الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشطر الثاني النموذج المطلوب في الدعوة الإسلامية المعاصرة بالديار الأندلسية والمناقض للأسس الفكرية والجذور الإيديولوجية لظاهرة الإرهاب
إن تطبيق ما سلف على الميدان الدعوي في الأندلس أمر مهم جدا فنحن نعلم أن هذه البلاد ظلت أكثر من ثمانية قرون إحدى قلاع الإسلام ومنارة تشع بالحضارة والمدنية وتطفح بالعلم والمعرفة في الغرب الإسلامي الذي قدم لأوربا خدمات لا تنكر وأسهم في تقدم الفرنجة بشكل لا يجحده منصف.
وبعد السقوط الرسمي لدولة الإسلام بغرناطة في 2 يناير 1492 (897 هجرية) ظل للمسلمين وجود ضعيف في شبه الجزيرة الإيبيرية بوصفهم أقلية جاهدت للحفاظ على هويتها المتميزة على رغم عمليات الاضطهاد الوحشية ومحاكم التفتيش البربرية إلى أن تم إجلاؤها على مراحل ظلما وعدوانا وقهرا من العدوة الشمالية فكان آخر إجلاء قسري ونفي جبري للبقية الباقية من الأندلسيين عام 1018 هجرية الموافق 1609 ميلادي.
ثم إنها لم تنطفئ بالمرة جذوة التوحيد من قلوب بعض أحفاد المدجنين الذين اختاروا البقاء بإسبانيا على مدى الأجيال المتعاقبة فكان من حين لآخر تظهر أمارة أو أكثر على وجود إسلامي في هذه الجهة أو تلك في هاتيك الديار من الفردوس المفقود.
ولما نشبت الحرب الأهلية الإسبانية 1936 - 1939 لمس الجنود المغاربة الذين زج بهم في آتونها الملتهب أن هناك بقايا من الإيمان في نفوس بعض الإسبان في قرى نائية وشعاب الجبال.
وبعد موت الجنرال فرانكو في نوفمبر 1975 وإعلان الدستور المعترف بحرية الأديان أقبل الكثير من الإسبانيين على الإسلام فرادى وجماعات، زرافات ووحدانا ومازالوا إلى الآن يدخلون في دين الله أفواجا وأفرادا فاهتدى منهم الجم الغفير؛ فالآلاف الآن منهم إخوان لنا في الإسلام في القطر المذكور.
كيف نضمن بتوفيق من الله عز وجل للدعوة الإسلامية في الأندلس الحماية من كل نزوع نحو التطرف والتشدد وكيف نصونها من كل علاقة مع الفكر المنغلق المظلم المتشائم الذي يمكن أن يفرخ بيضة الإرهاب كما سلف أن شرحناه؟
كيف نصون مراكزنا الإسلامية ومساجدنا هناك وجمعياتنا ومؤسساتنا الدينية من جميع الاختراقات التي يمكن أن تحدث لا قدر الله من جماعات تؤمن بالتكفير للعصاة حكاما ومحكومين أو تكفر بأسس التعايش السلمي ما بين الأقلية الإسلامية والأكثرية غير الإسلامية؟
هل بالإمكان القيام بالدعوة إلى الله وفق منهاج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح وفي الوقت نفسه احترام قيم غير المسلمين وثقافتهم وقوانينهم وعاداتهم؟
هل يمكن هناك الجمع ما بين المسؤولية الدعوية وبين الحقوق والواجبات التي تنظمها القوانين الجاري بها العمل في تلك الديار؟
إلى أي مدى (أصالتنا) تتعايش مع (معاصرتنا) ؟
إلى أي حد يتعايش (الإسلام) و (الديموقراطية وحقوق الإنسان) ؟
إننا نظن أنه من الممكن شرعا إن شاء الله المزاوجة بين الهوية والأصالة وبين ضرورات مسايرة المعاصرة ومستجدات بدايات القرن الواحد والعشرين من الألفية الثالثة.
وفي الفقرات الآتية: ما يضع النقاط على الحروف لاختيار الطريقة الأقوم للدعوة الإسلامية (نموذج الأندلس) والمانعة لكل احتمال بإمكانية الانحراف نحو التشدد والفهم السيئ المفضين بدورهما للإرهاب.
