المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما يجب على الناس من الشكر للمنعم عليه - فضيلة الشكر لله على نعمته

[الخرائطي]

الفصل: ‌ما يجب على الناس من الشكر للمنعم عليه

‌مَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ مِنَ الشُّكْرِ لِلْمُنْعِمِ عَلَيْهِ

ص: 61

78 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»

ص: 61

79 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، ح وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْإِيَامِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، كُلُّهُمْ قَالُوا: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَشْكَرُ النَّاسِ لِلَّهِ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ»

ص: 61

80 -

حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ بِبَغْدَادَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»

ص: 61

81 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ، وَأَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ وَنَصَرُ بْنُ دَاوُدَ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ، وَلَا يَشْكُرُ الْكَثِيرَ مَنْ لَا يَشْكُرُ الْقَلِيلَ»

ص: 62

82 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْيَسِيرَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عز وجل، وَالْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ»

ص: 62

83 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ح

⦗ص: 63⦘

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، جَمِيعًا عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَلْيُكَافِئْ عَلَيْهِ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلْيَذْكُرْهُ، فَإِنَّ مَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ»

ص: 62

84 -

أَنْشَدَنِي مُحْرِزُ بْنُ الْفَضْلِ:

[البحر الطويل]

عَلَامَةُ شُكْرِ الْمَرْءِ إِعْلَانُ شَكْرِهِ

وَمَنْ شَكَرَ الْمَعْرُوفَ مِنْهُ فَمَا كَفَرَ

ص: 63

85 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مَضَاءٍ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَيْتُمُوهُ»

ص: 63

86 -

أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا:

[البحر البسيط]

لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ فَوْقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً

أَعْلَى مِنَ الشُّكْرِ عِنْدَ اللَّهِ فِي الثَّمَنِ

إِذًا مَنَحْتُكَهَا مِنِّي مُهَذَّبَةً

حَذْوًا عَلَى حَذْوِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنِ

ص: 63

87 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْخُرَّزَاذَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلٌ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ رُسْتُمَ الْأَيْلِيِّ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ: يَا عَائِشَةُ رُدِّي عَلَيَّ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ قَالَهُمَا الْيَهُودِيُّ، قُلْتُ: قَالَ فُلَانٌ الْيَهُودِيُّ:

[البحر الكامل]

ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ

يَوْمًا فَتُدْرِكَهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا

يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ

أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى

⦗ص: 64⦘

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ، وَلَقَدْ أَتَانِي جِبْرِيلُ بِرِسَالَةٍ مِنَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ فُعِلَ بِهِ مَعْرُوفٌ فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا الدُّعَاءَ وَالثَّنَاءَ فَقَدْ كَافَأَ "

ص: 63

88 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ حَرْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا الثَّنَاءَ فَأَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ»

ص: 64

89 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ النَّضْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ بِنِعْمَةٍ فَلْيُكَافِئْهُ بِهَا إِنْ كَانَ يَجِدُ ذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَثَنَاءٌ حَسَنٌ وَدُعَاءٌ لَهُ»

ص: 65

90 -

حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، وَلَا أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ، كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي الْمِهْنَى، حَتَّى لَقَدْ خَشِينَا أَنْ قَدْ ذَهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ قَالَ:«لَا مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ وَدَعَوْتُمْ لَهُمْ»

ص: 65

91 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنْشَدُونَا: الطَّوِيلُ

[البحر الطويل]

فَلَوْ كَانَ يَسْتَغْنِي عَنِ الشُّكْرِ مَاجِدٌ

لِعِزَّةِ مُلْكٍ أَوْ عُلُوِّ مَكَانِ

لَمَا أَمَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ بِشُكْرِهِ

فَقَالَ: اشْكُرُوا لِي أَيُّهَا الثَّقَلَانِ

ص: 65

92 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«مَنْ أُزِلَّتْ إِلَيْهِ نِعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْهَا»

⦗ص: 66⦘

قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ يَقُولُ: أَسْدَيْتُ إِلَيْهِ وَاصْطَنَعْتُ عِنْدَهُ، يُقَالُ مِنْهُ: أَزْلَلْتُ إِلَى فُلَانٍ نِعْمَةً فَأَنَا أُزِلُّهَا إِزْلَالًا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى لَكُثَيِّرِ عَزَّةَ:

[البحر الطويل]

