المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فيمن كان له ورد من الليل يقومه فشغله عنه مرض أو عذر ونام عنه ومن نيته القيام - فضل قيام الليل والتهجد للآجري

[الآجري]

الفصل: ‌باب فيمن كان له ورد من الليل يقومه فشغله عنه مرض أو عذر ونام عنه ومن نيته القيام

‌بَابٌ فِيمَنْ كَانَ لَهُ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ يَقُومُهُ فَشَغَلَهُ عَنْهُ مَرَضٌ أَو عُذْرٌ وَنَامَ عَنْهُ وَمَنْ نِيَّتُهُ الْقِيَامُ

⦗ص: 121⦘

23 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ حَتَّى يُصْبِحَ كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عز وجل.

ص: 119

24 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يُوسُفَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

⦗ص: 123⦘

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ لَهُ صَلاةٌ يُصَلِّيهَا مِنَ اللَّيْلِ فَنَامَ عَنْهَا كَانَ ذَلِكَ صَدَقَةً تَصَدَّقَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِ وَكَتَبَ لَهُ أَجْرَ صَلاتِهِ.

⦗ص: 124⦘

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى قَدْرِ شِدَّةِ الأَسَفِ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنْ لَيْلَتِهِ كيف شغل عنه حَتَّى فَاتَهُ الْقِيَامُ فَقَدْ أَخَذَ نَفْسَهُ بِالتَّحَرُّزِ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ خَوْفًا أَنْ يَفُوتَهُ وِرْدُهُ ثَانِيَةً.

ص: 122

25 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ وسف الشكلي قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الزَّاهِدُ قَالَ كَانَ لِسَعْدِ بْنِ يَزِيدَ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ يَقُومُهُ فَفَتَرَ عَنْ وِرْدِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَصْبَحَ حَزِينًا وَأَنْشَأَ يَقُولُ:

أَلا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عُمْرٌ رَزَيْتُهُ

وَطُولُ لَيَالٍ فَاتَ مِنْهَا نَعِيمُهَا

أَأَعْبُرُ أَيَّامِي فَمَا أَسْتَطِيعُهَا

... وَتَذْهَبُ عَيْنِي لَيْلَةً لا أَقُومُهَا

وَتَنْقَطِعُ الدُّنْيَا وَيَذْهَبُ عَيْشُهَا

وَيَغْتَنِمُ الْخَيْرَاتِ مِنْهَا حَكِيمُهَا

أُعَاوِدُ جَهْلا بَعْدَ خَيْرٍ وَصَبْوَةٍ

تَمُرُّ بِأَيَّامِي فَتَبْقَى رُسُومُهَا

ص: 124

26 -

حدثنا أبو الفضل الشكلي أبيضا قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العزيز السائح قال حدثنا أَبِي قَالَ كَانَ فَتًى مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ يَقُومُهُ فَفَتَرَ عَنْ وِرْدِهِ ذَلِكَ، قَالَ فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ رَاقِدٌ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ فَتًى وَقَفَ عَلَيَّ فَقَالَ لِي:

تَيَقَّظْ لِسَاعَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ يَا فَتًى

... لَعَلَّكَ تُحْبَى فِي الْجِنَانِ بِحُورِهَا

فَتَنْعَمُ فِي دَارٍ يَدُومُ نَعِيمُهَا

مُحَمَّدٌ فِيهَا وَالْخَلِيلُ بِدُورِهَا

فَقُمْ فَتَيَقَّظْ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ

عساك تفضي مَا بَقِيَ مِنْ مُهُورِهَا

ص: 125

27 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَقِيلِ بْنِ عِيسَى الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن عبد الرحمن

⦗ص: 126⦘

ابن سَلامٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عِيسَى بْنِ ضِرَارٍ السَّعْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ الْعَابِدِ وَكَانَ يَرَى الآيَاتِ وَالأَعَاجِيبَ قَالَ حَدَّثَنِي مُطَهِّرٌ السَّعْدِيُّ وَكَانَ قَدْ بَكَى شَوْقًا إِلَى اللَّهِ عز وجل سِتِّينَ عَامًا قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلَى ضَفَّةِ نَهْرٍ يَجْرِي بِالْمِسْكِ الأَذْفَرِ حَافَّتَاهُ لُؤْلُؤٌ وَنَبْتٌ مِنْ قُضْبَانِ الذَّهَبِ فَإِذَا أَنَا بِجَوَارٍ مُزَيَّنَاتٍ

⦗ص: 127⦘

يَقُلْنَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ:

سُبْحَانَ الْمُسَبَّحِ بِكُلِّ مَكَانٍ سُبْحَانَهْ

وَسُبْحَانَ الْمُوَحَّدِ بِكُلِّ مَكَانٍ سُبْحَانَهْ

سُبْحَانَ الدَّائِمِ فِي كُلِّ الأَزْمَانِ سُبْحَانَهْ

فَقُلْتُ مَنْ أَنْتُنَّ؟ فَقُلْنَ نَحْنُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَنِ سبحانه، فقلت فما تصنعن ها هنا؟ فَقُلْنَ:

ذَرَأَنَا إِلَهُ النَّاسِ رَبُّ مُحَمَّدٍ

لِقَوْمٍ عَلَى الأَطْرَافِ بِاللَّيْلِ قُوَّمْ

يُنَاجُونَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِلَهَهُمْ

فَتَسْرِي هُيُومُ الْقَوْمِ وَالنَّاسُ نُوَّمْ

⦗ص: 128⦘

قُلْتُ بَخٍ بَخٍ فَهَؤُلاءِ مِنْ هَؤُلاءِ قَدْ أَقَرَّ اللَّهُ الْكَرِيمُ أعينهم بكن، قلن أو ما تَعْرِفُهُمْ؟ قُلْتُ لا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُمْ، قُلْنَ بَلَى هَؤُلاءِ الْمُتَهَجِّدُونَ أَصْحَابُ السَّهَرِ بِالْقُرْآنِ.

ص: 124

28 -

حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ

⦗ص: 129⦘

بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ نَامَ لَيْلَةً لَمْ يقم يتهجد فيها فقام لَمْ يَنَمْ فِيهَا وَلَمْ يَغْمُضْ لِلَّذِي صَنَعَ.

ص: 128

29 -

وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانِ بْنِ فَيْرُوزَ الأَزْرَقُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ كُنَّا نُغَازِي مَعَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً

⦗ص: 130⦘

فَإِذَا مَرَّ مِنَ اللَّيْلِ ثُلُثُهُ أَوْ أَكْثَرُ نَادَانَا وَنَحْنُ فِي فَسَاطِيطِنَا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَيَا يَزِيدُ بْنَ يَزِيدَ وَيَا هِشَامُ بْنَ الْغَازِ قوموا فتوضؤوا وَصَلُّوا فَقِيَامُ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامُ هَذَا النَّهَارِ أَيْسَرُ مِنْ مُقَطَّعَاتِ الْحَدِيدِ وَشَرَابِ الصَّدِيدِ، الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ النَّجَاءَ النَّجَاءَ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلاتِهِ.

ص: 129

30 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الشِّكْلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوَفَّقٍ يَقُولُ قَالَ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: كَانَ فَتًى مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ فَأَجْنَبَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَامَ وَاغْتَسَلَ وَالْمَاءُ بَارِدٌ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ فَبَكَى، فَنُودِيَ: أَنَمْنَاهُمْ فَأَقَمْنَاكَ وَتَتَبَاكَى عَلَيْنَا، أَوْ كَمَا قَالَ أَبُو الْفَضْلِ.

ص: 131