1 -
يجب استخدام المستويين:
(أ) النصوص الشرعية الثابتة.
(ب) المقاصد الشرعية.
وإهمال هذه الأخيرة كليا وإعمال الأولى فقط مما لا يساعد على وضوح الرؤية ومما يؤدي إلى فقدان المبادرة في الإفتاء في الفروع المستجدة والمحدثات المعاصرة المتسارعة التي تضغط على المسلمين هناك بثقلها وزخامة امتدادها وتحرج المؤمن بظروف وأحوال ومقامات: النصوص فيها إذا بترت من المقاصد العليا والمقاصد التي دونها تقصر عن تلبية الحاجة والإجابة عن الاستفهام وطمأنة الحائر وكشف اللبس وتهدئة الخاطر.
والأئمة والمفتون - مجتهدين ومقلدين - مدعوون إلى كثير من الحذر في التعاطي مع النوازل المستجدة والطوارئ المتغيرة والمتكررة التي تستوجب نفسا طويلا في المزج بين روح المعنى وحرفية النص.
إن الأقيسة والاستنباطات والاستقراءات ورعاية المصالح والاعراف والأحوط والدراية بالمقاصد من التشريع: كل ذلك يفيد في طمأنة الطالب للحق مفتيا وخطيبا ومدرسا.
والمراد أن النصوص وحدها مبتورة من السياق مجتثة عن المقاصد مؤولة بالتأويل الحرفي قد تولد الإحباط للمهاجرين أو فئات منهم.
وبالتالي قد تسبب لا قدر الله ردات فعل غير محمودة.
2-
يجب عدم حمل الناس هناك على مذهب معين من المذاهب الأربعة لأن المهاجرين إلى الأندلس وأوربا عامة هم من مشارب مختلفة ومن مذاهب شتى. والخطيب والإمام والمؤلف مدعوون إلى مراعاة التنوع المذهبي للمهاجرين المسلمين وكذا للمهتدين درءاً للفتنة، ومن الأحوط أن لا يغالي الداعية في نصرة مذهبه على حساب المتلقين إن كانوا على مذهب غيره.
وهنا أذكر مثالاً على التهور في التدريس أن بعض الوعاظ المشارقة لا يراعون أن غالبية الجالية المسلمة بإسبانيا من المغرب وإفريقيا الشمالية والغربية وبالتالي أن غالبيتهم مالكيون وراثة ودراسة، فيدوس هؤلاء الوعاظ في جزئيات وفروع على ما استقر عليه العمل لدى المالكية فينشأ التشويش والانقسام والافتتان والقيل والقال وما يجر إليه التخليط من خلخلة العامة وشق صفوفهم وتفريق جموعهم. وهو أمر لا يبعد أن يكون أحد مكونات إحياء النعرات المذهبية المفضية بالتالي إلى الإرهاب الفكري الذي يفضي بدوره للإرهاب العملي لا قدر الله.
وهؤلاء الوعاظ يجنون من حيث لا يدرون فما كل ما يعلم يقال. ولكل مقام مقال.
وبما أن الفروع تتسع للمذاهب الأربعة والاجتهادات خارجها فإن الراجح والصحيح من الأيسر والأسلم والألطف هو الذي نوصي بالأخذ به ما دام مدونا في الفقه وذلك جمعا لكلمة المسلمين وتوقيا من تشتيت صفهم وثلم ركنهم وإذهاب ريحهم.
فكم من فتنة حدثت في الأندلس من المتعصبين لمذهب معين يأتون فيطلقون الكلام على عواهنه من غير أن يراعوا للمستمعين انتسابهم وانتماءهم المذهبي ولا مستوى ثقافتهم فيفسدون أكثر مما يصلحون في قضايا يضيقون حولها النطاق وقد وسعها شرع الله.
فهذه الجهات التي تبعث الوعاظ في المناسبات والمواسم أو توظف المرشدين الدينيين المقيمين أو تسجل أشرطة بالفيديو أو الأقراص المدمجة وتسوقها لدى الشباب المتعطش لدينه أو تنشر الحلقات المسلسلة عبر الفضائيات مع مقابلات واستجوابات، عليها أن لا تركز على مذهب واحد بعينه تجمد عليه خاصة في أمور حساسة تتسع لأكثر من العبادات وتتصل بالمعاملات وقضية الولاء والبراء ومسألة البيعة ونقضها ومسألة الحاكمية والجاهلية وقضية الحكم بالردة والزندقة وقضية الخلافة والإمامة ومسألة الشورى والديموقراطية ونظام الحكم.