فَإِنِّي ، وَإِنْ صَدَّتْ ، لَمُثْنٍ وَصَادِقٌ

عَلَيْهَا بِمَا كَانَتْ إِلَيْنَا أَزَلَّتِ

ص: 65

93 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ، مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قُرْطٍ الْأَزْدِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ فِي يَوْمِ أَضْحًى وَرَأَى عَلَى النَّاسِ أَنْوَاعَ الثِّيَابِ:«يَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ مَا أَسْبَغَهَا، وَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَةٍ مَا أَظْهَرَهَا، إِنَّهُ مَا زَالَ عَنْ جَادَّةِ قَوْمٍ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا، وَإِنَّمَا تَثْبُتُ النِّعَمُ بِشُكْرِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ لِلْمُنْعِمِ»

ص: 66

94 -

سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْمُؤَدِّبُ، يَقُولُ: يُرْوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ قَالَ لِجَلِيسٍ لَهُ يَوْمًا:«اشْكُرِ الْمُنْعِمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى الشَّاكِرِ لَكَ، فَإِنَّهُ لَا نَفَادَ لِلنِّعَمِ إِذَا شُكِرَتْ، وَلَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ، وَالشُّكْرُ زِيَادَةٌ فِي النِّعَمِ، وَأَمَانٌ مِنَ الْغِيَرِ»

ص: 66

95 -

أَنْشَدَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ:

[البحر الطويل]

فَإِنَّكَ إِنْ ذَوَّقْتَنِي ثَمَرَ الْغِنَى

حَمِدْتَ الَّذِي أُجْنِيكَ مِنْ ثَمَرِ الشُّكْرِ

وَإِنْ يَفْنَ مَا أَعْطَيْتَ فِي الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ

فَإِنَّ الَّذِي أُعْطِيكَ يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ

ص: 67

96 -

أَنْشَدَنِي مُحْرِزُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّازِيُّ:

[البحر البسيط]

لَأَشْكُرَنَّكَ مَعْرُوفًا هَمَمْتَ بِهِ

إِنَّ اهْتِمَامَكَ بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوفُ

وَلَا أَلُومُكَ إِذْ لَمْ يُمْضِهِ قَدْرٌ

فَالشَّيْءُ بِالْقَدَرِ الْمَحْتُومِ مَصْرُوفُ

ص: 67

97 -

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبْشِيُّ، قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا حَدِيثٌ تُحَدِّثُونَهُ؟ قَالَ: مَا هُوَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: تَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَيُّمَا عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ إِلَيَّ حَاجَةٌ فَشَغَلَهُ شَاغِلٌ عَنْ مَسْأَلَتِي حَاجَتَهُ أَعْطَيْتُهُ فَوْقَ أُمْنِيَّتِهِ، فَقَالَ: وَمَا تُنْكِرُ مِنْ هَذَا؟ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ:

[البحر الوافر]

إِذَا أَثْنَى عَلَيْهِ الْمَرْءُ يَوْمًا

كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ

ص: 67

98 -

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْعَبْدِيَّ، يَقُولُ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتُ كِتَابًا عَنِ الْمُعْتَصِمِ بِاللَّهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فَكَانَ فِي فَصْلٍ مِنْهُ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ فَضْلِ الشُّكْرِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُرَى إِلَّا بَيْنَ نِعْمَةٍ مَقْصُورَةٍ عَلَيْهِ، أَوْ زِيَادَةٍ مُنْتَظَرَةٍ مِنْهُ»

ص: 68

99 -

قَالَ: حَدَّثَنَا التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: " خَلَّتَانِ لَا أَبِيعُ إِحْدَاهُمَا بِشَيْءٍ: قَوْلُ النَّاسِ قَدْ أَحْسَنْتَ لَوْ أَعْطَيْتَ رَجُلًا أَلْفَ دِينَارٍ فَقَالَ لَكَ: أَحْسَنْتَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، كَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ خَيْرًا مِنَ الَّذِي أَخَذَ، وَالْأُخْرَى لَا تَشْتَرِيهَا بِشَيْءٍ قَوْلُ النَّاسِ قَدْ أَسَأْتَ "

ص: 68

100 -

سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدَ، يَقُولُ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: «لَا ابْتَلَاكَ اللَّهُ بِبَلَاءٍ يَعْجِزُ عَنْهُ صَبْرُكَ، وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ نِعْمَةً يُقَصِّرُ عَنْهَا شُكْرُكَ»

ص: 68

101 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَفَى بِهَا نِعْمَةً أَنْ يَتَجَاوَرَ الْمُتَجَاوِرَانِ، أَوْ يَصْطَحِبَا، أَوْ يَتَخَالَطَا، فَيَتَفَرَّقَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا "

ص: 69