُ إِذَا سَمِعَهُ يَقُولُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ:

⦗ص: 81⦘

فَبَدَأْتُ، فَقُلْتُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَأُرْتِجَ عَلَيَّ الْحَدِيثُ حَتَّى كَأَنِّي مَا سَمِعْتُهُ وَلَا قَرَأْتُهُ. فَبَدَأَ أَبُو حَاتِمٍ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ مَا قَرَأَهُ وَلَا سَمِعَهُ. فَبَدَأَ أَبُو زُرْعَةَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ [أَبِي] عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ مِنَ الدُّنْيَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".

وَخَرَجَتْ رُوحُهُ مَعَ الْهَاءِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُولَ: "دَخَلَ الْجَنَّةَ ".

(1) هكذا في الأصل: البادي، ولم أجد له وجهاً، ولعله تحرف عن الرازي، فإن هذه هي نسبته المعروفة.

ص: 80

[وذلك في سنة اثنتين وستين ومئتين، رضي الله عنه](1).

آخره

والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.

(1) وقعت هذه العبارة في الأصل عقب كلمة الختام التالية والمراد بها وفاة أبي زرعة، وهو خطأ، والصواب أنه مات سنة (264).

ص: 82