فهذه أمور حساسة يجب على المفتي والمذيع والخطيب والمؤلف والإعلامي أن يكون على حذر فيها كما عليه أن لايخوض في خلافات علم الكلام التي عفى عليها الزمان توقيا من الفتنة.
فقد يثير الكراهية في النفوس تجاه وضع قائم أو مخالفين في المذهب أو نمط اجتماعي معين.
وما الإرهاب المادي إلا تجسيد للكراهية المتقدة في النفوس.
قبل المسدس والقنبلة: الإرهابي يحمل في قلبه ألف قنبلة ومسدساً.
وذلك المتعالم المتفيهق هو الذي يبوء بإثم جمرة البغضاء إذا أحرقت نفس المستمع المغفل بفتوى عرجاء استندت إلى تأويل فاسد ورأي كاسد في مذهب معين في غيره مندوحة عنه.
فنحن إذا نوصي بتوسيع دائرة الأخذ من المذاهب المعتمدة لتتبع ما صح من الأيسر والأنسب والأسلم في الفروع المرتبطة بالحياة العامة التي يحتك فيها المبتلى بالإقامة بدار الغربة، بالأوضاع والأحوال المنافية للشرط الإسلامي.
3 -
وجوب الاطلاع على ثقافة الآخر: /50 (ب) الغريب كل الغرابة من يقتحم لجة الإفتاء والتوجيه الديني في الأندلس وهو لم يشم رائحة لثقافة الآخر الذي استضافه في أرضه وأباح له الإقامة في بلاده.
الدعاة هناك مطلوب منهم تحصيل الأدنى في معرفة اللغة القشتالية والإلمام بتاريخ الإسبان وجغرافيتهم وأصولهم وقوانينهم السائدة والتطور الذي يعيشون فيه. وذلك لأن إهمال ثقافة الآخر عامل أساسي في فشل الدعوة الصحيحة وبروز الأهواء الثائرة.
لقد رأينا كيف رد الإمامان الكبيران الشيخان أحمد بن تيمية وشمس الدين ابن قيم الجوزية رحمهما الله، على النصارى: الأول في كتاب ضخم (القول الصحيح) والثاني في (هداية الحيارى) ولم يكن الردان ليتما لولا اطلاع العالمين على ثقافة الآخر آنذاك.
والآن أستاذ بدرجة دكتور خريج جامعة إسلامية لا يفقه في (ثقافة الآخر) شيئا ولا يملك منها نقيرا ولا قطميرا، يبعث إلى مدريد أو برشلونة أو إشبيلية أو حاضرة أخرى وحوله تحلق جمع للانصات لخطابه والرجل أمي أمية مفرطة في (ثقافة الآخر) .
كيف يفيد مثل هذا الرجل في تخريجاته وتأويلاته وأجوبته على نوازل وحوادث ووقائع ب (أرض الآخر) فهو في موطن غير موطنه محكوم عليه أن يراعي الاختلافات بين أهله وهؤلاء (الآخرين) وإلا خبط خبط عشواء وسلك سبيلا معوجا على رغم حسن نيته وجميل طويته.
وبطبيعة الحال هذا الجاهل ب (ثقافة الآخر ونفسيته) فاشل مقدماً في درء خطر تكون بيضة أسباب الإرهاب.
4 -
يجب الربط بين الإسلام (دينا) وبين الإسلام (حضارة) فالفصل بينهما في ديار الغرب نكسة ورجعى للوراء وعمل قاصر وسعي مبتور.
وكثير من الاتهام الموجه الآن إلينا نحن المسلمين ناتج عن هذا الفصل ف (الآخ) قد يخاف من الإسلام (دينا) ولكنه لا يخاف من الإسلام (حضارة) .
لهذا المصطلح قيمة في التداول والاستعمال وميزة كبرى وله نبرته وأهميته وتأثيره.
وهذا (الآخر) يقدر الإسلام (حضارة) تقديرا كبيرا ولكنه يخشاه (دينا) .
وعلينا أن نسرب الإسلام (دينا) عبر لافتة الإسلام (حضارة) .
كما أن الشباب إذا ربطناهم بالإسلام (حضارة) سيتفهمون المرامي السامية والمقاصد النبيلة الغالية لملتنا الشريفة وأنها متكاملة ومن تكاملها جمعها بين (الدين) و (الطين) أي بين (الدنيا) و (الآخرة) وبين (المادة) و (الروح)
وإذا كان الدين توجيها لإصلاح الشأن البشري في الآخرة فإن (الحضارة) توجيه إسلامي لعمارة الأرض.
ولفت أنظار الجهات المسؤولة عن الدعوة بالأندلس إلى هذا الربط بين الإسلام (دينا) والإسلام (حضارة) من النصح الخالص الذي نقدمه في هذه المداخلة.
وبالتالي فالربط المذكور يعد من كوابح التطرف والغلو والحمد لله رب العالمين لأنه يوسع الأفق المعرفي للمسلم فيتعامل مع المشروع الإسلامي في خطوطه الكونية ووزنه في العالمين فيتسامى عن التدني للمدنسات التي هي مقدمات للفتك والطعن والهمز واللمز. والربط يحدث الشعور الوجداني المتناغم بين العقل والقلب والداخل والخارج فيرى السالك إلى الله تكاملا في عناصر الحياة تتجلى فيها كمالات الله عز وجل. وهذا فهم دقيق عن الله تكل عنه العبارة.
ولا مكان مع هذا الربط للإرهاب إن شاء الله.
5-
فتح قنوات الحوار مع الشباب المتحمس والفئات الحركية من المتطوعين في الحقل الإسلامي دعوة وتربية وإعلاما. وذلك قصد الإقناع بالمنهج السلمي في التغيير الإصلاحي وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي فريضة النصيحة وفي فريضة الجهاد إن قام على فرضيته برهان عند الاقتضاء كالجهاد في فلسطين ضد المعتدين وفي التوعية والتحسيس بالصحوة الإسلامية المباركة، فالحوار لا يأتي إلا بخير بشرط لين العريكة والاتصاف بالتواضع ونشدان الحقيقة الشرعية لاغير لضبط الحركة وقمع التهور ولجم الانزلاق والتحكم في الهيجان. . . الشيوخ بالتجربة الطويلة والاحتكاك المتواصل مع التراث والعمر المديد المليء بالعطاء مع القدم الراسخة في العبادة والتنسك. . . وعلماء الشباب بالحيوية والاقتدار على الاستيعاب وسرعة البديهة وامتلاك أدوات الفهم. . . الجميع بالحوار يوقف بإذن الله موجة التكفير السائب والتضليل الفوضوي والتبديع الاعتباطي وكل هذه الأثافي تنتج غل الصدور وهذه بدورها تدفع الأعصاب المتوترة إلى إمكانية اللجوء للقوة والعنف.
6 -
إن تكون سياسة الدعوة بالأندلس نابعة من أرض الأندلس مراعية لظروفها والحقائق الموجودة على أرضها وأن لا تستورد هذه السياسة من جهة خارج الإطار الجغرافي والسياسي والاجتماعي للأندلس نفسها.
7 -
أن ترتبط الدعوة إلى الله ثمة مع حاجيات الجالية المسلمة المقيمة بإسبانيا وهي جالية مهمة لا تنتظر فقط من الدعاة الخطاب الجاف والتبجح بالتقعر والتفصح ببليغ الحديث على أعواد المنابر وإنما تحتاج أيضا للرعايات التربوية والاجتماعية والصحية والمادية وسواها. . . وتلبية هذه الحاجات أو بعضها مما يقضي على أسباب نشوء الإرهاب أو يقلل من هذه الأسباب فاعلم ذلك.
8 -
استخدام سنة التدرج في الدعوة وعدم التعجل في تحصيل النتائج المرجوة منها وهذا التدرج الذي يكون على مراحل محسوبة يقلل أيضا فرص نشوء أسباب الإرهاب.
9 -
المزاوجة بين الأدلة النقلية والأدلة العقلية والبراهين الحسية والواقعية تسهم في تقبيح الإجرام وتقزيمه وتحجيمه بحول الله مع الحض على معالي الأمور والتزين بالتنزه والعفة.
10 -
استثمار ما كتبه العلماء الثقات في إصلاح القلوب والأخلاق في التدريب والتمرين على السماحة والعفو وحب الناس وتفويض الأمر إلى الله والتبرئ من النفس الأمارة بالسوء والتنزه عن الدعاوي الغليظة وحب الذات وأمراض القلوب وبالتالي فهذا مما يسهل على الشباب الاغتسال من جنابة اتهام الناس ومحاكمة النوايا والعمل بالظنون وازدراء المذنبين وما أحوجنا إلى هذا في الأندلس. . .
وبالتالي فذلك التراث يساعد الشباب على التأمل والتدبر في الملك والملكوت والاشتغال بالتعبد والتهجد والصدق في المحافظة على الأوراد الشرعية وهي أمور يستجلب بها الفتح الرباني والفهم عن الله والإلهام والخواطر والواردات القدسية مما يصفي زجاجة الفؤاد من الأدران والكدر ويحفظ من الحماقات والمغامرات الطائشة.
11 -
تفعيل مقولة (ما عمت به البلوى) وفق ضوابطها الشرعية عند النظر فيما انتشر وساد وشاع وفشا من المنكرات والمعاصي والانحرافات. . . ولا تعني المقولة الإقرار على ذلك ولكنها مئنة من فقه الدعاة خاصة في هذا الزمان الحرج.
12 -
تفعيل قواعد ومقولات مثل: رفع الحرج - الضرورات تبيح المحظورات-: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} الآية- ونحوها.
13 -
تفعيل الاجتهاد الجماعي ضمن بحوث (فقه الواقع) و (فقه الأقليات) .
14 -
تعميق دراسة السياسة الشرعية في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية وظهور (العولمة) و (النظام العالمي الجديد) و (العالم الأحادي القطبية) وهذا ما ينبغي مراعاته في (الأحكام السلطانية) و (إصلاح الراعي والرعية) .
15 -
رفع مستوى الخطاب إلى معالجة الأزمات العالمية ومكافحة المشكلات التي تهدد الاستقرار والسلم والطمأنينة والتعايش، والارتقاء بالصحوة المباركة إلى المشاركة في وضع تصوراتنا ومقترحاتنا لإيجاد توافق مع (الآخر) ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ومن هذه المعضلات:
فساد البيئة الطبيعية- التغيرات المناخية الخطيرة- التصحر- ندرة المياه- أسلحة الدمار الشامل- الفقر- البطالة- الفوارق الاجتماعية- الكوارث الطبيعية- الإدمان على المخدرات والمسكرات- الإجرام المنظم- الدعارة وتجارة الجنس- الرشوة- الامراض المستعصية والأوبئة- العنصرية- الاستعمار الصهيوني لفلسطين الحبيبة- ديون العالم الثالث- الربا الذي يثقل الكاهل- قنبلة النمو الديموغرافي المطرد- مشكلات الحدود- مشكلات الأقليات- التنازع العرقي- الطاقة المهددة بالتضاؤل-تخلف العالم الثالث- اتساع هوة شمال / جنوب- وغيرها.
فالرفع من الخطاب إلى هذا المستوى مع الحفاظ على خصوصياتنا ومميزاتنا وهويتنا يقلص فرص لجوء طوائف من الناس إلى الإرهاب.
16 -
إشراك الشعوب الإسلامية في الشأن العام بإقرار تعددية سياسية ومنابر لإبداء الآراء الناصحة وتفعيل آية الشورى والاعتراف بالحريات والحقوق والعمل بالانتخاب الحر لاختيار المؤسسات العمومية وإعلان الصلح المدني والعفو عن المعتقلين لأسباب فكرية وإيجاد أرضية واسعة للتعبير الحر عن الرأي والتمتيع بحريات التجمع والنقد والتنافس والشفافية في التدبير وقبول المحاسبة والمراقبة في تسيير بيوت أموال المسلمين والمساوات بين ذممهم. . . كل هذا يمنع الشباب من اليأس ويقيهم من الإحباط وبالتالي يفتح أمامهم المجال للتباري الشريف لخدمة الأوطان وهذا بدوره يمنع مقابلة الظلم بالظلم ويقي من مصارع السوء ويطب الأسقام ويعالج الأدواء المستعصية فلا يبقى متسع إن شاء الله للمفتونين الفتانين سواء (عندنا) أو (عند غيرنا) فيضمحل أو يقل الإرهاب بإذن الله.